سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 9 يونيو 1839.. محمد على باشا فى رسالة لابنه إبراهيم: «العدو العثمانى تجاوز كل حد معقول ويبذر بذور الفتن ذات اليمين وذات الشمال وعلينا أن نرد هجومه بهجوم مثله»

محمد على باشا
محمد على باشا

زحف الجيش العثمانى بقيادة «حافظ باشا» إلى الأراضى السورية، وعبر نهر الفرات فى 17 مايو 1893، وعسكر فى ضواحى «نصيبين» وهى بلدة تقع فى الأراضى العثمانية، لكنها على مسيرة ساعات قليلة من الحدود التركية السورية، وفقا للكاتب الصحفى داود بركات، وهو لبنانى هاجر لمصر وتولى رئاسة تحرير الأهرام حتى وفاته فى عام 1933، ويذكر فى كتابه «البطل الفاتح إبراهيم»، أن حافظ باشا أرسل قوة من الفرسان احتلت بعض القرى السورية، وتقدم القائد العثمانى الثانى «سليمان باشا»، واحتل قرى «عينتاب» حول القلعة المعسكرة فيها الحامية المصرية، ثم أخذ القواد العثمانيون يحرضون السوريين على الثورة ضد إبراهيم باشا، قائد الجيش المصرى، ويوزعون عليهم السلاح والذخائر والمال.

استهدف هذا التحرك العثمانى استرداد الشام من حكم محمد على باشا، الذى بدأ منذ 1831 بانتصارات الجيش المصرى، بقيادة إبراهيم باشا فى عكا ودمشق وحمص وبعلبك، وغيرها، وفى عام 1833 انعقدت اتفاقية «كوتاهية» للهدنة بين محمد على والدولة العثمانية، لكن استعدادات الطرفين كانت تتم لاستئناف القتال، حسبما يؤكد الدكتور عبدالرحمن زكى فى كتابه «التاريخ الحربى لعصر محمد على الكبير»، كما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»، أن تركيا كانت تزداد تحفزا لتجريد جيشها على سورية، ولم يكن غرضها استرداد سورية فحسب، بل كانت ترمى إذا ما ظفرت بالجيش المصرى أن تستمر فى زحفها حتى تغزو مصر.

وتذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «الحكم المصرى فى الشام»1831 - 1841»، أنه مضى العمل المكثف ضد الإدارة المصرية فى الشام، وتحولت القنصليات الأجنبية لبؤرة نشاط فى هذا المجال، وكانت بريطانيا صاحبة التحرك الأكبر فى هذا الصدد، ووضعت ثقلها لإسقاط عرش محمد على، وجاء اللقاء الحربى بين الطرفين فى «نصيبين» 24 يونيو 1893، وذلك عندما تحركت القوات العثمانية لاسترداد الشام بقوة السلاح إلا أن النصر كان لـ«إبراهيم».
يرصد «عبدالرحمن زكى» الحوادث الممهدة لمعركة «نصيبين»، ومن بينها رسالتين، الأولى من «إبراهيم باشا» إلى «حافظ باشا» يوم 8 يونيو 1839، والثانية من «محمد على باشا» إلى ابنه إبراهيم فى 9 يونيو، مثل هذا اليوم، 1893، وفى الرسالة الأولى، كتب «إبراهيم» إلى «حافظ»: «إذا كنتم يا صاحب السعادة تلقيتم الأمر بإعلان الحرب، فما فائدة الاسترسال فى بث الدسائس وتحريك الفتن، وإذا كنتم تودون القتال فهلموا إلى ميدانه بصراحة وإقدام، وأملى ألا يفوتكم فى هذه الحالة أن تعرفوا أنكم تقاتلون أبطالا لا يعرف الخوف سبيلا إلى قلوبهم، أما الدسائس التى تمضون فى تدبيرها، فإنها ليست مما يطاق احتماله طويلا»، ورد حافظ باشا على هذا الكتاب بعبارة منمقة، ولكنه حاذر أن يبدى رأيا صريحا.

أما رسالة محمد على إلى ابنه إبراهيم فى 9 يونيو 1839، فقال فيها: «إن اعتداء العدو علينا قد تجاوز كل حد معقول، وإذا ما عثرنا عليه بعد ذلك عز علينا أن نوقفه لأنه يبذر بذور الفتن ذات اليمين وذات الشمال، وكلما صبرنا عليه رغبة منا فى عدم معارضة رغبات الدول الكبرى زاد عدونا توغلا فى بلادنا، وزادت الأمور تحرجا، وتلك حال ترغمنا على العمل، فعلينا أن نرد هجومه بهجوم مثله، ولما كان العدو هو المعتدى، فإن الدول لن تلقى علينا التبعة، فنصيحتى إليك أن تبادر عند وصول رسالتى إلى يديك بالهجوم على جنود العدو الذين دخلوا أرضنا، وألا نكتفى بإخراجهم منها، بل عليك أن تزحف على جيش العدو الأكبر وتقاتله، وبعون الله إذا وفقت النصر فاستمر فى تقدمك إلى مالطية وخربوط وأورفا وديار بكر».

يؤكد «زكى» أن ما جاء فى هذه الرسالة كان أمرا صريحا لإبراهيم بالهجوم، وهو ما حدث يوم 24 يونيو 1839، وتحققت فيه هزيمة الترك، ويذكر أن إبراهيم اتجه إلى خيمة القائد التركى حافظ باشا فى المعسكر ليكتب رسالته إلى أبيه، وجاء فيها: «أكتب هذه الأسطر تحت خيمة حافظ باشا، التى لم ينقل العدو شيئا مما كانت تحتويه، وقد استولينا على الأمتعة والمهمات والمدافع والخزانة، وأسرنا عددا عظيما من الجنود، وإنى أود أن اقتفى أثر الأعداء ولكنى لا أجد منهم أحدا، وكان تفرق الجيش العثمانى أشتاتا وفراره بسرعة لم نستطع معها إدراكه بعد معركة دامت ساعتين فقط، كان هجومنا عليه من جميع النقط معا، كان أحمد باشا المنكلى على قيادة ميمتنا، وسليمان باشا على قيادة الميسرة، أما القلب فكنت أتولى قيادته، وكانت نيران مدفعيتنا حامية جدا، وأعاد هذا الفوز السريع إلى ما كنت عليه فى سن العشرين من النشاط والانشراح والقوة».

يذكر «زكى» أن الهزيمة حلت بجيش السلطان العثمانى، وأصبح إبراهيم باشا بعد معركة نصيبين سيد الأناضول، وأصبح الطريق مفتوحا أمامه إلى إستانبول.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جاريد ليتو ينفي 9 اتهامات ضده بالتحرش الجنسى.. اعرف التفاصيل

محمد الشناوي: مباراة إنتر ميامى تحظى باهتمام عالمى.. وزيزو إضافة كبيرة

محمد صلاح والشحات.. بصمة مصرية لا تُمحى فى سجل كأس العالم للأندية

نتيجة الابتدائية والإعدادية برقم الجلوس.. رابط بوابة الأزهر الإلكترونية

بن جفير: فرض قيود مشددة على نشطاء السفينة مادلين فى سجن جفعون بالرملة


الزمالك يرفض الاستسلام في أزمة زيزو.. البداية لجنة التظلمات وفيفا يقترب

تمسك بيراميدز يٌبعد الزمالك عن ضم زلاكة فى الانتقالات الصيفية

"اليوم السابع" ينشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. تفاصيل

هيئة البث الإسرائيلية تعلن اعتقال نشطاء السفينة مادلين بميناء أشدود

بالزيادة الجديدة.. تعرف على موعد صرف معاشات شهر يوليو 2025


أهرامات الفيوم الثلاثة كنوز أثرية على أرض المحافظة.. سيلا وهوارة واللاهون يقصدها آلاف السائحين من مختلف دول العالم كل عام.. وأحد الأثريين: لدينا بالمحافظة كنوز أثرية ومعالم لا مثيل لها.. صور

الأهلي يحاول تحقيق رغبة ريبييرو قبل كأس العالم للأندية رغم صعوبة المهمة

رابط نتيجة الشهادة الإعدادية برقم الجلوس فى الجيزة فور ظهورها

أول تعليق من باتشوكا بعد مواجهة الأهلي قبل كأس العالم للأندية

الحكومة: مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان استفاد منها 5.3 مليون مواطن

نتيجة الصف السادس الابتدائي .. طرق الحصول على درجاتك برقم الجلوس

وزارة النقل تعيد تأهيل ترام الرمل بالإسكندرية.. التطوير يقلل زمن الرحلة لـ35 دقيقة والتقاطر لـ3 دقائق.. شركة كورية تصنع 30 وحدة جديدة للمشروع.. والمسار يتبادل الخدمة مع المترو في محطتى فيكتوريا وسيدي جابر.. صور

الزمالك ينتظر المدرب الجديد لحسم مصير شلبي ودونجا والجزيري

دخول قوات روسية لأول مرة إلى منطقة دنيبروبتروفسك.. وكييف تنفى

أحمد حسن: جاهزية "زيزو" ظاهرة إيجابية ولا بد من تصحيح أخطاء دفاع الأهلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى