الخروب وبذر البطيخ بديل الكاكاو والبن.. ارتفاع الأسعار والتغير المناخى يجبران الشركات الأوروبية لاستخدام بدائل لتصنيع الشوكولاتة والقهوة.. الشعير وعباد الشمس من بين الحيل الصناعية.. والقهوة المغشوشة تثير القلق

تلجأ العديد من الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية فى العالم إلى حيل جديدة وابتكارات فى عالم الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار والتغيرات المناخية التي أدت إلى أزمات فى عدد من المواد الغذائية، خاصة الشوكولاتة والقهوة.
وأصبح وضع القهوة فى السوق فى عام 2025 صعبا للغاية، حيث تستمر أسعار القهوة فى الارتفاع إلى مستوى قياسى غير مسبوق فى التاريخ، وأعلنت منظمة القهوة الدولية، عن ارتفاع سعر القهوة عالميا بنسبة 60.5% على أساس سنوى فى مايو، وبلغ متوسط سعر القهوة فى الطرح الأول للقهوة 334.41 دولار أمريكى.
وتلجأ بعض الشركات فى الوقت الحالي إلى استخدام عناصر مختلفة من أجل إنقاذ صناعة البن والقهوة فى العالم، والتي منها بذور عباد الشمس والبطيخ، حيث يقوم الخبراء بإخضاعها لعملية كيميائية حاصلة على براءة اختراع، ويضمنان إنتاج جزيئات تُحاكي نكهة وملمس القهوة، و تُنتج حبوب البن المطحونة والمُخمّرة كوبًا عاديًا، لا يُمكن تمييزه عن القهوة الحقيقية للعين البشرية، وفقا لصحيفة لا سيكستا الإسبانية.
إكسيليا
وأيضا فى ظل أزمة عالمية تواجه صناعة القهوة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، بدأت تنشط زراعة حبوب أخرى للقهوة تعرف باسم إكسيلسا، وتتميز بقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية، ما يجعلها بديلًا واعدًا وسط التحديات التى تواجه الدول المنتجة للقهوة مثل البرازيل، التى يُتوقع أن ينخفض محصولها بنسبة 12% هذا العام بسبب الجفاف.
وتوقع تقرير أنه انخفض المخزونات العالمية فى موسم 2024-2025 إلى أدنى مستوى خلال 25 عاما وعليه، فإن نقص المعروض من القهوة أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، مما يعكس حالة من القلق بشأن الإمدادات، اكتُشفت حبوب قهوة إكسيلسا قبل أكثر من قرن فى جنوب السودان، وأثارت اهتمام المزارعين فى البلاد ما قد يسهم فى تعزيز اقتصاد البلاد.
كما تنمو إكسيلسا فى دول أفريقية أخرى مثل الكونغو وأوغندا، بالإضافة إلى الهند وإندونيسيا وفيتنام، وتتميز شجرتها بجذور عميقة وأوراق سميكة، مما يمنحها قدرة على تحمل الحرارة والجفاف، كما أنها مقاومة للعديد من الأمراض التى تصيب القهوة.
الشوكولاتة
كما هو الحال، فإن صناعة الشوكولاتة الأوروبية تواجه أيضا أزمة كبيرة مع نقص وارتفاع أسعار الكاكاو عالميا، حيث تواجه الشركات المصنعة تهديدًا حادًا نتيجة التأثيرات المناخية. يأتي نحو 97% من الكاكاو، المكون الأساسي للشوكولاتة، من دول ذات تصنيف منخفض أو متوسط من حيث القدرة على التكيف مع تغير المناخ، بحسب "مؤشر نوتردام العالمي للتكيّف".
من أحدث هذه التطورات ما يتعلق بالكاكاو، الذي أعادت شركات أوروبية ، إنتاج منتجاتها من الشوكولاتة بدون "الكاكاو" وذلك باستخدام الخروب والشعير، وقامت شركات فى ألمانيا وبريطانيا وأيضا إسبانيا، بطرح أول شوكولاتة خالية من الكاكاو فى العالم ، وأشارت هذه الشركات أنها بديل للشوكولاتة مصنوع من الخروب والشعير، وهو خالٍ من الكافيين ويحتوي على سكر أقل من الشوكولاتة، وعلاوة على ذلك، يرتبط إنتاجها بانبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% مقارنةً بالأنواع التقليدية من الشوكولاتة.
وأوضحت هذه الشركات أن بديلها للشوكولاتة التقليدية هو حل لتلبية الطلب العالمي على الشوكولاتة بطريقة أكثر مراعاةً للبيئة، وتجنب المشاكل الأخرى المرتبطة بمناطق إنتاج الكاكاو، مثل إزالة الغابات وعمالة الأطفال، كما أن مزج المكونين يعتبر ذو نكهة تشبه إلى حد كبير نكهة الشوكولاتة التقليدية.
وكان "الخروب" من أبرز هذه البدائل التي لجأت إليها إسبانيا ، وتُعد "خوانا ماريا فيرجير مارتن"، الجيل الثالث في عائلتها المتخصصة بالخروب، من أوائل من طوّروا وصفات جديدة حولت هذه الثمرة إلى منتج فاخر.
وبدأت فيرجير بإنتاج دقيق الخروب المخصص للحلويات، ثم طورت معجون الخروب المشابه في قوامه لمنتجات الكاكاو، وأطلقت خطًا لإنتاج ألواح "نوجا الخروب" التي تلقى رواجًا كبيرًا، رغم تأكيدها أن الخروب والشوكولاتة منتجان مختلفان.
القهوة المغشوشة
أصبحت القهوة المغشوشة والمزيفة من أكثر ما يثير الجدل فى الوقت الحالي بسبب ارتفاع الأسعار ، والقهوة المزيفة "هى منتج يحاكى طعم القهوة، لكنه لا يحتوى على حبوب القهوة المحمصة والمطحونة. وبدلا من ذلك، يتم إنتاجه من القشور أو القش أو الأوراق أو أجزاء أخرى من نبات القهوة غير البذور، وقد تم التعرف على مثال حديث فى باورو، فى ساو باولو: منتج يسمى "Oficial do Brasil"، والذى تم تصنيفه على أنه "مشروب بنكهة القهوة التقليدية". على الرغم من الإشارة الموجودة على العبوة إلى أنها ليست قهوة خالصة، إلا أن التصميم المشابه لتصميم العلامات التجارية التقليدية يمكن أن يربك المستهلكين فى ظل ارتفاع الأسعار.
وأشارت الصحيفة، إلى أن متوسط سعر "القهوة المغشوشة" أقل بكثير من سعر القهوة التقليدية. فى حين أن نصف كيلو من المنتج المقلد يكلف حوالى 13.99 ريال برازيلى، فإن نفس الوزن من القهوة الحقيقية يكلف 30 ريال برازيلى عند البيع بالتجزئة، ويجذب هذا الاختلاف المستهلكين الذين يبحثون عن بدائل أرخص، لكنه يثير المخاوف بشأن جودة هذه المنتجات وسلامتها الغذائية.
محلات السوبر ماركت فى حالة تأهب
وأكد السلطات البرازيلية أنه أيضا أن محلات السوبر ماركت مسؤولة عن المنتجات التى تبيعها. وبحسب سيلفا، فإن تجار التجزئة قد يرتكبون جريمة من خلال بيع منتجات "مزيفة" من خلال تقديم منتجات تتحايل على المعايير التنظيمية، وتؤكد الجمعية أن هذه المواد لا ينبغى أن تكون متاحة فى السوق دون إثبات سلامة الغذاء.
وكانت السلطات الكوبية قامت مؤخرا بتفكيك مصنع سرى للقهوة فى بلدية مارياناو الواقعة فى هافانا، والذى كان يقوم بتصنيع قهوة مغشوشة ويقوم بتعبئتها فى حاويات من ماركات معروفة بأسعار منخفضة إلى حد ما من الأسعار الحقيقية للقهوة الأصلية، وذلك بعد ارتفاع كبير فى أسعار القهوة فى الأسواق الكولومبية.
وأشار موقع ديريكتور كوبانو إلى أن هذا المصنع يقوم بتصنيع قهوة مغشوشة ويقوم بتعبئتها تحت اسم ماركات معروفة فى السوق السوداء، مما أثار موجة من السخط بين الشركات التى اكتشفت أنها قهوة مغشوشة.
وأشار الموقع إلى أن القهوة المغشوشة عكست الأزمة الخطيرة التى تواجهها البلاد، أعرب العديد من المستخدمين عبى التواصل الاجتماعى عن قلقهم بشأن تورط مسؤولين أو موظفين فى الدولة فى تجارة مواد التغليف التى يستخدمها المصنع.
واتهم البعض مسؤولين فى مصانع التعبئة والتغليف ببيع الحاويات لاستخدامها فى الأعمال غير القانونية، فى حين أشار آخرون إلى ضعف سيطرة الدولة على الإنتاج الزراعى باعتباره أساس المشاكل.

Trending Plus