الاحتلال الإسرائيلى يفرض الموت على أنحاء غزة.. تسجيل مئات المصابين بالتهاب السحايا.. والحمى الشوكية تفتك بالأطفال.. وتوقف خدمة غسل الكلى بمجمع الشفاء الطبى.. والقنابل والرصاص تقتل البقية أثناء البحث عن الطعام

ماتزال غزة تعاني الأمرين في ظل الحصار والحرب التي تنفذها إسرائيل ضد القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط تفشي للأمراض بين سكان المدينة التي دمرتها قنابل الاحتلال.
وأكدت وزارة الصحة في غزة وقوع مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، ووجود حالة قلق من انتشار المرض وسط الانهيار المستمر للقطاع الصحي.
كما أكد رئيس قسم الأطفال بمستشفى النصر الرنتيسي للجزيرة، راغب ورش آغا، تسجيل مئات الحالات المصابة بالتهاب السحايا شهريا بين الأطفال، وقال إن الظروف الحالية بالمستشفى وبغزة تساهم في تفشي مرض السحايا.
في السياق ذاته أعلن مجمع الشفاء الطبي، عن توقف خدمة غسيل الكلى نتيجة نفاد الوقود، من مجمع الشفاء الطبي، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن "الاستمرار في عدم توفير الوقود يعني الموت المحتم لجميع المرضى والجرحى في المستشفيات، وهناك معاناة من أزمة خانقة ومستمرة في عدم توفر الوقود نتيجة سياسة الاحتلال التقطيرية في تزويد المستشفيات به.
وجددت وزارة الصحة مناشدتها لكافة المؤسسات الدولية والجهات المعنية على ضرورة التدخل وحماية المنظومة الصحية من الانهيار وذلك من خلال العمل على توفير الإمدادات الطبية.
بدوره أعلن مجمع ناصر الطبي، تسجيل رقم قياسي في حالات الحمى الشوكية بين الأطفال، إذ وصل عدد المصابين إلى 35 حالة مؤكدة، وقد حذر الأطباء من خطورة المرض على الملكات العقلية والحواس لدى الأطفال، مشيرين إلى أن الازدحام الشديد في خيام النزوح وضعف جهاز المناعة بسبب سوء التغذية يُسرّعان انتشار العدوى.
كما تواجه إدارة المجمع أوضاعا كارثية في ظل نقص الأدوية والأسرّة، ما اضطر الطواقم الطبية إلى وضع بعض الأطفال المرضى على الأرض، وقال مصدر طبي متخصص في المستشفى: منذ ثلاثة أيام فوجئنا بازدياد عدد حالات الحمى الشوكية بين الأطفال في مستشفى ناصر بمعدل 8 إلى 10 حالات يومياً، كنا نتوقع أن تكون هذه الحمى فيروسية لكن تبين أنها بكتيرية.
وتابع: كل حالة حمى شوكية يجب أن تدخل إلى المستشفى وأن يتم إجراء الفحوصات اللازمة، وللأسف الشديد، الفحوصات غير موجودة في المستشفى بسبب الحصار، فنضطر إلى التعامل مع الحالات الحدة نفسها، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية.
وأشار إلى أن هناك ازدحاما شديدا في أقسام المستشفى، والأطفال ينامون على أرضية غرف قسم الأطفال، ولفت المصدر الطبي، إلى أن أسباب انتشار هذه الحمى تعود إلى تدني المناعة لدى الأطفال منذ بداية الحرب بسبب الحصار وانعدام الغذاء الجيد، وتهالك منظومة النظافة الصحية مثل: التخلص من مياه الصرف الصحي في البحر، ووجود الأطفال هناك.
ولفت إلى وجود أغلب النازحين على شاطئ البحر، حيث يغسلون ملابسهم وأواني الطعام، ما يسبب أمراضا فيروسية، بالإضافة إلى أن نقص التهوية في الخيام والوضع المأساوي الكارثي الذي يعيشه النازحون بشكل عام يؤثران في جهاز المناعة.
وأردف، أن المستشفى أطلق أكثر من نداء عاجل للمنظمات الإنسانية الحقوقية، لا سيما أن الحالات في ازدياد يومي، وقد شارفت على الأربعين حالة حتى الآن، كما أن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر الوفاة إن لم يشخصوا مبكراً وتقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر في مستشفيات غزة، الثلاثاء، بوقوع 31 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في القطاع، بينهم 13 من منتظري المساعدات.
بدورها حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء، من استمرار سقوط الضحايا المدنيين في قطاع غزة أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، وسط أوضاع إنسانية كارثية يعانيها السكان المحاصرون منذ شهور.
وقالت الأونروا في بيان: إن المدنيين، خصوصًا النازحين، يُقتلون أثناء بحثهم عن الطعام في أماكن توزيع المساعدات، التي تحوّلت إلى أماكن خطرة تهدد حياتهم بدلاً من أن توفر لهم الأمان والحد الأدنى من مقومات الحياة.
وانتقدت الوكالة بشدة الآلية الإسرائيلية-الأميركية الجديدة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، معتبرة أنها تحوّلت إلى "حقل للموت"، حيث يتعرض المستضعفون للاستهداف المباشر أثناء وقوفهم في طوابير طويلة للحصول على الغذاء.
وأكدت الأونروا أن الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالاتها الإنسانية وعلى رأسها الأونروا، تبقى الجهة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وكفاءة إلى السكان المحتاجين، مشددة على ضرورة العودة إلى آليات إنسانية موثوقة تضمن حماية المدنيين وسلامتهم.
وجددت الوكالة دعوتها إلى وقف استهداف المدنيين المتكرر في غزة، وإلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق أو شروط سياسية، محذّرة من أن استمرار هذه السياسة يعمّق الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني مواطن في القطاع المحاصر.
هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن مستشفيات القطاع استقبلت 116 شهيدًا و463 مصابًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في تصعيد جديد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأكدت الوزارة أن معظم الضحايا من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني والصحي في القطاع يزداد تدهورًا مع استمرار القصف ونقص الإمدادات الطبية الحيوية، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل.
كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، مشيرة إلى أن عدد الشهداء بلغ 56.647، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 134.105 منذ بداية التصعيد في 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن.
كما أوضحت الوزارة أن العدوان الذي بدأ في 18 مارس الماضي أسفر وحده عن 6.315 شهيدًا و22.064 مصابًا، في ظل استمرار القصف واستهداف المناطق السكنية ومراكز الإيواء والمرافق الصحية.

Trending Plus