غزة تعانى الجوع والدمار.. 100 شهيد و300 مصاب حصيلة أيام عيد الأضحى الأولى و21 شهيدا فجر اليوم الثالث.. إسرائيل تحول مراكز المساعدات إلى كمائن الموت.. ومركب كسر الحصار على قطاع غزة "مادلين" تقترب من الوصول

شهد قطاع غزة خلال اليومين الأولين من عيد الأضحى، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق، أودى بحياة أكثر من 100 شهيد وأوقع أكثر من 300 جريح ومصاب، في استهداف مكثف لمناطق مدنية ومراكز إيواء ومواقع توزيع مساعدات، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء منذ فجر الأحد، إلى 21 فلسطينيا في غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت الوزراة في بيانها، إن 8 فلسطينيين استشهدوا في قصف الاحتلال على جباليا البلد شمال قطاع غزة، كما انتشلت الطواقم الطبية، جثماني شهيدين إثر قصف الاحتلال منطقة معن شرقي خان يونس".
ونوهت الوزارة، إلى أن 5 مواطنين بينهم طفلتان استشهدوا في قصف مسيرة للاحتلال خيام نازحين بمواصي خان يونس، كما استشهدت طفلة متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف سابق للاحتلال على مدينة خان يونس، كما استشهد 4 مواطنين وأصيب 70 آخرون بنيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب مدينة رفح.
وفي وسط قطاع غزة، استشهد مواطن وأصيب آخرون برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات عند ما يسمى بـ "محور نتساريم"، كما نسف جيش الاحتلال منازل مواطنين ومنشآت في جياليا شمال القطاع وشرق مدينة غزة.
ووفق إحصائيات رسمية، فإن القصف الإسرائيلي خلال الـ48 ساعة الأولى من العيد ركز بشكل خاص على مواقع تتجمع فيها أعداد كبيرة من المدنيين، بما في ذلك خيام النازحين ومراكز توزيع المواد الإغاثية، ما تسبب بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وفي اليوم الأول من العيد، الجمعة، قتل 33 فلسطينيًا، غالبيتهم في قصف مباشر استهدف مراكز إنسانية، من بينها خيام للنازحين ومواقع توزيع مساعدات غذائية.
وفي اليوم الثاني، تواصلت المجازر، لا سيما في رفح، حيث سقط ثمانية شهداء و61 جريحًا نتيجة استهداف مركز للمساعدات، بحسب مصادر طبية.
وأفادت بيانات صادرة عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن إجمالي الشهداء جراء استهداف مراكز المساعدات منذ بدء تشغيلها في 27 مايو الماضي بلغ 110 شهداء، إلى جانب 583 مصابًا و9 مفقودين، كما أُكدت استشهاد 10 مدنيين كانوا في محيط المساعدات خلال محاولتهم الحصول على الطعام.وفي حي الصبرة بمدينة غزة، أدى قصف منزل بصاروخين إلى استشهاد 15 شخصًا، بينهم ستة أطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين، كما استهدفت خيام نازحين قرب مجمع ناصر الطبي في خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 12 مواطنًا، فيما لقي 11 آخرون مصرعهم في قصف مركز إيواء في جباليا.
المنظمات الأهلية فى غزة تحذر من تحويل مراكز المساعدات إلى كمائن الموت
في سياق الأزمة الإنسانية المتفاقمة، يعيش القطاع حالة من الانهيار الشامل للبنية التحتية، مع نزوح مئات الآلاف من السكان وتدهور كبير في قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية.
وحذرت المنظمات الأهلية في غزة من أن مراكز توزيع المساعدات التي تديرها قوات الاحتلال تحولت إلى كمائن مميتة، أسفرت حتى الآن عن مقتل 126 مدنياً.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، في تصريح تلفزيوني، إن الوضع يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، محذرًا من استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة للسياسات الإسرائيلية.
وأوضح الشوا أن أكثر من 126 شهيدًا سقطوا منذ بدء تشغيل مراكز توزيع المساعدات، مشيراً إلى أن الاحتلال يستخدم هذه المراكز للتغطية على المجاعة، وأنه يضلل المجتمع الدولي بهذا الادعاء.
وأضاف أن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات تدار من قبل عسكريين مسلحين، وأن المواطنين يضطرون إلى التوجه إلى هذه المراكز بسبب الجوع، رغم أن تلك الأماكن أصبحت هدفًا مباشرًا للقصف والاستهداف.
كما أفادت مصادر المكتب الإعلامي الحكومي أن قوات الاحتلال قتلت حوالي 120 مواطناً وجرحت أكثر من 550 آخرين خلال محاولاتهم للحصول على الغذاء من مراكز المساعدات.
وأبرزت المصادر الطبية أن إمدادات الوقود في مستشفيات غزة لا تكفي سوى ليومين، مع صعوبة الوصول إلى المستشفيات للعلاج، خاصة في جنوب القطاع.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من كفاءة نظام توزيع المساعدات، مؤكدة أنه يشكل خطراً على حياة سكان القطاع، وأشارت إلى أن أعداد الضحايا منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023 بلغت حوالي 54,772 قتيلاً وأكثر من 125,834 مصاباً.
حملة اعتقالات فى الضفة الغربية
على صعيد آخر، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية، ففي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال شابين، وداهمت عدداً من منازل المواطنين، خلال اقتحامها بلدة عارورة ومخيم الجلزون وقرية كفر مالك في محافظة رام الله والبيرة.
واقتحمت قوة من جيش الاحتلال قرية كفر مالك شرق رام الله، وداهمت ثلاث منازل وعبثت بمحتوياتها، وفي نابلس، اقتحمت جيبات احتلالية مخيم بلاطة فجر اليوم، وداهمت روضة للأطفال، ومنزل، وقاموا بتفتيشهما والعبث بمحتوياتهما، ولم يبلغ عن اعتقالات.
فيما هاجم عدد من المستوطنين فجر اليوم حظائر للأغنام تعود للمواطن حازم واصف بني جابر في خربة الطويل في قرية عقربا، وسرقوا عددا من رؤوس الأغنام. كما اعتدى المستوطنون على صاحب الحظائر وزوجته بالضرب، ورشوهم بغاز الفلفل، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب خالد عمر خالد صبيح ، وحمزة عمر محمد صبيح ، بعد دهم منزليهما وتفتيشهما في بلدة الخضر. وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال خربة أقواويس بمسافر يطا واعتدت على المواطن نعيم خالد أبو عرام قبل اعتقاله.
الأونروا توثق شهادة ناج بالزحف من مجازر الجائعين فى غزة
ونقلت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، شهادة ناجي من مجازر الجائعين في غزة تحدث فيها عن إجبارهم على الزحف للنجاة وسط نيران كثيفة من جيش الاحتلال، مطالبة بترجمة ذلك إلى إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريقها.
وقالت "الأونروا" عبر حسابها بمنصة "إكس": "أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض، وسط نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء".
وأكدت الوكالة على ضرورة العودة إلى إيصال المساعدات بأمان وبنطاق واسع إلى جميع سكان غزة، مشددة على أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا.
"مادلين".. قارب كسر الحصار عن غزة يقترب وتحذيرات إسرائيلية
على صعيد آخر، أعلنت عضو البرلمان الأوروبي، ريما حسن، الموجودة على متن سفينة "مادلين" التابعة لـ"أسطول الحرية"، أن السفينة ستصل خلال 24 ساعة إلى المياه الإقليمية الفلسطينية.
وفي ردة الفعل الإسرائيلية على ذلك، نقل الإعلام العبري عن مسؤول أمني قوله إن سفينة مادلين موجودة على بعد 300 كلم من شواطئ غزة، مضيفاً: "سنقرر ماذا سنفعل معها.. وإلى غزة لن تصل".
وذكرت منصة إعلامية إسرائيلية أنه "من المتوقع أن يوقف الجيش الإسرائيلي اليوم الأسطول المتجه إلى غزة، قبل دخوله إلى المياه الإقليمية"، وأشارت جهات مطلعة على الموضوع إلى أن وجود دبلوماسية على متن السفينة حال دون اتخاذ إجراء في وقت سابق.
Trending Plus