قيادة روحية في قلب ثورة 30 يونيو.. كواليس الدور المحوري للكنيسة في دعم الدولة.. البابا تواضروس ينقل نبض الشارع لمرسى وسط تجاهل وعدم مبالاة منه.. وهذه قصة تصدى الكنيسة والأزهر للفتنة وكواليس لقاء 3 يوليو

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
محمد الأحمدى

 


لم يكن دور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في دعم ثورة 30 يونيو 2013 ومواجهة الإرهاب مجرد استرسال عام، بل هو سلسلة من المواقف الحاسمة والتصريحات الإعلامية الموثقة، والتفاصيل  التي تكشف عن عمق رؤيته وحكمته في لحظات عصيبة مرت بها مصر. هذا التقرير يغوص في تلك التفاصيل، مدعمًا إياها بشهادات قداسته وتصريحاته الإعلامية، بالإضافة إلى لقاءاته المحورية التي شكلت مسار الأحداث.

 

لقاء مع محمد مرسي.. محاولات لإنقاذ الوضع

قبل أسابيع قليلة من 30 يونيو، وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي واستقطاب المشهد السياسي، التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بالرئيس الأسبق محمد مرسي. لم يكن اللقاء سهلاً، و كشف البابا نفسه عن كواليسه في عدة تصريحات إعلامية لاحقة.


قال قداسة البابا خلال تصريحات إعلامية فى عام 2014 "قابلت الرئيس مرسي 3 مرات، في اللقاء الأخير قبل 30 يونيو، كان هناك قلق شديد في الشارع المصري. ذهبت إليه محاولاً نقل نبض الشارع والمخاوف المتزايدة. كان هناك إحساس عام بأن الأمور تتجه نحو المجهول. تحدثت معه بصراحة عن حالة الاستقطاب وغياب العدالة الاجتماعية والمخاوف من أخونة الدولة."


وأضاف قداسته: "كانت هناك رسالة واضحة من الكنيسة بأننا مع مصلحة الوطن والشعب، وأننا نأمل في أن يستمع إلى صوت المصريين. لم يكن هناك تجاوب كافٍ مع هذه المخاوف."


وهذا اللقاء يكشف عن محاولات الكنيسة المبكرة لتهدئة الأوضاع وتحذير النظام القائم من مغبة الاستمرار في نهجه، وهو ما يؤكد وعيها المبكر بحجم الأزمة القادمة.

 

كواليس 3 يوليو.. لحظة تاريخية وتفويض شعبى

يوم 3 يوليو 2013، كان مشهد اجتماع القوى الوطنية والسياسية والدينية بمقر وزارة الدفاع، بحضور الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، لحظة فارقة في تاريخ مصر. وقد كشف قداسة البابا تواضروس الثاني عن تفاصيل جلوسه ومشاركته في هذا الاجتماع التاريخي.
وأوضح قداسة البابا: "عندما دُعينا إلى اجتماع 3 يوليو، ذهبت وأنا أحمل هموم الوطن والمصريين. كنا نرى الملايين في الشوارع تطالب بالتغيير. جلست بجانب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ودار نقاش مطول حول الوضع في البلاد. كان هناك إجماع على أن الوضع لا يمكن أن يستمر كما هو عليه."


وعن دوره في هذا الاجتماع، قال قداسته: "كان دورنا كرجال دين هو نقل صوت الشعب، والتأكيد على أن هذا التحرك استجابة لإرادة شعبية عارمة. عندما أعلن الفريق السيسي خارطة الطريق، كان ذلك إيذاناً ببدء مرحلة جديدة، وكنت أرى في ذلك حلاً للأزمة التي طالت."


تصريح آخر للبابا (خلال لقاء تليفزيوني مع قناة "سي بي سي" عام 2017): "لم نذهب لنتخذ قراراً سياسياً، بل ذهبنا لنشهد ونؤيد إرادة شعبية واضحة. أنا لم أذهب كشخص، بل كممثل لمؤسسة وطنية عريقة، تحمل على عاتقها هموم الملايين من أبنائها. جلوسنا هناك كان بمثابة تفويض شعبي لمؤسسات الدولة لاتخاذ ما يلزم لإنقاذ الوطن."


هذه التصريحات توضح أن مشاركة البابا لم تكن عابرة، بل كانت نتاج قناعة عميقة بأن ما يحدث هو تعبير حقيقي عن إرادة الشعب، وأن الكنيسة جزء لا يتجزأ من هذا الحراك الوطني.

 

لقاءات مع شيخ الأزهر.. تحالف وطنى راسخ

لطالما مثلت العلاقة بين الكنيسة والأزهر الشريف صمام أمان للوحدة الوطنية في مصر. وقد تعززت هذه العلاقة بشكل كبير خلال فترة ما بعد 30 يونيو، في مواجهة محاولات بث الفتنة الطائفية.


وقال قداسة البابا: "علاقتي بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، هي علاقة احترام ومحبة وتقدير عميق. نلتقي بشكل دوري ونتبادل الرؤى حول قضايا الوطن والمجتمع. في أوقات الأزمات، كنا دائماً على قلب رجل واحد، نؤكد على ضرورة التمسك بوحدة الصف وتماسك النسيج الوطني."


وفي إشارة إلى دور الأزهر والكنيسة في مواجهة الإرهاب، قال قداسته: "الجهلاء يظنون أنهم يستطيعون تفريق المصريين. ولكننا كأزهر وكنيسة، نؤكد أننا صخرة تتحطم عليها كل محاولات الفتنة. لقد زرنا سوياً المصابين في المستشفيات، وقدمنا العزاء لأسر الشهداء، مسلمين ومسيحيين، لأن دم المصري واحد."


وأوضح قداسة البابا "بعد حرق الكنائس عام 2013، كانت كلمات فضيلة الإمام الأكبر الداعمة للمسيحيين والمنددة بالإرهاب بمثابة بلسم لجروحنا. هذا الدعم لم يكن مجرد كلمات، بل كان موقفاً حقيقياً يؤكد على أن الأزهر الشريف يقف مع كل المصريين ضد التطرف."
هذه اللقاءات والتصريحات تكشف عن عمق التحالف الوطني بين المؤسستين الدينيتين الأبرز في مصر، ودورهما المحوري في مواجهة الإرهاب وتثبيت دعائم الوحدة الوطنية.

 

البابا تواضروس ودوره الحقيقي.. شهادات شخصية

في مناسبات عديدة، تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني عن رؤيته لدوره في دعم ثورة 30 يونيو ومواجهة الإرهاب، مؤكداً على أنه دور وطني لا يخرج عن كونه جزءاً من النسيج المصري.


وكان قداسة البابا ذكر أن دوره الحقيقي لم يكن سياسياً بالمعنى التقليدى قائلا: دوري هو دور راعٍ لكل أبنائي، مسيحيين ومسلمين، لأن الوطن يجمعنا. عندما رأيت أن الوطن في خطر، وأن الإرهاب يهدد نسيجنا الاجتماعي، كان لابد أن أتحرك."


وأضاف: "لقد تعرضت الكنائس للحرق والتدمير، ولكن هذا لم يهز ثقتنا في وطننا أو في وحدتنا مع إخواننا المسلمين. على العكس، زادنا إصراراً على مواجهة قوى الظلام التي تسعى لتخريب مصر. نحن نؤمن بأن مصر ستظل قوية ومتماسكة بوحدة أبنائها."


وذكر: "لقد رأيت بعيني كيف أن الشعب المصري خرج كله، ليس فقط فئة معينة. هذا هو ما جعلني أدرك أن ما يحدث هو ثورة شعبية حقيقية. واجبنا كقيادات دينية هو أن نكون مع الشعب، وأن نسانده في تحقيق تطلعاته المشروعة."

 

أرقام ومواقف.. تضحيات في سبيل الوطن

تجاوزت اعتداءات الإرهاب ضد المسيحيين وممتلكاتهم في الفترة التي تلت 30 يونيو بكثير مجرد الأرقام. فقد بلغت:
• أكثر من 70 كنيسة ومبنى خدميًا وكنيسة تم تدميرها أو إحراقها.
• عشرات المنازل والمحلات التجارية الخاصة بالمسيحيين تعرضت للهجوم والنهب.
• شهداء وجرحى من المسيحيين سقطوا في حوادث إرهابية متفرقة، أبرزها التفجيرات التي استهدفت الكنائس في طنطا والإسكندرية والقاهرة.

موقف البابا بعد تفجير كنيسة البطرسية عام 2016


قال قداسة البابا "هذه الجرائم لن تزيدنا إلا إصراراً على محاربة الإرهاب. إن الإرهاب لا دين له ولا وطن. ونحن نصلي من أجل هؤلاء الشهداء ومن أجل مصر."
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل زيادات الإيجار القديمة وفق المناطق.. حد أدنى يبدأ من 250 جنيهًا شهريًا

وزير الإسكان: طرح 100 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال شهر يوليو الجاري

الأهلي السعودي يكشف عن شعاره الجديد

المؤبد والسجن 10 سنوات لمسئولى دار أيتام فى الإسكندرية بتهمة الاتجار بالبشر

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر


الحكومة: كشف جديد فى حقول عجيبة للبترول بمعدل إنتاج أولى 2500 برميل يوميا

تشيلسى فى صدارة المرشحين للتتويج بمونديال الأندية 2025 متفوقا على سان جيرمان

مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية

موسكو: روسيا تأخذ بالاعتبار استعداد إستونيا لاستقبال طائرات مزودة بأسلحة نووية

بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء حلال أم حرام؟.. رأى الغزالى وعبد الحليم محمود


رسميا.. جواو بيدرو ينضم إلى تشيلسي حتى عام 2033

رامى جمال يتصدر تريند يوتيوب بـ3 أغنيات بعد طرح ألبومه الجديد "محسبتهاش"

مصروفات وموعد سداد أقساط رسوم طلاب المدارس الرسمية 2026

النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

الإسماعيلى ينتظر قرضا بـ60 مليون جنيه لسداد غرامات فيفا من أجل فتح القيد

مجلس النواب يوافق على نص المادة 2 بمشروع قانون الإيجار القديم

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم

أمل حجازى تخلع الحجاب بعد 8 سنوات من ارتدائه واعتزال الغناء

لا يفوتك


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى