إقليم كردفان على حافة الهاوية.. تصعيد خطير للعمليات العسكرية فى الولايات الـ3.. نزوح نحو 3200 أسرة فى يوم واحد من بابنوسة هربا من هجمات ميليشيا الدعم السريع.. والجيش السوداني ينفذ إنزال جوي لدعم الفرقة 22 مشاة

ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية، وزادت حدة التصعيد فى إقليم كردفان، الذى يشمل 3 ولايات "غرب، شمال، جنوب"، إذ صعد الجيش السودانى، وميليشيا الدعم السريع من عملياتهما العسكرية فى الإقليم الذى يعيش ظروفا قاسية، بسبب انعدام الأمن، وهو ما أسفر عن موجات نزوح جماعي ومخاوف متزايدة من انهيار الوضع الإنساني في عدد من المناطق، خاصة في ظل استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة.
وفى هذا الصدد أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 3200 أسرة يوم الجمعة الماضية فقط، من قرية القنطور التابعة لمحلية بابنوسة بولاية غرب كردفان، بسبب الاشتباكات العنيفة.
ووفق المنظمة، فإن النزوح جاء عقب تجدد هجمات قوات الدعم السريع على بابنوسة ضمن حملة حصار متكررة لم تتمكن خلالها من السيطرة على المدينة رغم محاولاتها المستمرة.
ومن ناحيتها، كثّفت القوات المسلحة السودانية غاراتها الجوية واستخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع انتشار قوات الدعم السريع، خاصة في ولايات غرب وشمال كردفان.
وأكدت مصادر محلية في شمال كردفان نزوح ما لا يقل عن 121 أسرة من قرية لمينا في منطقة شيكان، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية وتزايد الضربات العسكرية، مما اضطر السكان إلى اللجوء لمناطق أخرى أكثر أمانًا داخل شيكان، وفقا لراديو دنبقا.
وفي جنوب كردفان، أعلنت القوات المسلحة استعادة السيطرة على منطقتي الدشول اللفة والدشول الهاوية الواقعتين على الطريق الرابط بين كادوقلي والدلنج، من خلال عملية عسكرية قادتها الفرقة 14 مشاة.
وتأتي هذه العملية بعد إعلان الحركة الشعبية، في وقت سابق سيطرتها على المنطقة وإغلاق طريق الدلنج–كادوقلي الذي كانت القوات الحكومية قد أعادت فتحه في فبراير الماضي.
وأفاد بيان عسكري للقوات المسلحة أنها استولت على دبابتين ودمرت ثالثة، بالإضافة إلى مصادرة عتاد حربي، واصفة العملية بالنوعية التي تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد بين المدن الرئيسية في جنوب كردفان.
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة، أعربت مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته باتساع نطاق الأعمال العدائية في منطقتي دارفور وكردفان، مشيرة إلى استخدام متزايد للطائرات المسيّرة بعيدة المدى والأسلحة المتقدمة، ما يهدد بزعزعة مناطق كانت تتمتع باستقرار نسبي سابقًا.
وحذر خبراء من أن استمرار هذا التصعيد العسكري، خاصة في ظل عدم وجود ممرات آمنة وعدم تفعيل آليات الحماية الدولية، سيؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة، خصوصًا مع دخول موسم الخريف الذي يقيّد حركة النزوح ويُفاقم من الاحتياجات الغذائية والصحية.
وتناشد منظمات إنسانية بضرورة فتح ممرات آمنة وتفعيل مبادرات التهدئة وتسهيل وصول المساعدات، بما يُجنّب السكان المدنيين مزيدًا من المعاناة وسط صمت رسمي دولي تجاه تدهور الأوضاع في كردفان.
وفى سياق متصل، نفذت القوات المسلحة السودانية، عملية إنزال جوي مظلي لإيصال إمدادات إلى الفرقة 22 مشاة المتمركزة داخل مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وكشفت مصادر محلية، إلى أن آخر عملية إمداد عبر الإنزال الجوي نُفذت للفرقة 22 مشاة في بابنوسة كانت بتاريخ 22 أبريل الماضي، وفقا لموقع دارفور 24.
وكانت الفرقة 22، قد تعرضت لهجوم مكثف من قبل قوات الدعم السريع منذ منتصف يونيو الحالي، بعدما تجاوزت حقل الألغام المزروع على أطراف المدينة، قبل أن يتمكن الجيش من صده.
وتفرض عناصر الدعم السريع حصارا مشددا على المدينة من جميع الاتجاهات في محاولات للسيطرة عليها.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق غرب كردفان، بما في ذلك الفولة والنهود والخوي، فيما لا يزال الجيش يسيطر على بابنوسة وحقول النفط في هجليج.

Trending Plus