ترامب يصدر أوامر بنشر ألفين من قوات الحرس الوطنى بعد يومين من الاحتجاجات.. صدام بين الشرطة ومحتجين ضد مداهمات لأماكن العمل بحثاً عن المهاجرين غير الشرعيين.. ,نيويورك تايمز: تصعيد غير عادى فى الحملة ضد المهاجرين

شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية احتجاجات على مدار يومين ضد المداهمات الأخيرة التى أجرتها دائرة الجمارك والهجرة الأمريكية لأماكن العمل بحثا عن المهاجرين غير الشرعيين. وشهدت الاحتجاجات صدامات بين المتظاهرين والشرطة، التى استخدمت فى بعض الأحيان الرصاص المطاطى وقنابل الصوت لتفريقهم، بينما أشعل المتظاهرون يحملون العلم المكسيكى النار بسيارة. وجاءت الاحتجاجات فى المناطق التى يقطنها عدد كبير من اللاتينيين.
وأصدر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمراً بنشر ألفين من قوات الحرس الوطنى فى ولاية كاليفورنيا، وقال إن أى مظاهرات تقف فى طريق مسئولى الهجرة سيتم اعتبارها شكلا من التمرد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار ترامب كان تصعيداً غير عادى وضع لوس أنجلوس فى قلب التوترات حول الملاحقة التى تجريها إدارته للمهاجرين. وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطى، المعارض القوى لترامب، إن قرار الرئيس بنشر الحرس الوطنى تحريض متعمد ولن يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات.
وتجمع المتظاهرون أمام المبنى الفيدرالى الذى يضم دائرة الهجرة والجمارك (ICE) ودائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS) وهو أيضًا مركز احتجاز، يطالبون بإطلاق سراح 118 شخصًا تم اعتقالهم خلال عمليات دائرة الهجرة والجمارك هذا الأسبوع، وقالوا إنه لا يوجد مكان لدائرة الهجرة والجمارك فى لوس أنجلوس، وقد هتفوا قائلين إن الحرس الوطنى لن يحدث فرقًا، وسيستمرون فى المقاومة، بحسب ما أفادت شبكة سى إن إن الأمريكية.
وأدانت عمدة لوس أنجلوس كارين باس الاعتقالات التى أجرتها دائرة الهجرة التابعة لإدارة ترامب يوم الجمعة، وقالت إنها تثير المخاوف، ووصفت التقارير التى تحدثت عن وجود اضطرابات خارج المدينة بالمقلقة.
وقالت كارين باس، فى بيان لها على منصة X: " مر مدينتنا بمرحلة عصيبة. فبينما نتعافى من كارثة طبيعية غير مسبوقة، يشعر الكثيرون فى مجتمعنا بالخوف عقب الإجراءات الفيدرالية الأخيرة لتطبيق قوانين الهجرة فى مقاطعة لوس أنجلوس. وتثير التقارير عن الاضطرابات خارج المدينة، بما فى ذلك فى باراماونت، قلقًا بالغًا. لقد تواصلنا مباشرةً مع المسئولين فى واشنطن العاصمة، ونعمل عن كثب مع جهات إنفاذ القانون لإيجاد أفضل السبل للمضى قدمًا. للجميع الحق فى الاحتجاج السلمي، ولكن دعونى أوضح: العنف والتدمير مرفوضان، وسيُحاسب المسئولون عنهما".
وبعد ظهر اليوم، الأحد، بدأ عناصر الحرس الوطنى لولاية كاليفورنيا فى الوصول إلى وسط مدينة لوس أنجلوس الأمريكية قبل قليل، وتوقف بعض المركبات أمام قاعة العدالة، المجاورة لمركز المدينة.
وقالت شبكة ABC News إن المذكرة التى وقعها الرئيس ترامب مساء السبت توجه بنشر الحرس الوطنى لكاليفورنيا، قالت إن الاحتجاجات الحالية تؤسس شكلا من التمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة.
وجاء فى المذكرة الرئاسية أيضًا أن أفراد الخدمة البالغ عددهم 2000 فرد يمكن نشرهم لمدة 60 يومًا أو "حسب تقدير" وزير الدفاع.
يأتى هذا فى الوقت الذى تم اعتقال فيه عدد من الأشخاص بعد أن عاودوا الدخول إلى المنطقة التى أمرتهم شرطة لوس أنجلوس بمغادرتها، بحسب ما قالت الشرطة. وقال مسئولو الشرطة فى بيان إن من تم اعتقالهم سيتم احتجازهم لعدم تفرقهم عن المنطقة التى صدرت أوامر بعدم قانونية التجمع فيها.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس إن هذه ليست المرة الأولى التى ينشر فيها ترامب الحرس الوطنى لقمع الاحتجاجات. ففى عام 2020، طلب من حكام عدة ولايات إرسال قوات إلى واشنطن العاصمة للرد على المظاهرات التى اندلعت بعد مقتل جورج فلويد على يد ضباط شرطة مينيابوليس. ووافق العديد من الحكام الذين طلب منهم ذلك، وأرسلوا قوات إلى المقاطعة الفيدرالية. أما الحكام الذين رفضوا الطلب، فقد سُمح لهم بذلك، مع إبقاء قواتهم على أراضيهم.
لكن هذه المرة، يتصرف ترامب معارضًا لنيوسوم، الذى كان سيحتفظ فى الظروف العادية بالسيطرة على الحرس الوطنى فى كاليفورنيا وقيادته. وبينما قال ترامب إن تحويل القوات إلى قوات فيدرالية كان ضروريًا "لمعالجة الفوضى" فى كاليفورنيا، قال الحاكم الديمقراطى إن هذه الخطوة "مُثيرة للفتنة عمدًا ولن تؤدى إلا إلى تصعيد التوترات".
وتقول أسوشيتدبرس الأمريكية، تعليقاً على احتجاجات لوس أنجلوس ، إن الحرس الوطنى كيان هجين يخدم مصالح الولايات والمصالح الفيدرالية، غالبًا ما يعمل تحت قيادة وسيطرة الولايات، مستخدمًا تمويلًا حكوميًا. وفى بعض الأحيان، تكلف ولايات قوات الحرس الوطنى بأداء مهام فيدرالية، مع بقائها تحت قيادة الولاية ولكن باستخدام تمويل اتحادى.
بشكل عام، لا يسمح للقوات العسكرية الفيدرالية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون المدنية ضد المواطنين الأمريكيين إلا فى حالات الطوارئ. ويعد قانون "التمرد" الصادر فى القرن الثامن عشر، والمُسمى بقانون الحرب، الآلية القانونية الرئيسية التى يمكن للرئيس استخدامها لتفعيل الجيش أو الحرس الوطنى فى أوقات التمرد أو الاضطرابات.
لكن ترامب لم يفعل قانون "التمرد" يوم السبت. بدلاً من ذلك، اعتمد على قانون فيدرالى مماثل يسمح للرئيس بإضفاء طابع اتحادى على قوات الحرس الوطنى فى ظروف معينة.
ويضع القانون الذى استشهد به إعلان ترامب قوات الحرس الوطنى تحت القيادة الفيدرالية، وينص على إمكانية القيام بذلك فى ثلاث حالات: عندما تتعرض الولايات المتحدة للغزو أو لخطر الغزو؛ أو عندما يكون هناك تمرد أو خطر تمرد ضد سلطة الحكومة الأمريكية؛ أو عندما يعجز الرئيس عن "تنفيذ قوانين الولايات المتحدة" باستخدام القوات النظامية.
ولكن ينص القانون أيضًا على أن الأوامر لهذه الأغراض "تصدر من خلال حكام الولايات". ولم يتضح بعد ما إذا كان بإمكان الرئيس تفعيل قوات الحرس الوطنى دون أمر من حاكم تلك الولاية.
ونص إعلان ترامب على أن قوات الحرس الوطنى ستلعب دورًا داعمًا من خلال حماية ضباط دائرة الهجرة والجمارك أثناء إنفاذهم للقانون، بدلاً من تكليفهم بأداء مهام إنفاذ القانون.
Trending Plus