ثروات سيناء المعدنية.. كنوز مدفونة على طريق التنمية والاستثمار.. خريطة كنوز سيناء الجيولوجية أهمها رمال وذهب ورخام.. وثروات من الرمال البيضاء والكاولين والحجر الجيرى والدولوميت والفحم

تمثل شبه جزيرة سيناء قطعة فريدة من أرض مصر، تمتزج فيها الطبيعة الساحرة بالتاريخ العريق، وتتكامل فيها الثروات الجيولوجية مع طموحات التنمية، فهذه الأرض التي لطالما اعتبرت بوابة الشرق لمصر وملتقى القارات، لا تحتوي فقط على الكنوز السياحية والأثرية، بل تزخر أيضًا بموارد معدنية هائلة تجعل منها مركزًا واعدًا للصناعات التعدينية والتحويلية.
بحسب بيانات مركز معلومات محافظة جنوب سيناء، تتنوع الثروات المعدنية في سيناء بين الخامات الفلزية، والخامات غير الفلزية، وأحجار الزينة، ومواد البناء، وتضم خامات تدخل في صناعات حيوية مثل صناعة الأسمنت والسيراميك، إلى جانب المعادن النفيسة. ومن أبرز الخامات المتوفرة بكميات كبيرة ومنها الرمال البيضاء التي تتواجد في مناطق جبل أبو حيثيات، وأبوزنيمة، وسانت كاترين، وتُقدر احتياطياتها بنحو 560 مليون متر مكعب. وتدخل في صناعة الزجاج، البصريات، أدوات المائدة، والزجاج الكريستالي.
وأحجار الزينة وعلى رأسها الجرانيت المنتشر في سانت كاترين ونويبع، والرخام الرسوبي الموجود في مناطق الحسنة بوسط سيناء، والذي يُستخدم في تزيين المباني وصناعة التحف والتماثيل، والكاولين وهو خام صناعي مهم متوفر بطريق نويبع - سانت كاترين وأبوزنيمة، باحتياطي يُقدر بـ120 مليون طن، ويدخل في صناعات الخزف، الورق، الأدوية، والحراريات.
والحجر الجيري متوفر في مناطق جبل لبني والمغارة والجفجافة، ويُستخدم في صناعة الأسمنت والصناعات الكيميائية وأعمال البناء. ويبلغ احتياطيه نحو 350 مليون متر مكعب، والمعادن الفلزية وهي ذهب وفضة ونحاس من أعماق الجبال.
كما تمتاز سيناء كذلك بثروات فلزية واعدة تدخل في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة وهي المنجنيز موجود في أبو زنيمة ودهب وشرم الشيخ، ويُستخدم في صناعة البطاريات والفولاذ والدواء. وتُقدر احتياطياته بنحو 40 مليون طن.
والذهب والفضة والرصاص والزنك وتم اكتشافها في مناطق أم زريق والكيد شمال شرم الشيخ، وتُظهر التحاليل الجيولوجية تركيزات عالية من الرصاص (حتى 12%) والزنك (حتى 8%)، إلى جانب الفضة (حتى 3000 جزء في المليون)، ما يجعلها مناطق واعدة للاستخراج الصناعي.
وكذلك النحاس فقد اشتهرت سيناء به منذ عصر الفراعنة، ويتواجد في السمرا والرقيطة وسرابيط الخادم، ويُستخدم في الصناعات الإلكترونية وسبائك المعادن.
والكبريت حيث يتواجد في شمال العريش ومنطقة جبل فيراني، ويُستخدم في صناعة الأسمدة وحمض الفوسفوريك. وتم التعاون مع شركات وطنية لاختبار جدوى استخراجه اقتصاديًا.
كما توفر سيناء مصادر طاقة بديلة إلى جانب البترول، أبرزها رواسب الفحم بمنطقة المغارة وأبوزنيمة (مواقع دعة وثورة والطيبة)، ويُقدر احتياطي الفحم بـ40 مليون طن. وتحتوي هذه المناطق أيضًا على الطفلة الكربونية التي تُستخدم في صناعات متعددة.
تمتلك سيناء احتياطات ضخمة من المواد المستخدمة في البناء والتشييد، مثلالدولوميت حول جبل المغارة والحلال، ويُستخدم في إنتاج الركاميات، وتحسين التربة، وصناعة الأسمنت والزجاج، وإنتاج الماغنيسيوم والكالسيوم، والجبس موجود في رأس ملعب ووادي السيح، ويُستخدم في صناعة الأسمنت والأسمدة، والطفلةموجودة في مناطق الطور وأبو زنيمة وعيون موسى، وتُستخدم في السيراميك والأسمنت والحراريات، والرمال والحصى وهي ضرورية في صناعة القوالب ومواد البناء ومحطات تنقية المياه.
تشمل ثروات سيناء معادن وخامات تُعد مدخلًا لصناعات متقدمة وهي الألبتيت خام نادر يُستخدم في صناعة السيراميك الفاخر، ويتواجد بوادي الطر شمال شرم الشيخ، باحتياطي 26 مليون طن، ويعمل على استغلاله جهاز الخدمة الوطنية منذ سنوات، والفلورسبار متوفر بوادي أرغام، ويُستخدم في صناعة الزجاج، معجون الأسنان، والبورسلين، والرمال السوداء على شواطئ العريش، وتحتوي على معادن ثقيلة مثل الماجنيتيت والإلمنيت، وتدخل في صناعة السبائك، الأصباغ، مساحيق التجميل، والتكنولوجيا الحديثة.
إلى جانب المعادن، تحتضن سيناء مصادر غنية من المياه المعدنية الحارة، أبرزها “حمام فرعون”، ما يعزز من فرص الاستثمار في السياحة العلاجية. كما تحتوي سواحلها على ملاحات طبيعية حول بحيرة البردويل، مثل ملاحة الروضة والعجرة والصافية، التي تنتج ملح الطعام والملح الصناعي اللازم لصناعات الكيماويات والصناعات الغذائية.
منذ تحرير سيناء، أولت الدولة اهتمامًا متزايدًا باستكشاف هذه الثروات. وقد نفذت هيئة الثروة المعدنية العديد من أعمال المسح الجيولوجي والجيوفيزيائي، كما أعدت الخرائط الحديثة ورصدت الزلازل باستخدام الأقمار الصناعية. وقد نتج عن ذلك تقديرات دقيقة للاحتياطيات، ومشروعات دراسات جدوى، وأعمال ترخيص للعديد من الشركات المصرية في مجالات الاستخراج والتصنيع.
ورغم هذه الجهود، ما تزال هناك حاجة إلى تحفيز الاستثمار في المشروعات التعدينية، وتوفير البنية التحتية الداعمة، بما في ذلك الموانئ، والطرق، وشبكات الكهرباء. فتوظيف هذه الثروات المعدنية لا يسهم فقط في دعم الاقتصاد الوطني، بل يحقق أيضًا التنمية الشاملة لسيناء، ويوفر فرص عمل، ويؤدي إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة، تندمج في نسيج الدولة المصرية الحديث.
إن سيناء ليست فقط رمزًا للمقاومة والانتصار، بل هي أيضًا بوابة مستقبلية للتنمية الشاملة في مصر. فثرواتها المعدنية الهائلة، إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل، ستُحدث نقلة نوعية في قطاعات الصناعة، الطاقة، والسياحة، وتجعل من سيناء مركزًا استراتيجيًا للنمو الاقتصادي.

ثروات سيناء

ثروات سيناء

ثروات سيناء

ثروات سيناء
Trending Plus