الرئيس والحكومة وإدارة الأزمات.. عقل الإدارة و«الجيل الرابع»

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

- السنترال والإقليمى وغيرهما..التوقع والتناغم والمواجهة

دائما ونحن نتحدث عن أزمة حريق سنترال رمسيس، أو حوادث الطريق الإقليمى، أو أى من الأزمات اليومية فنحن نتحدث عن أزمات ومشكلات متوقعة، بل وعمل أى إدارة او حكومة فى العالم هو إدارة الأزمات والعمل على حلها بأسرع وأبسط الطرق مع تقليل الخسائر، وهنا تأتى فكرة إدارة الأزمات التى يفترض أنها علم من علوم الإدارة الحديثة، يفترض أن تتم من خلال تشابك وعمل فريق يستطيع التعامل مع المفردات.


النقطة الأخرى هى أن يتعلم المسؤول من الأزمة، كيف يمكن أن يتلافى الأخطاء أو الثغرات التى تكشفها الأزمة، وأخطر ما فى أزمة حريق سنترال رمسيس أنه يتعلق بقواعد معلومات واتصالات وخوادم وروابط معقدة ضمن شبكات الاتصال والإنترنت، ولهذا فإن المؤسسات والبنوك التى كان لديها بدائل لقواعد معلوماتها نجحت فى تخطى الأزمة، بينما المؤسسات التى لم تكن تضع احتياطات واجهت أزمة مضاعفة.

ربما لم تكن أزمة حريق سنترال رمسيس بعيدة عن التوقع، خاصة ونحن فى الصيف حيث يتوقع دائما أن تتم عمليات صيانة، ونتأكد من ضبط الحرارة والحساسات فى ظل اتساع التوصيلات والخوادم وغيرها من تقنيات تتطلب تبريدا مضاعفا، وهى تفاصيل يفترض أن توضع ضمن التوقعات وتوضع لها خطط للتعامل، لأن التعامل المستمر مع أدوات الصيانة يقى من الصدمات، والواقع أن السنوات الأخيرة كانت تشهد تحركا وتعليمات من الرئيس السيسى للحكومة والجهات المعنية بضرورة الاهتمام والتركيز فى مراكز حفظ وتبويب المعلومات وأن تكون مؤمنة ولها بدائل، وهو ما تم فى مراكز سحابية وحاسوبية ومراكز لإدارة الأزمات تمت بالتكنولوجيا.

وعندما تحدث الرئيس عن «جمهورية جديدة» مع افتتاح العاصمة الإدارية، فإن أهم ما يجب توافره هو تغيير طريقة الإدارة بشكل تام، عاصمة من الجيل الرابع، لا تتناسب مع أسلوب إدارة من القرن التاسع عشر، حسب ما أعلنه الرئيس يجب أن يكون هناك تغيير شامل فى طريقة الإدارة والتواصل بين المركز والأطراف، وأن يمارس المسؤولون مهام وظائفهم بشكل مؤسسى ومستمر، وهو ما يشير إليه الرئيس فى أحاديثه عن دولة حديثة قادرة على تلبية حاجات مواطنيها بسرعة وكفاءة.


وبالتالى فإن أهم ما يجب توفيره فى إدارة أى ازمة هو التواصل بين كل الأطراف المعنية والمتصلة بالأمر، من دون إلقاء المسؤولية هنا أو هناك، فمثلا موضوع حوادث الطريق الإقليمى، هو أمر مشترك بينم النقل والطرق والمرور، وربما الكهرباء والإدارات المحلية، والتى تتبادل الإشراف والمسؤولية، وفى حال وجود تناغم يمكن حل أى أزمة بسرعة، وقد بدأت الحوادث تتكرر فى مناطق محددة، ما كشف عن أزمة فى إغلاق نصف الطريق تستلزم الإغلاق، وهو ما تم بعد توجيه الرئيس، حتى يمكن الإسراع فى تنفيذ الصيانة، وتلافى الحوادث.

ونحن عندما نتحدث عن حريق السنترال أو الطريق الإقليمى، فنحن نتعامل مع أزمات واردة، ومتوقعة، وربما تكون أقل من أزمات مرت علينا وتمت مواجهتها بسرعة وكفاءة، خلال 10 سنوات واجهت مصر أزمات ضخمة بدءا من الإرهاب، مرورا بأزمات اقتصادية وانعكاسات حروب، وأزمة فيروس كورونا، التى استمرت عامين وضربت دولا كبرى، ونجحت مصر فى التعامل معها من خلال خلايا أزمة وإشراف مباشر من الرئيس السيسى، والأجهزة والمؤسسات المختلفة، وما أن انتهت كورونا حتى اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمات التضخم وارتفاعات الأسعار وأزمات سلاسل الغذاء، ثم الحرب فى غزة التى ضاعفت من أزمات الاقتصاد، ومع هذا مرت الدولة من الأزمات الكبرى، وأيضا التحديات الإقليمية والدولية المتنوعة التى تهدد باتساع الصراع ورقعة الحروب وكلها تستلزم تحركات واتصالات وتعاونا وشراكات.

وهو ما يجعل من السهل التعامل مع الأزمات الأقل المحلية التى تواجه الحكومة، من خلال عمل جماعى، وتحرك سريع، بجانب وضوح فى تدفق المعلومات يمنع من الشائعات أو التضليل، الرئيس السيسى، يتحدث دائما عن عمل مؤسسى، ومسؤولون يتحركون من واقع مسؤولياتهم، من دون انتظار تعليمات، أو رغبة فى الظهور، وكلنا يعلم أن المحليات، ودورها فى الإدارة وحل أى مشكلات بشكل مباشر، وإنهاء الكثير من الأزمات فى وقتها، ومن دون انتظار لقرارات عليا.


وكثيرا ما يلفت الرئيس نظر الحكومة إلى أنه يتلقى الكثير من التقارير والتفاصيل ويتابع ما ينشر، ويقول للمسؤولين أن يتحركوا ويتعاملوا مع المشكلات والقضايا، لكن هناك مسؤولين ينتظرون تدخل الرئيس وهى خطوات يمكن إنجازها فى حالة وجود نقاط اتصال بسيطة يتيحها عصر الاتصالات.


والواقع أننا فى عصر يتيح إمكانات التوقع والتنبؤ بالأزمات والتعامل معها، بناء على ما هو متوفر من المعلومات وقواعد البيانات، وتتضاعف أهمية التعامل مع توفير المعلومات وتحليلها ومعالجتها، وقلنا من قبل إن العاصمة الإدارية ليست مبانى لكنها يفترض أن تنقل الإدارة إلى القرن الواحد والعشرين، فالعاصمة الإدارية وأكثر من 40 مدينة من الجيل الرابع، مدن ذكية، كل هذا يجعل العاصمة الإدارية الجديدة هى عقل الإدارة ورمز التحديث، حيث تتجه الحياة فى العالم إلى التشابك، مع اتساع رقعة الجغرافيا وزيادة السكان وتشابك الاحتياجات.


وإذا عدنا إلى الأزمات الأخيرة نجد أن هناك ضرورة لهذا التكامل، فى التعامل، ربما يبدأ فى إعلان ما يجرى ووضع الرأى العام أمام الواقع، حتى لا يترك أى مجال للثغرات أو الادعاءات بجانب أهمية رسم توقع لشكل الأزمات وطريقة التعامل معها فى عصر الاتصالات.

اليوم السابع
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد ياسين يقترب من بتروجت بعد انتهاء إعارته لغزل المحلة

حنان ماضى وفرقتها الموسيقية يحيون حفلا غنائيا فى دار الأوبرا 19 يوليو

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع سيدة فى منطقة أبو النمرس


الرئيس اللبنانى: وفد تقنى قبرصى يصل لبنان الأسبوع المقبل لمتابعة ملف الحدود

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور


إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

خامنئى: استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها

رسميا.. ليفربول يودع جوتا بتعليق قميصه إلى الأبد

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

ترامب يؤكد مجددا: لن أقيل رئيس الاحتياطى الفيدرالى

وزير الخارجية الروسى يصل إلى كوريا الشمالية فى زيارة رسمية

ترامب يكشف عن اتفاق ثلاثى جديد بشأن تسليح أوكرانيا

اندلاع حريق فى دبى مول بمنطقة الشيخ زايد.. فيديو وصور

تقارير تزعم تهديد الحائزة على نوبل للسلام نرجس محمدي بـ"التصفية الجسدية"

مصدر بوزارة الرياضة: تأجيل انتخابات الأندية لمدة عام طبيعي بعد تعديلات القانون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى