الإسكندرية .. صرخة من أجل المستقبل

د. خالد عزب
د. خالد عزب
بقلم : دكتور خالد عزب

قد يكون هذا المقال استكمالا لمقالين نشرتهما في عام 2018 في صحيفة المصري اليوم، تناولت في المقالين المخاطر التي من المتوقع أن تتعرض لها الإسكندرية، محذرا من القادم فى ظل سياسات أدت لتدهور البيئة العمرانية فى الإسكندرية، لكن العديد من المعطيات بدأت تظهر على السطح، تحتاج إلى المعالجة بصورة جدية، منها تأثير المتغيرات المناخية على الإسكندرية والساحل الشمالى لمصر .

الإسكندرية مدينة ساحلية شهدت ربطها فى العصر البطلمى بجزيرة فاروس، وبالتالى هناك جزء من المدينة صناعى وليس طبيعى، وعندما حدث تسونامى فى بداية القرن السابع الميلادى غرق جانب من هذا الجزء وهى ألسنة كانت ممتدة فى الميناء الشرقى شيدت عليها قصور البطالمة فى الميناء، وهذا يقودنا إلى أن عمليات ردم البحر فى حاجة لمراجعة علمية، خاصة أنها تغير من طبيعة الدوامات البحرية وتؤثر على عمليات نحر البحر على طول شواطئ مصر، وإلى الجنوب من الإسكندرية تجرى عمليات ردم لبحيرة مريوط، تصاعدت منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وهو ما يسبب كبت للمياه الجوفية فى تجاويف أسفل المدينة، وهذه مسألة تحتاج لمراجعة علمية، فردم البحيرة له مخاطر على المدينة ككل، وعلى جانب آخر تجرى عمليات بناء منذ تسعينيات القرن العشرين فى مناطق أراضى رخوة على غرار ما يسمى ميامى الجديدة فى المنطقة جنوب السكة الحديد، بارتفاعات مبالغ فيها وعرض شوارع لا يتجاوز فى بعض الأحيان المترين، وهذه أخطر المناطق المعرضة فيها الأبراج المرتفعة للانهيارات .

تحتاج الاسكندرية إلى خطة طوارئ معلنه، تشمل كافة مرافقها، وأول متطلبات هذه الخطة هى رفع كفاءة المستشفيات العامة فى المدينة، ثم ضرورة إنشاء ميادين عامة وحدائق فى المناطق شديدة الكثافة خاصة جنوب السكة الحديد التى تفصل الميدان لقسمين شمالى موازى للبحر وجنوبى إلى الطريق الدولى، والجنوبى هو الأكثر إلحاحا فى هذه المتطلبات، فالحدائق العامة والميادين لها وظيفة هامة فى الكوارث إذ هى تستقبل المتضررين لتكون ملجأ لهم فى وقت الأزمة، وللأسف لا يوجد أى منها فى جنوب المدينة .

أما الأهم من أجل الإسكندرية فضرورة وضع خطة لتخفيض تعداد سكان المدينة والكثافة السكانية بها، وهذا يقتضى نقل الأنشطة الصناعية وغيرها إلى الجنوب أو الغرب فى مناطق صحراوية، وهذا يقتضى إنشاء مناطق جذب للكثافات السكانية فى محافظات : كفر الشيخ والغربية والبحيرة، فسكان هذه المحافظات ينتقلون إلى الإسكندرية بحثا عن الوظائف، فى ظل بيئات محدودة الوظائف، لذا فالعمل على جذب هؤلاء لمناطق أخرى غير الإسكندرية أمر حيوى، لخفض الكثافة السكانية فى الإسكندرية .

إن الملفت للانتباه هو غياب جامعة الإسكندرية عن المخاطر المستقبلية التى يمكن أن تتعرض لها مدينة الإسكندرية، على الرغم من وجود عدد من العلماء فى كلياتها، بعضهم مشهود له بالكفاءة على صعيد البحث العلمى دوليا، خاصة فى كليتى الهندسة والعلوم، بل سبق أن وضعت الجامعة عددا من الدراسات التخطيطية للمدينة، وعلى الجامعة أن يكون لها صوت فيما تواجهه الإسكندرية من مخاطر، كما أن مكتبة الإسكندرية التى تقيم ندوات ومؤتمرات فى موضوعات مختلفة وتمتلك مركزا لدراسات الإسكندرية والبحر المتوسط وسبق لها طرح قضية التغيرات المناخية وأثرها على المدينة، خفت أو نستطيع أن نقول اختفى صوت مكتبة الإسكندرية فى هذه القضية، وكأن المكتبة فى عزله عن المدينة .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حبس مالك ورشة أصاب طفلا بحروق فى الهرم 4 أيام

حبس سائق و3 أخرين بتهمة سرقة حمولة سيارة نقل فى الجيزة

درويش يتصدر الإيرادات فى أول أيامه بالسينما ويحصد 2.1 مليون جنيه

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تشمل 12 سكرتيرا عاما ومساعدا

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات


أكرم القصاص يكتب: صنع الله و«الجليد» وأنا و«اليوم السابع».. لقاء لا ينسى مع الروائى الكبير

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

10 أرقام قياسية تنتظر محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. تعرف عليها

فيريرا يطفئ شرارة فتنة حراسة المرمى في الزمالك

في ذكراها.. شويكار في تصريح سابق لليوم السابع: شقيقتى لم تعمل في مجال الفن


الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

ناشئو اليد أمام إسبانيا فى ربع نهائى بطولة العالم تحت 19 عاما

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

بعد قرار الجنايات.. فصل جديد ينتظر قضية "قهوة أسوان" بعد تأجيلها للمرافعة

لو مأجر قديم وعندك شقة تانية.. خد بالك القانون يقضى بالإخلاء

مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الخميس 14-8-2025

في ذكرى رحيله الـ14.. 6 أفلام خالدة في مسيرة الفنان طلعت زين

سواق توك توك.. ياسر جلال يلبى نصيحة أصدقائه بعمل إضافى مع التمثيل (فيديو)

باريس سان جيرمان يتوج بالسوبر الأوروبي على حساب توتنهام بركلات الترجيح

مرحلة تقليل الاغتراب.. إتاحة موقع التنسيق الإلكترونى للتقدم بالرغبات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى