أستاذ إعلام رقمى محذرا: صور العرب فى الكارتون الغربى تهدد هوية الطفل

كتبت بسنت جميل
الخميس، 10 يوليو 2025 03:00 م
قال الدكتور محمود محمد عبد الحليم، أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة عين شمس، للأسف لا تزال صورة العرب فى كثير من أفلام الكارتون العالمية أسيرة للتنميط السلبى؛ إذ تقدم الشخصية العربية إما بصورة بدوية سطحية، أو فى إطار من العنف أو الجهل أو الانغلاق، وهو ما يكرس صورًا ذهنية مشوهة لدى الأطفال فى الشرق والغرب على حد سواء.
وأوضح الدكتور محمود محمد عبد الحليم فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، مؤخرا، برز تحد آخر يتمثل فى دمج مضامين مثل المثلية والسلوكيات غير الملائمة للأطفال فى سياقات تبدو عابرة لكنها مؤثرة، ما يثير قلقا بالغا فى المجتمعات التى تمتلك منظومة قيمية وأخلاقية مستقرة مثل المجتمعات العربية، فهذه المضامين لا تعرض كموضوعات للنقاش، بل تمرر فى ثوب من "الطبيعية" و"القبول"، وهو ما قد يربك البناء القيمى للطفل العربى، وهنا تبرز الحاجة إلى تعزيز الهوية الثقافية العربية فى الإنتاج الكارتونى، من خلال دعم صناعات الرسوم المتحركة المحلية والعابرة للحدود، وطرح شخصيات عربية إيجابية قادرة على المنافسة فى السوق العالمى. ولفت إلى أنه يجب ألا يقتصر تعاملنا مع هذه القضية على النقد، بل نحتاج إلى تفعيل الشراكات الدولية للضغط على شركات الإنتاج لاحترام التنوع الثقافى، ووقف تصدير نماذج قيمية أحادية لا تراعى التعدد الحضارى.
وأكد عبد الحليم أن الحد من التأثير السلبى لأفلام الكارتون على الأطفال يتطلب اتباع خطوات علمية متكاملة تراعى الجوانب النفسية، التربوية، والاجتماعية، وأن أولى هذه الخطوات تبدأ بالتوعية الإعلامية، إذ ينبغى أن تدرج مفاهيم "التثقيف الإعلامى" فى المناهج الدراسية، بحيث يصبح الطفل قادرا على التمييز بين المحتوى الخيالى والمضامين الواقعية أو القيمية، موضحا أن الخطوة الثانية هى ضرورة تعزيز الرقابة الوالدية الإيجابية، عبر توفير أدوات تقنية وسلوكية تساعد الأهل على متابعة ما يشاهده الأبناء، دون اللجوء إلى المنع المطلق، بل عبر الحوار والتفسير، بما يعزز مفهوم "المواطنة الرقمية" القائمة على المسؤولية والاختيار الواعى.
كما أشار إلى أن الخطوة الثالثة، تأتى من خلال دعم إنتاج المحتوى المحلى البديل وهو ما يعد أمرا حيويا، لأن غياب إنتاج عربى عالى الجودة يفتح الباب أمام اعتماد الأطفال على محتوى أجنبى قد لا يراعى خصوصيتهم الثقافية والدينية، ولذا يتعين على وزارات الثقافة والإعلام والتعليم الاستثمار فى الرسوم المتحركة ذات البعد التربوى الجذاب، كما أنه لا بد من إشراك الباحثين والأكاديميين فى دراسات تقييمية دورية لرصد تأثير هذه المضامين على النمو النفسى والاجتماعى للأطفال العرب، وبناء سياسات إعلامية أكثر وعيا بخصوصية الطفولة فى بيئتنا.

Trending Plus