30 يونيو ملفات الردع والثقة.. التوازن والتأثير فى محيط مشتعل

جاءت ذكرى ثورة 30 يونيو، لتعيد التذكير بما واجهته مصر وشعبها طوال سنوات، من إرهاب وأزمات دولية وإقليمية وانعكاسات اقتصادية كبرى، وفى كلمته فى ذكرى 30 يونيو شدد الرئيس السيسى على التزام الدولة بتحسين حياة المواطنين، وإدراكه الكامل للمشكلات التى تواجه المصريين، والتأكيد على ما قدمته القوات المسلحة فى حماية الدولة من المخاطر والمخططات التى تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
فى 30 يونيو خرج الشعب المصرى من مختلف الأطياف دون قائد أو زعيم، ليواجه محاولات إنشاء ميليشيات موازية للجيش والشرطة ودولة موازية، وصلت إلى أن تم منع محافظ مصرى من تسلم منصبه، ووضع آخر وهو إرهابى بحكم القضاء، وهو ما جعل مصير الدولة مثل مصير دول فى المنطقة تئن - حسبما أعلن الرئيس السيسى - من الصراع والحرب والموت، بينما تمكنت مصر من تعزيز استقرارها رغم الإرهاب والظروف الإقليمية الصعبة، وتمسكت مصر ولا تزال بالسلام القائم على التوازن والردع، ورفض التدخلات الخارجية.
فى كلمته فى ذكرى 30 يونيو قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن المنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التى تعلو من غزة المنكوبة؛ إلى الصراعات فى السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال، ودعا لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار، وقال إن مصر الداعمة دائما للسلام، تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف، ولا يفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم، وأكد أن مصر لا تنحنى ولا تتهاون فى الحق، حيث جدد التأكيد على أن المنطقة لن تعرف استقرارا من دون قيام الدولة الفلسطينية.
وتظل القضية الفلسطينية هى القضية المركزية للإقليم وكل القضايا ترتبط بها وتدور حولها، وحتى المواجهة بين إسرائيل وإيران كانت انعكاسا لما تم فى أكتوبر 2023، حيث ظهرت مخططات للتهجير أو التصفية وهى مخططات رفضتها مصر، ومحاولات الاحتلال الالتفاف من خلال وكالات تهجير ومنح حوافز وإغراءات، تلتف بها على الرفض المصرى الحاسم.
الشاهد أن الموقف المصرى حاسم تجاه القضية باعتبارها المركز لكل القضايا، ولا يمكن حل أى قضية فى المنطقة من دون حلها وإنهاءها. وبالفعل تعكس كلمة الرئيس موقف مصر، ورؤيتها الشاملة فى تناول التحديات الإقليمية والدولية، والتعامل مع التحديات بشكل نجحت به فى تجاوز مصير الفوضى الذى واجهته العديد من دول المنطقة.
فى ذكرى 30 يونيو، وجه الرئيس السيسى، رسائل قوية إلى الداخل والخارج، وجدد الإشادة بتضحيات شهداء القوات المسلحة لحماية تراب الوطن، وقد حلت مصر معادلة القوة والردع فى المنطقة وتدعم السلام متمسكة بالحل العادل للقضية الفلسطينية القائم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتتحرك مصر بدبلوماسية متوازنة تجمع بين القوة والردع والتمسك بتحقيق السلام فى الإقليم.
الواقع أن مصر تمكنت خلال السنوات بعد 30 يونيو من تقوية مكانتها الإقليمية والدولية بفضل استقرار مؤسساتها وامتلاكها جيشا وطنيا قويا يمثل قوة ردع، وهو جيش رشيد يحمى ولا يهدد، لكنه قادر بكل المعادلات على حماية الأمن القومى وسط إقليم مضطرب، وبالتالى فقد تم بناء قدرات مصر على حماية أمنها القومى بمعادلة دقيقة تستند على سياسة رشيدة تدعم السلام والاستقرار، ولا تتهاون فى حماية الأمن القومى والتعامل بحسم وخطوط حمراء مع أى مهددات بالداخل أو الخارج.
وتتحرك الدولة فى سياستها الخارجية ضمن دوائرها التقليدية؛ العربية والإسلامية والأفريقية، والمتوسطية، وتمد علاقاتها مع كل نقاط وعناصر النفوذ فى العالم، روسيا، والصين والولايات المتحدة وأوروبا، وتدير عملها بدعم مسارات سياسية والجمع بين العمل الدبلوماسى وإدارة الملفات السياسية المعقدة، ومنحتها هذه السياسة ثقة كبيرة إقليميا ودوليا نتيجة سياساتها المستقلة وقدرتها على العمل مع جميع الأطراف.


Trending Plus