انفراد جديد لـ"اليوم السابع" من حفائر الكرنك.. الكشف عن أقدم مدينة تعود للدولة الوسطى 2050 قبل الميلاد.. داخلها مبانى بالطوب اللبن ومخازن منتجات غذائية وأفران خبز وفخار ملون بالأزرق يشبه فخار متحف اللوفر.. صور

بعد 3 أشهر فقط من كشف أول منطقة صناعية متكاملة بالقرب من المتحف المفتوح فى معابد الكرنك، حصل "اليوم السابع" على انفرادا جديدا من قلب معابد الكرنك كشفته أعمال الحفائر التى تتم برعاية البعثة المصرية الفرنسية المشتركة التابعة للمركز المصرى الفرنسى لدراسة معابد الكرنك (CFEETK ) وذلك منذ العام 2021 م، حيث تم الكشف عن أقدم مدينة ومستوطنة تعود لعصر الدولة الوسطى ظل العمل بها لأكثر من 1000 عام حتى الدولة الحديثة.
وفى هذا الصدد شهدت منطقة الحفائر الأثرية فى معابد الكرنك، لثانى مرة خلال العام الجارى الكشف عن أقدم مدينة ومستوطنة تعود لعصر الدولة الوسطي، حيث أسفرت أعمال الحفر والتنقيب عن كشف مدينة متكاملة فى أقصى الركن الجنوبى الشرقى بالمعبد والتى تعود لفترة الدولة الوسطى 2050 قبل الميلاد- 1710 قبل الميلاد وظل العمل بها لأكثر من 1000 عام مضى.
وبدأت أعمال الحفائر فى تلك المنطقة، حسبما كشفت مصادر أثرية بمعابد الكرنك لـ"اليوم السابع"، عن أنها تمت فى أقصى الركن الجنوبى الشرقى من معابد الكرنك، حيث تعمل البعثة المصرية الفرنسية المشتركة التابعة للمركز المصرى الفرنسى لدراسة معابد الكرنك (CFEETK ) وذلك منذ العام 2021 م فى هذا المكان، حيث أسفرت أعمال الحفر هناك عن مجموعة من الإكتشافات الأثرية الهامة، والتى ستسهم بشكل كبير فى تغيير طريقة فهمنا لمكونات وأجزاء معابد الكرنك المختلفة.
أما عن تفاصيل الكشف عن أقدم مدينة عمالية فى محيط معابد الكرنك، فقد أكدت المصادر، أنه أسفرت أعمال الحفر والتنقيب التى تتم هناك عن كشف مدينة متكاملة أو مستوطنة فى هذا الجزء من المعبد، والذى يقع بين السور القديم من الطوب اللبن، وهو الذى شيده الملك تحتمس الثالث من الأسرة 18 عهد الدولة الحديثة، والسور الضخم الذى يحيط بمجموعة معابد الكرنك والذى يرجع لعهد الملك نختنبو الأول من عصر الأسرة 30.
والأهم فى هذه المستوطنة المكتشفة بمعابد الكرنك، هى أنها تعود لفترة الدولة الوسطى 2050 قبل الميلاد- 1710 قبل الميلاد وبهذا تعد هذه المستوطنة من أقدم المدن والمستوطنات العمالية التى تم الكشف عنها داخل معابد الكرنك على الإطلاق إن لم تكن الأقدم، وقد ظل استخدام هذه المستوطنة حتى فى عصر الدولة الحديثة 1670 ق م - 1069 ق م، أى أن هذه المستوطنة استمر العمل بها واستخدامها وظلت أهميتها لمدة تقترب من الالف عام لعلها تخللها بعض فترات التوقف والإهمال، ولكن فى المجمل ظلت مستوطنة خاصة لمعابد الكرنك على الرغم من بعدها عن فناء الدولة الوسطي، وهو نواة مجموعة معابد الكرنك بحوالى 300 متر على أقل تقدير، مما يدل على مدى إتساع نطاق ومساحة مجموعة معابد الكرنك فى هذا الوقت السحيق، ولذلك فهناك فرضية آخرى أن هذه المدينة القديمة كانت قريبة من نواة معابد الكرنك والتى اتسعت مع مرور الوقت حتى شملت المدينة القديمة التى تم الكشف عنها خلال تلك الفترة.
وأسفرت اعمال الحفر عن الكشف عن مجموعة من المبانى المشيدة من الطوب اللبن والتى يتم ترميمها حاليا باستخدام طوب لبن حديث بنفس الابعاد والمقاسات، وهى مجموعة من المخازن التى تستخدم لأغراض تخزين المنتجات الغذائية المختلفة وإعداد الطعام، كذاك تم الكشف عن مجموعة من الأفران لصناعة الخبز فى تلك الفترة خلال عهد الأسرة 13 وفى فترة الأسرة 17 وبداية الأسرة 18 هجرت المنطقة وتحولت المنطقة لمكب نفايات لكنها لم تلبث أن عاد استخدامها مرة أخرى فى عصر الأسرة 18 بإنشاء مجموعة من أماكن التخزين أعلى مكب النفايات الذى تم الكشف عنه، وكان من بين القطع الفخارية الهامة التى تم جمعها والعثور عليها فى هذا المكان قطع صغيرة من الفخار الملون والمزجج ذو اللون الأزرق الجميل والذى يتطابق تماما مع إناء (نمست) والذى يعرض حاليا فى متحف اللوفر فى باريس والذى يعود لفترة حكم الملك أمنحتب الثالث، بالإضافة لمجموعة من المبانى المشيدة من الطوب اللبن المغطى بطبقات من المونة (الجص) وكميات كبيرة من كسرات الفخار والذى ستمكن دراسته وفحصه الباحثين والمتخصصين من تاريخ أفضل لهذا المكان وفترات الاشغال المختلفة بالإضافة إلى معرفة تفصيلية عن وظيفة هذه المبانى وهذا المكان فى المجمل فى المستقبل القريب بالإضافة إلى دراسة وتحليل عينات التربة فى هذه المنطقة .
هذا بالإضافة إلى الكشف عن بقايا رماد وحرق وبقايا نباتية فى هذا المكان وهذه المبانى مما يؤيد القول ان هذه المدينة او المستوطنة كانت مدينة او مستوطنة عمالية ربما لخدمة معابد الكرنك او معبد ( هيكل ) صغير كان الى الشرق من هذه المستوطنة اقدم من معابد الكرنك ذاتها خاصة مع اكتشاف مجموعة من المبانى المشيدة من الطوب اللبن وتفصلها ما يشبه الحارات او الشوارع الضيقة وكذلك مجموعة من ورش العمل المختلفة التى استخدمت لاغراض التخزين للمواد الغذائية واعداد الطعام واعمال الخبز وفقا لدراسة ما تم الكشف عنه حتى الان من لقى أثرية وكسرات الفخار وبقايا أثرية أخرى تدعم هذه الافتراضات حتى الآن.
وكشفت المصادر، عن أنه لا خلاف أن استمرار أعمال الحفر والتنقيب فى هذا المكان المهم ستتهم بشكل كبير فى فهم أعمق لهذه المنطقة المهمة والتى تمثل جزء من تاريخ الكرنك بالأقصر ولربما تعود لأبعد وأقدم من تاريخ المعبد نفسه قبل البدء فى تشييده وهذا ما ستسفر عنه الأعمال المقبلة، ووزارة السياحة والأثار لم تعلن عن هذا الكشف حتى الآن فى حين تم ادراجه فى دوريات وحوليات المركز المصرى الفرنسى التى يتم نشرها كل عام بصفة دورية وموجود ومتوفر بالفعل على موقع المركز الإلكترونى على شبكة الإنترنت.

الكشف-عن-أقدم-مدينة-ومستوطنة-تعود-لعصر-الدولة-الوسطي

الكشف-عن-أقدم-مدينة-ومستوطنة-تعود-لعصر-الدولة-الوسطي-بالكرنك

موقع-العمل-والكشف-عن-أقدم-مدينة-ومستوطنة-تعود-لعصر-الدولة-الوسطي-بمعابد-الكرنك

ننشر-صورة-جديدة-لموقع-العمل-والكشف-عن-أقدم-مدينة-ومستوطنة

فخارة-معروضة-في-متحف-اللوفر-تعود-للعصر-ألملك-امنحتب-الثالث-وتشبه-الفخار-المكتشف

موقع-الحفائر-الحالي-بجوار-سور-الملك-نختنبو-جنوب-شرق-الكرنك

موقع-العمل-والكشف-عن-أقدم-مدينة-ومستوطنة-تعود-لعصر-الدولة-الوسطي-بمعابد-الكرنك
Trending Plus