أطفال بدرجة عباقرة.. "أدم ومريم" شقيقان بالمرحلة الابتدائية ويبدعان فى "البرمجة".. شاركا فى العديد من المسابقات وحصلا على مراكز أولى.. وابتكرا أجهزة للكشف المبكر عن أمراض القلب وإنتاج السماد العضوى.. صور

"لم تكن نعومة أظافرهما وبياض عقولهما مشغول بإضاعة الوقت فى اللعب واللهو خارج المنزل، مثل أقرانهما من الأطفال، ولكن الطفلين أدم وشقيقته مريم، كرسا طفولتهما للإبداع والابتكار فى مجال البرمجة والأبحاث العلمية".. هذه هى قصة الطفلان أدم ومريم أيمن عبد التواب، واللذان شاركا فى العديد من مسابقات الإبداع والابتكار وحصدا الألقاب والمراكز المتقدمة.
أدم ومريم طفلان بالمرحلة الابتدائية بمدرسة على ناصر بمدينة أسوان، نبغا فى مجالات استخدام الكمبيوتر وتطويع الإنترنت لتحقيق الاستفادة العلمية لرغباتهما، وحقق لهما والدهما كل الفرص التى تساعدهما على التنشئة السليمة واستخراج جيل جديد قادر على مواجهة التحديات المعيشية ويساعد بلده فى النهوض بمستقبلها، إلا أن الأب توفى فى الطريق وأكملت الأم ما بدأه الوالد من مشوار مع طفليهما.
أدم أيمن عبد التواب، تحدث لـ"اليوم السابع" عن مشروعه الطبى، قائلاً: هو مشروع بهدف للكشف المبكر عن أمراض القلب، من خلال جهاز مقياس لنبضات القلب ونسبة الأكسجين فى الجسم، باستخدام حساس بسيط ودقيق، والجهاز بإمكانه كشف الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية وغيرها، والجهاز مزود بشاشة صغيرة الحجم، مقارنة بالأجهزة الكبيرة الموجودة فى المستشفيات ويعمل بدون مصدر طاقة مخصوص ويمكن استخدامه بالمستشفيات الواقعة فى البلدان التى تفتقر لمصادر طاقة ثابتة ، ويفيد المواطنين أيضاً فى القرى النائية.
وقال الطفل أدم، إن فكرة مشروعه جاءت من خلال إطلاعه على الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات العلمية، ومن خلال ذلك ربط الأفكار بعضها ببعض، بمساعدة فريق العمل معه وهم طالبين بالمرحلة الإعدادية والثانوية وثالث فى نفس عمره بالمرحلة الابتدائية وحصد الفريق المركز الثانى على الجمهورية، موضحاً أن تنمية الفكرة جاءت بتشجيع من الدكتورة هالة عزت، مدير إدارة الموهوبين بمديرية التربية والتعليم بأسوان، ونائبها الدكتور أيمن.
وتابع الطفل النابغة، أنه شارك فى العديد من المسابقات وهو فى سن السابعة من عمره وقتها، بهذا الجهاز وأيضاً بالمشروع الثانى الذى يهدف لإنتاج سماد عضوى من خلال تصميم خزان لاهوائى، وهو عبارة عن غرفة أو خزان يوضع أسفل الأرض ومزود بطبقة عازله لمنع طفح الصرف الصحى وحل مشكلة الصرف فى المناطق العشوائية والجزر، والخزان مقسم من الداخل بحواجز ثلاثة مصممة بمقاسات معينة، مهمة هذه الحواجز ترسيب المادة الصلبة عن المياه ليتم معالجة المياه واستخدامها فى الرش ورى أشجار الخشب والزينة، واستخدام المادة الصلبة كسماد عضوى، لافتاً إلى أن إنتاج السماد العضوى يمكن أيضاً من بقايا الخضار والفواكه وطبقات ويتم استخدام بكتيريا لا هوائية أو دود أحمر، ويمكن الحصول عليهم من المزارع، ويوضع فى طبقات ويخضع للتقليب لفترة معينة ويخرج سماد يمكن استخدامه فى الزراعات.
وأوضح الطفل العبقرى، أن هذه الفكرة التى جاءت له وهو فى سن السابعة من عمره، عندما كان يستقل باص المدرسة وشاهد قمامة منتشرة بشكل كبير فى الشوارع، وحصدت فكرة هذا المشروع "إنتاج السماد العضوى" على المركز الأول على المحافظة فى مسابقة الأفرو - أسيوى للابتكار والتكنولوجيا "قيادة البرمجيات 2025"، إلا أنه لم يكمل فى تصفيات المسابقة على مستوى الجمهورية لاشتراطهم سن معين، وكان هو تحت هذا السن المطلوب، بينما حصل على مراكز أولى فى مسابقات أبدع وابتكر وغيرها، وعلق قائلاً: "نفسى أكمل وأنتج أشياء أكثر وعندما أكبر أصبح عالم كمبيوتر وبرمجة".
وعلقت الشقيقة الصغرى، "مريم" أنها تعمل على مشروع خاصة بالزراعة المائية، بحيث يتم الزراعة فى وسط مائى بديل للتربة، وهذا نتيجة أن بعض الأراضى فى عدد من البلدان تحتوى على صخور وتكون غير صالحة للزراعة وبالتالى تحتاج للزراعة لتلبى طلبات شعبها واحتياجاتهم من الإنتاج الزراعى ثم تصدر الفائض للخارج.
وأضافت الطفلة العبقرية، أنه على المستوى الشخصى يمكن الأخذ بهذه التجربة فى تحويل المكان لمشتل ويمكن بيعه أو الاستفادة من الناتج الزراعى، وبحثت عن هذه الفكرة على الكمبيوتر وربطت الأفكار بعضها، وتمنت الطفلة أن تلتحق عندما تكبر بكلية طب الأسنان لتكون طبيبة أسنان ناجحة.
وقالت أم الطفلين لـ"اليوم السابع"، أنه رغم مرور أطفالها بظروف صعبة بعد وفاة والدهما الذى كان دائم التشجيع والتحفيز لهما ويوفر لهما الدعم الكامل لاستمرار تفوق الأطفال العبقرى فى مجال الابتكار، إلا أنها متمسكة باستكمال مشوار الأب الذى كان يعمل فى معهد فنى صحى مهندس IT، وهو الذى غرس فى أولاده حب البرمجيات وربطها بالأبحاث العلمية، بعدها كان التشجيع للأطفال بتنمية مهاراتهم من خلال التدريبات.
وأشارت الأم، إلى أن الأطفال لديهم فكر إبداعى عالى ورغبات مختلفة فى تحقيق مستقبل أفضل، ولذلك اترك لهم المساحة الكافية فى الاختيار وكان دور الأم والأب سابقاً قاصر على التوجيه فقط وإفادتهما بالخبرة المطلوبة.
وقالت معظم هذه الأفكار ليست فريدة ولكنها موجودة، لكن الإبداع فى تطوير هذه الأفكار وتطويعها لتحقيق الاستفادة منها، ويتدرب الأطفال عليها فى المنزل، وعلقت الأم: "ناويه أكمل معاهم لأنهم الاستثمار بتاعنا".

الأخوان-الصغيران-أدم-ومريم

الطفل-أدم

الطفلة-مريم

دورات-تدريبية

شهادة-تقدير

شهادة-تميز

صحفى-اليوم-السابع-مع-الشقيقان-العبقريان
Trending Plus