مظلات وماء وحنان.. أزواج يرسمون ملامح المودة في المشاعر المقدسة

في موسم تغمره السكينة وتعلو فيه الدعوات، لا تقتصر المشاهد المؤثرة في المشاعر المقدسة على الطواف والسعي والابتهال، بل تمتد إلى تفاصيل إنسانية تبعث في النفس الطمأنينة.
من بين تلك الصور التي تم رصدها، تكررت مشاهد الأزواج وهم يعتنون بزوجاتهم وسط حرارة الشمس العالية وزحام الحجيج، في لوحة تفيض بالمودة والرحمة.
في عرفات ومزدلفة ومنى، شوهد عدد من الحجاج وهم يظللّون رؤوس زوجاتهم بمظلات يدوية، يحجبون عنهن أشعة الشمس، ويحرصون على تقديم عبوات الماء البارد في كل محطة، يمسحون عن وجوههن آثار التعب، ويهيئون لهن مقاعد للراحة عند كل توقف.
مشاهد بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في معناها، تترجم أرقى معاني العشرة، وتُعيد إلى الأذهان قوله تعالى "وجعل بينكم مودة ورحمة".
لم تكن هذه المواقف حكرًا على كبار السن، بل لوحظ شباب في مقتبل العمر يسيرون بجوار زوجاتهم بمحبة وتفانٍ، يسبقون الخطى لتسهيل الطريق، ويبحثون عن الظل أولًا لهن قبل أنفسهم، وكأن هذا الحج هو أيضًا فرصة لتجديد عهود الرفق والوفاء.
وسط كل ذلك، يتأكد أن المشاعر المقدسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل مسرحًا تتجلى فيه القيم النبيلة، وتُستحضر فيه معاني الوفاء، وعدم نسيان الفضل بين الزوجين مهما تقادمت السنين.
Trending Plus