بعد 1800 عام من الجفاف.. المياه تعود لنافورة بيرجا اليونانية

استعادت نافورة كيستروس في مدينة بيرجا اليونانية القديمة تدفق مياهها بعد 1800 عام من الجفاف، في خطوة تعكس أهمية الحفاظ على الإرث التاريخي والهندسي للحضارات القديمة، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
تم بناء النافورة خلال عهد الإمبراطور هادريان في القرن الثاني الميلادي، وكانت تُستخدم لنقل المياه من نهر كيستروس، المعروف اليوم باسم نهر أكسو، عبر شبكة هندسية متقدمة من القنوات بطول 700 متر. كانت هذه النافورة من بين العناصر الأساسية للحياة اليومية في المدينة، حيث وفرت مصدرًا مستدامًا للمياه للمجتمع المحلي، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من التخطيط الحضري الروماني.
بدأت أعمال الترميم عام 2022، حيث تمكن الباحثون من إعادة تشغيل نظام القنوات القديمة، وإحياء تدفق المياه باستخدام التقنيات الحديثة، مع الحفاظ على أصالة المشروع عبر الاعتماد على مصدر المياه ذاته الذي كان يُستخدم منذ العصور القديمة. حتى الآن، تم استعادة 100 متر من النافورة، مع خطط لتوسيع نطاق الترميم ليشمل الاكتشافات المعمارية الجديدة التي ظهرت أثناء الحفريات.
وفقًا للدكتور أيتاش دونميز، نائب رئيس التنقيب في بيرغا، فإن هذا المشروع يعكس إمكانيات الهندسة الرومانية المتقدمة، كما أنه يُعد مثالًا حيًا على قدرة التقنيات القديمة على الصمود لقرون، مما يُثبت أن النظم الهندسية الرومانية كانت تُصمم بعناية لضمان الاستدامة.
إلى جانب مكانتها المعمارية، تُعتبر بيرجا واحدة من أهم المدن اليونانية القديمة، حيث لعبت دورًا مركزيًا في الثقافة والفنون، واشتهرت بعبادة المعبودة أرتميس، التي كان لها معبد خارج أسوار المدينة، إضافةً إلى كونها مركزًا للحركة الفنية والرياضية، حيث احتضنت مهرجانات سنوية احتفاءً بالمعبودة.
مع عودة المياه إلى التدفق عبر النافورة، يأمل الباحثون أن يُساهم هذا المشروع في إحياء السياحة في بيرجا، التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي المؤقتة عام 2009، كما يُتوقع أن يوفر المشروع رؤية جديدة للهندسة الرومانية القديمة، مما يعزز الاهتمام العالمي بالمواقع الأثرية ويحفز المزيد من الأبحاث حول أنظمة المياه القديمة في الحضارات الكلاسيكية.
Trending Plus