مصر تتصدى لعمل الأطفال.. وزير العمل: وجهت بتكثيف حملات التفتيش بعد حادث المنوفية وإطلاق المسح الوطني لعمالة الأطفال قريبا.. وزارة التضامن: 6 ملايين طفل يستفيدون من الدعم النقدى

أكد وزير العمل محمد جبران أن مواجهة أسوأ أشكال عمل الأطفال تأتي على رأس أولويات الدولة المصرية، مشيرا إلى أن الحادث المؤلم الذي وقع مؤخرا في محافظة المنوفية، وراح ضحيته عدد من الفتيات العاملات، يجب أن يكون جرس إنذار يدفع الجميع للعمل الفوري لحماية الأطفال من الاستغلال.
وقال جبران، خلال كلمته في فعالية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والشركاء الوطنيين والدوليين، تحت شعار: "التقدم واضح، لكن أمامنا المزيد: "فلنسرع الجهود.. لا يمكننا أن نتجاوز هذا الحادث دون الوقوف أمامه بكل الحزن والأسى، وقد وجهت بتكثيف حملات التفتيش على عمالة الأطفال، وضبط كل من ينتهك حقوقهم".
وأضاف أن مصر حرصت على ترجمة التزاماتها الدولية، ومنها اتفاقيتا العمل الدولية رقم 138 و182، إلى تشريعات صارمة، أبرزها قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، الذى يحظر تشغيل الأطفال دون 15 عاما، ويضع عقوبات رادعة للمخالفين.
وأعلن قرب إطلاق المسح الوطني لعمالة الأطفال، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والجهاز المركزى للإحصاء، والذي سيوفر بيانات دقيقة لدعم المرحلة المقبلة من الخطة الوطنية لمكافحة الظاهرة.
فيما قال إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، إن العالم شهد انخفاضا في عدد الأطفال العاملين بنحو 22 مليون طفل بين عامي 2020 و2024، وفقا لأحدث التقارير، إلا أن الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة لم يتحقق بعد.
وأضاف: "الوقت الآن هو وقت تسريع وتيرة التغيير"، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل في مصر من خلال مشاريع عديدة منها "أكسل مصر" و"حصاد المستقبل"، التى نجحت فى إعادة آلاف الأطفال إلى التعليم، ودعم أسرهم اقتصاديا.
كما أعلن عن تعاون جديد مع بنك مصر لتعزيز الشمول المالي، ومع سفارة سلوفينيا لدعم الأنشطة المدرة للدخل، مؤكدا أن حماية الأطفال مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
كما قال السفير الإيطالي بالقاهرة، ميكيلي كواروني، إن إيطاليا خصصت منذ أكتوبر 2023 تمويلا لعدة مشروعات في مصر لمواجهة عمالة الأطفال، موضحا أن الدعم شمل تعزيز السياسات والتشريعات، ودعم منظومة التفتيش وتتبع الأطفال العاملين، وتمكين الأسر اقتصاديا لضمان بقاء الأطفال في التعليم.
وأعرب عن تقديره لشعار هذا العام، قائلا: "التقدم واضح، لكن علينا التعجيل بالجهود، ولا يزال هناك الكثير للقيام به".
وأشار إلى أن الحكومة الإيطالية فخورة بشراكتها مع منظمة العمل الدولية في دعم مصر، خاصة في دعم المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين على الخطوط الأمامية لحماية الأطفال.
من ناحيته، قال السفير ساشو بودليسنيك، سفير جمهورية سلوفينيا بالقاهرة، إن الأرقام التي تتحدث عن ملايين الأطفال العاملين ليست مجرد بيانات، بل تمثل طفولة تسرق وأحلاما تقمع.
وأضاف: "نحن فخورون بدعم جهود الحكومة المصرية ومنظمة العمل الدولية من خلال مشروعات تستهدف منع انخراط الأطفال في أسوأ أشكال العمل، وتوفير بدائل اقتصادية حقيقية للأسر، مع مراعاة النوع الاجتماعي".
وأكد أن هذا العام يمثل لحظة فارقة في مكافحة الظاهرة، ويجب البناء عليه لإحداث تغيير حقيقي ومستدام.
فى سياق متصل، قال أيمن عبد الموجود، الوكيل الدائم بوزارة التضامن الاجتماعي، إن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بحماية حقوق الطفل، من خلال برامج الحماية الاجتماعية، وعلى رأسها برنامج "تكافل وكرامة"، الذي يخدم أكثر من 4.7 مليون أسرة بإجمالي 6 ملايين طفل.
وأشار إلى أن الوزارة أنشأت 16 مركزا لإعادة تأهيل الأطفال العاملين، بهدف إعادتهم إلى التعليم، فضلا عن تشغيل 71 مركزا مهنيا لتأهيل الأطفال في سن العمل القانوني بعد ضمان التحاقهم بالتعليم الإلزامي.
وأكد أن الوزارة تعمل على مواجهة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال، ودمج الأسر في منظومة الدعم الاجتماعي، إيمانا بأن كل طفل يحصل على رعاية هو استثمار في مستقبل مصر.
اختتمت الفعالية بعرض مسرحي وفيلم وثائقي من إنتاج منظمة العمل الدولية، يستعرضان نماذج حقيقية لأطفال عادوا إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من العمل القسري، وذلك في إطار مشروع "حصاد المستقبل".

مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة

خلال فعاليات اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

Trending Plus