"الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وصعيد مصر" شراكة مجتمعية من أجل التنمية والرعاية.. درع الرعاية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.. دعم تعليم الأطفال.. تمكين اقتصادي للأسر.. ورعاية كبار السن أبرز الأنشطة

تُعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم وأعمق المؤسسات الدينية في مصر، ومع امتداد وجودها التاريخي والروحي في صعيد مصر، لم تقتصر رسالتها على الجانب الروحي فحسب، بل امتدت لتشمل أبعادًا إنسانية واجتماعية وتنموية تخدم آلاف الأسر في قرى ونجوع الجنوب المصري. وتؤدي الكنيسة دورًا محوريًا في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية التي تُلبّي احتياجات شرائح متعددة من المجتمع، في مشهد يعكس شراكة حقيقية من أجل التنمية والاستقرار.
خدمات اجتماعية متنوعة تراعى الفروق والاحتياجات
تُغطي أنشطة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الصعيد نطاقًا واسعًا من الخدمات، حيث تمتد لتشمل رعاية المغتربين، الأيتام، ذوى الإعاقة، المسجونين، المدمنين، الحالات الحرجة، فضلًا عن تقديم الدعم لأسرهم.
ولا تقتصر هذه الخدمات على البُعد المادي، بل تشمل أيضًا الدعم النفسي والروحي والاجتماعي، في إطار متكامل يهدف إلى التمكين لا الإعالة، والتأهيل لا التهميش.
كما يتم إعداد وتدريب خدام متخصصين للتعامل مع كل فئة بشكل احترافي، ويتم إنشاء مساكن وبيوت متخصصة، بجانب تنسيق بين الإيبارشيات لضمان تغطية شاملة وتقليل التكرار أو الهدر في الجهد والموارد.
برامج مؤثرة على الأرض
وتشمل أهم البرامج الاجتماعية التي تقدمها الكنيسة في صعيد مصر:
دعم تعليم الأطفال: تساعد الكنيسة الأسر غير القادرة في تغطية تكاليف تعليم أبنائهم، مما يقلل من نسب التسرب الدراسي، ويرفع من فرصهم في مستقبل أفضل.
تمكين اقتصادي للأسر: من خلال دعم مشاريع صغيرة وتدريب مهني يهدف لخلق مصدر دخل ثابت ومستدام للأسر الفقيرة.
الدعم النفسي والأسري: عبر ورش التوعية، جلسات المشورة، وبرامج حل النزاعات العائلية التي تشرف عليها لجان مختصة.
رعاية كبار السن: بتقديم خدمات طبية ورعوية، وتنظيم اجتماعات أسبوعية، وتوفير دور رعاية للحالات التي تحتاج إلى متابعة دائمة.
خدمة ذوي الإعاقة والمدمنين: من خلال برامج إعادة تأهيل متخصصة، ودمجهم في أنشطة اجتماعية وإيمانية.
ثالثًا: أثر مجتمعي ملموس
بحسب تصريحات كنسية وتقارير محلية، فإن أثر هذه البرامج الاجتماعية واسع وعميق، ويمتد ليشمل:
خفض معدلات الفقر والبطالة.
تحسين جودة التعليم في القرى والمناطق المهمشة.
تعزيز العلاقات الأسرية وتقوية النسيج الاجتماعي.
توفير بيئة آمنة ومستقرة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
دعم المبادرات الوطنية في مجالات مثل مواجهة ختان الإناث وزواج القاصرات.
التحديات التي تواجه العمل الاجتماعي الكنسي
رغم النجاحات، لا تخلو الطريق من تحديات، وفق ما صرح به القس دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان فى تصريحات خاصة لليوم السابع، فإن الكنيسة تواجه صعوبات أبرزها محدودية التمويل، صعوبة الوصول لبعض المناطق النائية، والحاجة المستمرة لتدريب الخدام وتحديث الأدوات والمنهجيات المستخدمة في الخدمة الاجتماعية.
خامسًا: فرص تعاون مع الدولة والمجتمع المدني
رغم هذه التحديات، فإن الأبواب مفتوحة أمام الكنيسة للتكامل مع جهود الدولة، خاصة ضمن مبادرات قومية كبرى مثل "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة"، بما يعزز من الشراكة بين الكنيسة والجهات الحكومية والمجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سادسًا: رؤية مستقبلية واعدة
تسعى الكنيسة القبطية إلى تطوير برامجها من خلال:
إنشاء قاعدة بيانات موحدة للأسر المستفيدة.
إطلاق دورات تدريبية موسعة للخدام والعاملين.
تنشيط التعاون بين الإيبارشيات في تبادل الموارد والخبرات.
التركيز على تمكين المرأة والشباب باعتبارهم قاطرة التنمية.
كنيسة تخدم الإنسان
وتواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في صعيد مصر تقديم نموذج فريد في الجمع بين البُعد الروحي والبُعد التنموي، بما يجعلها قوة مجتمعية فاعلة في تحقيق الرعاية الشاملة والتنمية المستدامة، في ظل قيم المحبة والمشاركة التي تأسست عليها رسالتها منذ قرون.

Trending Plus