رسالة إلى طلاب الثانوية العامة.. "فكروا في الشغل الأول"

خالد صلاح
خالد صلاح
بقلم خالد صلاح

ابنى الحبيب طالب الثانوية العامة، قلبى معاك فى الامتحانات، وأدعو لك بالنجاح والتوفيق، وأصلى من كل قلبى لأبيك وأمك وإخوتك وأسرتك التى كافحت لأجلك بالمال والوقت والجهد والرعاية لتضمن لك مستقبل أرقى، وتقر أعين والديك بمكانتك فى المجتمع وبقدرتك على أن تحقق نجاحات أخرى فى سوق العمل.

ابنى الحبيب طالب الثانوية العامة، إعلم يا بنى أن المعركة الأكبر ليست فى ورقة الامتحان لكن معركتك الحقيقية يا بطل هى بعد النتيجة، وفى تلك الرحلة الصعبة لاختيار مسار التعليم العالى الذى ستسلكه، وفى قدرتك على تحقيق أهدافك بأن تعمل فى المهنة التى تحب، وفى (الكارير) الذى ترجوه لنفسك، تلك هى المعركة الأصلية والتى أكتب إليك اليوم بسببها هذه الرسالة لكى تحاول أن تحافظ على ثباتك الانفعالى، ولا ترتعش حين يتم إعلان لائحة المجاميع النهائية بعد الامتحانات.

أقول لك يا بنى، لا تنخدع أولا حين ترى فوارق المجموع بينك وبين زملائك، ولا تهتز حين تسمع عبارة كليات القمة التى يرددها الإعلام دوما فى أيام التنسيق المرهقة، وتلوكها ألسنة الناس على منصات السوشيال ميديا، فكليات القمة ليست البوابة الوحيدة للمستقبل، بل دعنى أقول لك أن بعض كليات القمة الحالية لا تنتج سوى طوابير من العاطلين الذين لا يستطيعون الحصول على فرصة عمل بشهاداتهم الجامعية العالية، ويبحثون عن بدائل أخرى حتى يتمكنوا من مواصلة طريقهم فى الحياة.


يؤسفنى أن أصدمك أن الكثير من كليات القمة الحالية لم يعد لها قيمة سوى التفاخر الاجتماعى الأحمق الذى لا معنى له، فمستقبلك لا يصنعه اسم الكلية أيا كانت، بل تصنعه أنت حين تبحث فى داخلك عن عناصر قوتك الحقيقية، وعما ترغب فى تحقيقه بالفعل، وعن العمل الذى تخططه لنفسك بصرف النظر عن اسم الكلية أو الجامعة أو التخصص الذى ستدرسه فى السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.

 

• دعنى أسألك يا بني:

• هل تخجل من العمل فى مجال فنى إذا كان هذا المجال يحقق لك ربحا أكبر مما يحققه خريجو كليات القمة ؟

• هل تفضل أن تكون خريج كلية قمة، أو كلية نظرية محدودة الفرص، أم أن تبدأ مشروعك بنفسك فى عمل يدر عليك المال ويحقق أحلامك فى البيت والسيارة والزواج السعيد والأمان الاجتماعى إلى الأبد ؟

• هل تشعر أن صاحب ورشة النجارة أو الحدادة حين يجتهدون ويقدمون لمجتمعهم خدمات جليلة هم أقل من الدكتور أو المهندس أو خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟

• هل تعتبر أن الشباب الذين يفكرون سويا فى مشروع صغير، ويحصلون على قرض من صندوق المشروعات الصغيرة ويؤسسون مطعما سياحيا، أو يبدأون مشروعا للنقل الجماعى هم أقل مكانة وقيمة من خريجى كليات القمة الذين لا يستطيعون الحصول على وظائف مرموقة فى سوق عمل متخم ومنتفخ وتتراجع فيه الوظائف ؟

• كم مرة سمعت عن رجال أعمال كبار حققوا مليارات الجنيهات وهم خريجى معهد التعاون، أو مدرسة صناعية، وأنهم حققوا هذه الثروات حين لم يخجلوا من مستواهم التعليمى، وفكروا فى الاستثمار فى أنفسهم بعد التخرج من هذه التخصصات المتواضعة ؟

لا تربط مستقبلك يا بنى بتصورات ذهنية ساذجة بأنك أن لم تحصل على كارنيه نقابة الأطباء أو المهندسين أو الصيادلة أو شهادة الاقتصاد والعلوم السياسية فإن حياتك قد انتهت، وأن فرصتك فى الدنيا قد ولت إلى غير رجعة، فالمستقبل يحدده تفكيرك فى سوق العمل، اكثر مما يحدده تخصصك الجامعى، فكم من أطباء لا يجدون عملا، وكم من خريجى مدارس فنية أصبحوا يمتلكون مصانع أو مزارع أو مشروعات إنتاجية تدر عليهم ملايين الجنيهات، وتخدم مصر أكثر مما يخدمها طوابير العاطلين من خريجى كليات القمة.

فكر فى العمل أولا أكثر مما تفكر فى نوع الكلية، وانظر إلى سوق الوظائف من حولك لتعلم أنه ليس بكليات القمة وحدها يحيا الإنسان، بل بالتخطيط السليم، وبالتفكير فى مشروع حقيقى، والمثابرة عليه حتى النهاية، فلا تنخدع بحالات الزيف الاجتماعى الأحمق، ولا تنكسر أمام ضغط فروقات المجموع بينك وبين أقرانك، واعلم أن الفرصة تبدأ بعد مرحلة التعليم، وأنك قادر على أن تعلم نفسك بنفسك مهنة أو حرفة تخدم بها نفسك، وتخدم بها بلادك، وتحقق لك ما لا يمكن تحقيقه بوظيفة تقليدية بشهادة جماعية.

لا تنخدع يا بنى وتهرول وراء حلم الوظيفة، ولا تخجل من أن تقتحم مجالا تحقق فيه أحلامك، وتحقق ثروة لا يستطيع الموظفين تحقيقها، واجعل من امتحانات الثانوية العامة مفترق طرق فى حياتك، أكمل مسيرتك التعليمية، ولكن علم نفسك أيضا أن الدراسة، على أهميتها، لا تمكنك من كل مهارات النجاح، وعلم نفسك أيضا أن النجاح هو أن تبنى لنفسك، وبنفسك (كارير) خاص، وأن الفرص لن تموت بعد نتيجة الامتحانات.

 

• ليس بالمجموع وحده يحيا الإنسان

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حصاد الرياضة المصرية اليوم الأربعاء 2 – 7 – 2025

الزمالك يترقب وصول مدربه الجديد يانيك فيريرا خلال ساعات

مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية

قياسات وزن تنتظر لاعبى الزمالك بعد العودة من الإجازة

البنك الأهلى يضم محمد بن شرقى 4 مواسم قادما من غزل المحلة


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء حلال أم حرام؟.. رأى الغزالى وعبد الحليم محمود

النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد موافقة مجلس النواب

الأهلى يبدأ إجراءات تعديل عقد ديانج بعد قرار البقاء ورفض عروض بيعه

أحمد عامر قبل وفاته: الغناء لـ إيهاب توفيق شرف كبير


الحكومة تتدخل فى اللحظات الأخيرة وتنقذ "الإيجار القديم" بتعديل المادة الثامنة.. تؤكد: لن يتم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته دون بديل من اختياره.. ووزير الشئون النيابية: الدولة لن تسمح بأن يكون هناك مواطن بلا سكن

وزير العدل الإسرائيلى: الوقت قد حان لضم الضفة الغربية

النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

الأهلى يقرر تعديل عقد إمام عاشور لتأمينه من الإغراءات

وزارة التعليم تصدر تعليمات تنظيمية بشأن تحويلات طلاب المرحلة الثانوية 2026

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم

أمل حجازى تخلع الحجاب بعد 8 سنوات من ارتدائه واعتزال الغناء

مواعيد مباريات ربع نهائى كأس العالم للأندية.. مواجهات نارية

لا يفوتك


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى