الأم.. رصيد الحب المفتوح

الأم، تحترق الكلمات عند محاولتها وصفها، وتنحني الحروف أمام عظمة مكانتها، قد تكون المفردات غير عادلة حين تحاول الإمساك بخيوط عطاء لا ينقطع، أو بتلك القلوب التي تحب برصيد مفتوح لا ينفد مهما طال الزمن.
داخل كل بيتٍ، ملايين القصص تُحاك عن أم عظيمة ما زالت تضيء دروب العائلة بصبرها وتحملها، تلك المطابخ التي كانت شاهدة على دهشة الطفولة وهمس الأسرار، وجدران البيوت التي تحفظ أسرار دموع الفرح والحزن.
في أماكن العمل، هناك أمهات لم تكتف بتربية الأبناء فحسب، بل جمعن بين نداء الأسرة وصرامة المهنة، أثبتن أن النجاح ليس ترفاً بل واجب محقق، وأن القوة في رقة القلب والصبر المستمر.
الأم ليست فقط من تهب الحياة، بل هي التي تجمع القريب والبعيد على طاولة الطعام، تحت سقف دفء الأسرة، وفي لمة صفاء تتجاوز حدود الوقت والمكان.
هي التي يظل قلبها مشغولاً بأبنائها حتى بعد زواجهم وإنجابهم، تتبع أخبارهم بدعواتها الصامتة وحبها المفعم بالحنان.
تحية تقدير وإجلال لكل أمهاتنا العظيمات، اللاتي يقمن على بساط الصلاة، يسطرن دعاءً يغذي الروح، ويزرعن الخير في قلوب من حولهن، الرحمة والسكينة لهن اللواتي غادرن الحياة بعد أن تركن أثراً لا يُمحى من العطاء.
الأم ليست مجرد كلمة، هي قصيدة تُقرأ بعيون القلب، حكاية تُحكى بين جدران البيوت، ونغم يرن في أذن الزمن.
هي ذلك السحر الذي يجعل من الحياة أغنية، ومن الصعوبات جسراً نعبره بثبات، ومن الحب لغة لا تحتاج إلى ترجمة.
في عالم قد يسرع فيه الجميع، تبقى الأم ملاذاً للسكينة، وحكاية لا تنتهي، ورصيد لا ينضب من الحنان والعطاء.

Trending Plus