أهرامات الفيوم الثلاثة كنوز أثرية على أرض المحافظة.. سيلا وهوارة واللاهون يقصدها آلاف السائحين من مختلف دول العالم كل عام.. وأحد الأثريين: لدينا بالمحافظة كنوز أثرية ومعالم لا مثيل لها.. صور

عندما نذكر كلمة أهرامات أول ما يأتي الي أذهاننا أهرامات الجيزة، وربما يخيل إلينا أنه لا يوجد محافظة أخري بها ثلاثة أهرامات، لكن الحقيقة أن محافظة الفيوم التي تذخر بالعديد من المناطق الأثرية والسياحية بها ثلاثة أهرامات شهيرة ولها تاريخ أثري كبير، هى أهرامات اللاهون وهوارة وسيلا ويقصدها آلاف السائحون كل عام .
يقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم سابقا، إن الكثيرين لا يعرفون أن الفيوم بها ثلاثة أهرامات هي هوارة واللاهون وسيلا وهذه الأهرامات لها شهرة كبيرة فى الأوساط العلمية تضارع فيها أهرامات الجيزة، بل إنها تفردت عنها فى مادة البناء ومداخل مختلفة الاتجاه وممرات معقدة وحجرات دفن متميزة.
ولفت الشورة، إلي أن هرم هوارة واحد من أهرامات الفيوم الثلاثة، وهو من أهم الأهرامات فى مصر، والذى تم إقامته فى عصر الدولة الوسطى وبالتحديد عصر الملك أمنمحات الثالث من الأسرة 12، ويبعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم، وهو من الطوب اللبن المكسيى بالحجر الجيرى، وكان الارتفاع الأصلي للهرم 58 مترا وطول كل ضلع 105 أمتار، ويقع مدخل الهرم فى الناحية الجنوبية، ويحتوي الهرم على دهاليز وممرات وحجرات كثيرة، تنتهي بحجرة الدفن. وجد بها تابوتا حجريا ضخما من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت يصل وزنها إلى 110 أطنان . باب الغرفة كان مغلقا بحجر ضخم يغلق ساقطا عن طريق تسريب رمل تحته إلى غرفتين صغيرتين جانبيتين . لم يستطع اللصوص دخول حجرة التابوت من هذا الباب و لكن تمكنوا من الوصول إليها عن طريق فتحة في السقف ، ونهبوها وحرقوا ما فيها من أثاث جنائزى.
وتمكن العالم الإنجليزى وليم فلندرز بترى من الدخول إلى حجرة الدفن فى عام 1889 ووجد بها مياه تحت السطحية ارتفاعها حوالى 40 سم وبعد 105 سنوات وبالتحديد فى عام 1994 أعاد أحمد عبد العال مدير عام آثار الفيوم الأسبق افتتاح الهرم، ولكن فوجئ بأن المياه تحت السطحية وصلت إلى المدخل، ومنذ ذلك اليوم ووزارة الآثار وبعض الجهات العلمية تجرى أبحاثها لتخفيض منسوب المياه، للوصول إلى حجرة الدفن، ومنذ عدة سنوات تقوم بعثة المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأعمالها فى المنطقة لدراسة وتخفيض المياه تحت السطحية الموجودة بالهرم والتى تحول دون الدخول إلى حجرة الدفن بالهرم .
وأضاف أن ثانى هذه الأهرامات هو هرم اللاهون، والذى بناه الملك سنوسرت الثاني من الأسرة 12 من الطوب اللبن فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترا على مشارف مدينة اللاهون، والتي تبعد 22 كيلو مترا عن مدينة الفيوم. وكان مكسوا بالحجر الجيري ويبلغ ارتفاعه 48 متراً وطول قاعدته 106 أمتار ويقع مدخله في الجانب الجنوبي . وقد عثر بداخله على "الصل" الذهبي الذي كان يوضع فوق التاج الملكى. اكتشفت بجوار الهرم مصطبة مقبرة الأميرة سات حتحور أيونت ومقبرة مهندس الهرم إنبى في الجنوب و8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، وفي منطقة الهرم توجد جبانة اللاهون ومدينة عمال اللاهون.
حجرة الدفن الملكية فى هرم اللاهون بالفيوم أصبحت من أهم المزارات الأثرية التى يفد إليها الزوار من الأجانب والمصريين منذ إعادة افتتاحها لأول مرة للزوار فى عام 2019، فى بعثة مصرية برئاسة سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم الأسبق، وبإشراف أشرف صبحى رزق الله مدير عام آثار الفيوم الحالى .
ولفت مدير عام آثار الفيوم السابق، أن حجرة الدفن من حجرالجرانيت الوردى ولها سقف مقبى مما يجعلها من أندر حجرات الدفن الملكية فى الأهرامات المصرية، والتابوت يقع فى الطرف الغربى لحجرة الدفن ووجد بدون غطاء ويزن حوالى 6 اطنان. وقبل حجرة الدفن على اليسار يوجد رسم "جرافيتى" لرئيس العمال الذى عمل مع العالم الإنجليزى وليم فلندرز بترى يؤرخ فى 10 يونيو 1889 - تاريخ دخولهم للهرم .
وأكد الشورة، أن الوصول إلي حجرة الدفن من خلال بئر يقع فى الناحية الجنوبية للهرم، ويطلق عليها مقبرة رقم 10، وعمق هذا البئر 16 مترا من سطح الأرض، ثم من خلال ممرات منحوتة فى الصخر طولها 61 مترا يتخللها بئر للتهوية يقع على حافة بناء الهرم، ويوجد حول حجرة الدفن ممرات أخرى طولها 63 مترا على خمسة أضلاع. ويتقدم حجرة الدفن حجرة للأثاث الجنائزى على يسار الداخل.
أما ثالث هذه الأهرامات هو هرم سيلا، وقال سيد الشورة، إن الهرم يقع في جبل الروس شمال شرق الفيوم على بعد حوالى 10كم شمال شرق قرية سيلا و9 كيلو مترات جنوب غرب قرية فيلادلفيا- جرزة أو كوم الخرابة الكبير- وعلى بعد 10,5 كيلو متر غرب هرم ميدوم. وقد اعتقد الباحث الألمانى بورخارت أن هذا الهرم يرجع إلى عصر الأسرة الثالثة فى الدولة القديمة، وهو من عمل بالمنطقة لفترة وجيزة عام 1898 واستطاع من خلالها التأكيد على كونه هرم واستطاع أيضاً أن يسوق النتائج الأثرية و التي تعرف عن هذا الهرم حتى وقت قريب.
ومع أول مواسم عمل البعثة الأمريكية فى جامعة برجهام يونج بالمنطقة عام 1981 أعطى الباحث ليونارد ليسكو طول ضلع القاعدة 30م في الكساء الخارجي من كل الاتجاهات وأن مدرجات الهرم قطعت في صخر الجبل الأصلي التي تنتمى إلى عصر البلايوسين.
وبعد قيام البعثة الأمريكية بمزيد من الحفائر والكثير من الدراسات استطاعت تحديد أبعاد الهرم الحقيقية، حيث يبلغ طول ضلع القاعدة 30 مترا وارتفاعه 21.5 متر و زاوية ميله 76 درجة، وأنه قد بُنى من الحجر الجيري مع التأكيد على أنه هرم مدرج يتكون من أربع درجات وكان له كساء خارجي وكان من أهم نتائج عمل البعثة الأمريكية أيضا خلال موسم حفائر عام 1987 برئاسة العالم الامريكى ولفريد جريجس ومرافقه سيد الشورة مفتش الآثار وقتها أن تثبت أن الملك سنفرو هو من أقام هذا الهرم في أقصى الشمال الشرقي لإقليم الفيوم على ربوة مرتفعة، حيث عثرت على لوحة من الحجر الجيري تحمل نقش به خرطوش للملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة( 2575: 2551ق.م).
.

أهرامات الفيوم

أهرامات الفيوم

أهرامات الفيوم

أهرامات الفيوم

أنفاق أهرامات الفيوم

منطقة أهرامات الفيوم

جبال الفيوم

باحثوا الآثار فى منطقة هرامات الفيوم
Trending Plus