مصنع الرمان في البداري.. صعيد مصر يتحول لمركز صناعي بثمار أسيوط الذهبية.. المحافظ: نحتل موقعا متقدما في خارطة إنتاج الرمان.. ويؤكد: الدولة تستغل الثروة الزراعية جيدا وتحولها إلى قيمة صناعية مضافة.. صور

في قلب صعيد مصر، حيث تنبت الأرض خيرًا، وتزدهر الزراعة بجهد الفلاحين، تتحرك عجلة التنمية بخطوات ثابتة نحو المستقبل، ومع كل مشروع جديد تُعاد صياغة العلاقة بين الزراعة والصناعة، وفي مركز البداري بمحافظة أسيوط، تنبض واحدة من أهم المبادرات التنموية للصعيد: إنشاء مصنع متكامل لمنتجات الرمان، في خطوة طموحة تمثل نقلة نوعية في مسار الصناعة المحلية وتعزيز الاقتصاد الزراعي.
الرمان.. ذهب أسيوط الأحمر
لا يخفى على أحد أن محافظة أسيوط تُعد من أبرز المحافظات المصرية في زراعة الرمان، لا سيما في مركز البداري، الذي اكتسب شهرة واسعة كمصدر رئيسي لهذا المحصول، ليس فقط في السوق المحلي، بل وأيضًا على مستوى التصدير إلى الدول العربية والأوروبية. ومع توافر الأراضي الخصبة والمناخ الملائم، باتت أسيوط تحتل موقعًا متقدمًا في خارطة إنتاج الرمان في مصر، وهو ما دفع الدولة إلى التفكير جديًا في استغلال هذه الثروة الزراعية وتحويلها إلى قيمة صناعية مضافة.
من الزراعة إلى الصناعة: المشروع يتحقق على الأرض
تفقد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، موقع إنشاء المصنع الجديد بالمنطقة الصناعية بالكوم الأحمر بمركز البداري، والذي يُقام بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد، مشيرًا إلى أن المشروع يُعد خطوة استراتيجية نحو تمكين الصناعات الزراعية، وتحقيق التنمية المستدامة في الصعيد.
المشروع يقام على مساحة إجمالية تبلغ 40 فدانًا، بدأت المرحلة الأولى منه على 10 أفدنة، ويشمل خطوط إنتاج حديثة لعصير الرمان، ودبس الرمان، والمنتجات المجففة، وكلها تُصمم وفق أعلى المعايير الدولية، ما يعزز فرص دخول المنتجات المصرية بقوة إلى الأسواق العالمية.
الصناعة المحلية.. محرك اقتصادي لا غنى عنه
أهمية المشروع لا تقتصر فقط على تصنيع الرمان، بل تتجاوز ذلك إلى ترسيخ مفهوم الصناعة المحلية المرتبطة بالموارد الطبيعية، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو الاكتفاء الذاتي، وتعزيز الإنتاج المحلي كأحد روافد الاقتصاد الوطني. هذا المصنع يمثل نموذجًا حيًا لكيفية الاستفادة من الميزة النسبية للمحافظات، وتحويلها إلى مراكز تصنيع وتصدير، بدلًا من الاكتفاء بتصدير المحصول الخام بأسعار زهيدة.
ووفقًا لمحافظ أسيوط، فإن المشروع سيسهم في رفع القيمة المضافة لمحصول الرمان، وزيادة القدرة التنافسية له في الأسواق، إلى جانب توفير مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ما سيؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المنطقة.
وخلال الجولة التفقدية، شدد اللواء هشام أبو النصر على أهمية الالتزام بالجدول الزمني للمشروع، وتنفيذ أعمال البنية التحتية بأعلى درجات الجودة، لضمان تشغيل المصنع في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الحكومة تضع ملف التنمية الصناعية في الصعيد على رأس أولوياتها.
البداري.. من أرض الزراعة إلى بوابة التصدير
اختيار منطقة الكوم الأحمر بمركز البداري كموقع للمصنع لم يكن صدفة، بل نابع من دراسة دقيقة لحجم الإنتاج المحلي من الرمان، حيث يُعد المركز من أكبر مناطق زراعة هذا المحصول على مستوى الجمهورية. وبذلك، يتحول المركز إلى نقطة انطلاق لصناعة متكاملة، تنقل محصول الرمان من مجرد منتج زراعي إلى منتج صناعي قادر على المنافسة في الأسواق العالمية، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة أمام شباب المحافظة في مجال ريادة الأعمال والصناعات الغذائية.
والتحول الصناعي الذي يشهده مركز البداري يُعد مثالًا حيًا على مفاهيم التنمية المستدامة، حيث يتم استغلال الموارد المحلية بشكل متكامل، مع مراعاة البعد البيئي والاقتصادي والاجتماعي. فالصناعة هنا ليست بديلًا عن الزراعة، بل شريكًا لها، يكمل منظومة الإنتاج ويضاعف من العائد القومي.
نحو مستقبل صناعي لصعيد مصر
لا يمكن إنكار أن هذا المشروع يحمل بين طياته رسالة واضحة: أن الصعيد قادر على أن يكون قاطرة الصناعة في مصر، ومع تكرار مثل هذه النماذج في محافظات أخرى، يمكن أن تتحول محافظات الجنوب من إلى بيئة جاذبة للاستثمار والعمل وفي ظل ما تشهده مصر من تحولات تنموية كبيرة، يُمثل مشروع مصنع منتجات الرمان بالبداري تجربة رائدة ويعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو اقتصاد إنتاجي حقيقي، يتكامل فيه الزراعة مع الصناعة، وتتحول فيه المحافظات من مجرد منتجين خام إلى صناع حقيقيين لقيمة مضافة تخدم المواطن والدولة على حد سواء.

إقامة مصنع الرمان بالبداري

محافظ أسيوط يتابع إقامة مصنع الرمان بالبداري

محافظ أسيوط يتفقد مشروع مصنع الرمان بالبداري

مصنع الرمان بالبداري
Trending Plus