العاطفة والذكريات من سنابل اللغة فى قصائد بيت الشعر.. صور

خلال الأمسية الشعرية
خلال الأمسية الشعرية
أحمد منصور

أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية شارك فيها شعراء من سوريا وغانا وموريتانيا، وهم أنس الحجار من سوريا، عبد الرحمن محمد من غانا وهو من طلاب الجامعة القاسمية بالشارقة، وسيدى محمد محمد المهدى من موريتانيا، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى عدد كبير من النقاد والشعراء ومحبى الشعر، الذين احتشدوا بشكل لافت فى المسرح وتفاعلوا مع القصائد.

خلال الأمسية الشعرية
خلال الأمسية الشعرية

وقدمت الأمسية الشاعرة السودانية مناهل فتحي، التي أشادت بجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية والمشهد الشعري.

افتتح القراءات الشاعر السورى أنس الحجار، الذى عرّف "الشاعر" برؤية خاصة، تتكئ على ما يمنحه حرفه للآخر من دهشة وسمو وجمال، متخذا من الرمز والمجاز وسيلة للوصول إلى قمة الوصف وجلال المعنى، فقال:

يأتي المَجازُ، مُخَضَّبًا بِحنينِهِ
مِنْ شُرْفَةِ التّأويلِ لا مِنْ بابِهِ

كالبُلبُلِ الغِرّيدِ يَحمِلُ حِنطَةً
مِنْ شَوقِهِ ليَحلَّ في أصحابِهِ

وَيجيء مُعتَمِرًا بَراءَةَ لَحنِهِ
لِيَقولَ للنّاياتِ عَن أسبابِهِ

يَختارُ حِضْنَ قَصيدةٍ مَنْسِيَّةٍ
يَغفو بها مُتَدَثِّرًا بِعذابِهِ

جانب من الأمسية
جانب من الأمسية

وللذات، قرأ الحجار قصيدة "مايا" التي حملها بالعاطفة والشجن والذكريات والتفاصيل، فجاءت حروفه مبللة بالبهاء والبهجة والأسى في آن، ومنها:

خَتْمُ المُوظّفِ في الجَوازِ فَجيعةٌ
ما من يَتيمٍ في المَطارِ سِوايا

وَسَمِعتُ أصداءَ الحَنينِ مُسائلاً:
أتَرَكتَ خلفَكَ للنّوائبِ ( مايا )؟

( مايا ) التي تَرَكَتْ بِكُلِّ قصيدةٍ
مِمّا تَخُطُّ منَ الغَرام بَقايا

( مايا ) التي منها إليكَ تَسَلَّلَتْ
ضوءًا لِتَسْبرَ ما كَتَمتَ خفايا


بعد ذلك، قرأ الشاعر عبدالرحمن محمد، وهو من طلاب الجامعة القاسمية بالشارقة، نصوصاً انزاحت معانيها إلى مضامين تتوارى تارة وتظهر تارة أخرى، لتمنح العطر للمتلقي، والمفاتيح للتأويل، ولإفريقيا قال:
ولـــــي بين السراب هديرُ أم
                  يطرزُّ مجده بين الصّفـــــادِ
خَــلودٌ في خِضمّ المــوت نَضْرٌ
                  أنا إفريقيا زهْــــرُ البــــلادِ
وما التاريخ إلا طوع كفـــــي
                 وحـولي منه أمجـــادٌ تُنادي
كسـوت الأرض إبريزا وطهرا          
                وحلّق في المدى برق الجيادِ

ومن نص جديد، كان لجمهور بيت الشعر حظ السبق في الاستماع إليه، وحمل النص شحنة من العاطفة الذاتية التي خالجت روحه، ففاضت حروفاً تنسل من عباءة المعنى، ومما قال:

ما كنتُ أحسب أن الشمس داجيةٌ
حتى لمحتُ خيالا منكِ قد عبرا

بغير سهمٍ هديل الطير يعزفني
كأنه السحر في الأضلاع إن صدرا

تبسّم الليل لما جئتِ زائرةً
ورمم الهمس قلبا كان منكسرا

واخضرت الأرض بعد القحط مشرقة
كأنها لم تذق قفرا ولا كدرا

واختتم الأمسية الشاعر الموريتاني سيدي محمد محمد المهدي، الذي تميزت حروفه بالعذوبة، وتوشحت معانيه بالرمز الشفيف المحلق في فضاء البهجة والرقة والجمال، فقد عبر حقول المجاز ليحصد من سنابل اللغة قصائد آسرة، وقرأ للروح نصا بعنوان "ضفاف النبوة" فقال:
أَظَلَّ زَمانٌ .. فاسْتَظَلَّتْ حَمامَةٌ
وَأَوْمَضَ مِنْ دُرِّ النَّبوءاتِ جِيدُهُ

وَحامَتْ بِأُفْقِ الغَارِ أَسْرابُ دَهْشَةٍ
فَشَفَّ عَلى قَدْرِ الذُّهولِ بَريدُهُ

يَقولُ لَهُ :"إِقْرَأْ".. فَيَمْتَدُّ سُلَّمٌ
إِلى كُلِّ مَعْنىً.. لِلْوُجودِ صُعودُهُ

فَصاغَ ابْتِهالاً مِنْ تَباريحِ حُزْنِهِ
وَمِنْ جُرْحِهِ المُبْتَلِّ يَنْدى وَريدُهُ

 

ومن قصيدة "بلادي" التي استلهم منها قصة ابن زريق البغدادي، وهو يعبر النهر والنهر، حاملاً في قلبه "شنقيط" بتفاصيلها التي تسكنه، فقال:

مابَيْنَ نَهْرَيْنِ قَدْ ضَاعَتْ خَرائِطُهُ
هُوَ الغَريقُ فَلاَ الجُودِيُّ يَنْفَعُهُ

"شِنْقيطُ" تَرْقُبُهُ مِنْ فَرْطِ لَهْفَتِها
كَأَنَّها النَّصُّ لَمَّا غابَ مُبدِعُهُ

يا طِفْلَةَ الماءِ ضُمِّيهِ عَلى مَهَلٍ
فَفي المَدينَةِ أُمٌّ ما سُتُرْضِعُهُ

شابَتْ خُطاهُ ..بُراقٌ ما سَيَحْمِلُهُ
إِلى العِناقِ فَهَلْ تُسْعِفْهُ أَذْرُعُهُ؟!

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمة الأمسية.

الشاعر محمد البريكى يكرم الشعراء
الشاعر محمد البريكى يكرم الشعراء
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الزمالك يسدد 120 ألف دولار لـ جوميز على 3 أقساط متفاوتة

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري


إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

إضراب ألكسندر إيزاك يربك حسابات نيوكاسل قبل غلق سوق الانتقالات

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا

ماك أليستر يصف محمد صلاح بـ"الوحش": أفضل محترف رأيته في حياتي


طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

أكسيوس: إسرائيل تتودد لمؤثرين مؤيدين لترامب مع تزايد الغضب من حرب غزة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

تأخير مباراة طلائع الجيش والمصري نصف ساعة بسبب منتخب الناشئين

النيابة تستدعى مصور حادث مطاردة سيارة فتيات طريق الواحات لسؤاله حول الواقعة

الصحة الفلسطينية: وفاة 4 فلسطينيين بسبب سوء التغذية والمجاعة فى قطاع غزة.

مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى.. تحذيرات من مخطط صهيوني لتغيير خرائط المنطقة.. سياسيون: أطماع مرفوضة تكشف الهدف من حرب غزة.. مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. ويدعون لتعزيز الاصطفاف الوطني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى