تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر.. 38% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.. انهيار خدمات المياه والصرف الصحي.. مخاوف من تفشى الأوبئة والأمراض.. والهجرة الدولية: نزوح أكثر من مليون شخص من المدينة هربا من القصف

تعانى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، في ظل انعدام الأمن الغذائي، مع استمرار الدعم السريع في فرض حصار خانق على المدينة، التي تتعرض بشكل شبه يومي للقصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيرة على المدنيين.
وكان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قد دعا لفرض هدنة للأهداف الإنسانية لمدة أسبوع في الفاشر، وهو الطلب الذى وافق عليه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد القوات المسلحة السودانية، إلا أن الدعم السريع لم تعلن موافقتها على الهدنة، واستمرت في هجماتها على المدينة.
وفى هذا السياق، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" عن تفشي سوء التغذية الحاد بين الأطفال بصورة واسعة النطاق في مراكز الإيواء بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث يُعاني 38% من الأطفال في مواقع النزوح منه.
وقال مكتب أوتشا، إن تقييماً أجراه شركاء العمل الإنساني والسلطات المحلية أظهر أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح بالفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وأشار إلى أن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي وانخفاض تغطية التطعيم، أدى إلى زيادة حادة في خطر تفشي الأمراض.
وأجبر القتال والقصف العشوائي قرابة 782 ألف شخص على النزوح من الفاشر ومخيم زمزم جنوب غرب المدينة، حيث اجتاحت قوات الدعم السريع المخيم في أبريل، مما أدى إلى فرار 99% من النازحين فيه.
وتفرض الدعم السريع، حصارا خانقا على مدينة الفاشر، إذ تنشر قوات الدعم السريع مئات المقاتلين في الطرق المؤدية إلى الفاشر، لمنع وصول السلع والإغاثة والأدوية إلى المدينة التي شُيِّدت حولها خنادق عميقة لتشديد الحصار، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وذكر مكتب أوتشا أن العالقين في الفاشر يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه النظيفة، كما تعطل عمل الأسواق، ودُمِّرت معظم البنية التحتية للمياه، فيما توقف عمل الباقي نظراً لنقص الوقود وعدم إجراء الصيانة.
ومن جهتها أكدت منظمة الهجرة الدولية، ارتفاع أعداد النازحين من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى أكثر من مليون شخص.
وقالت منظمة الهجرة، في بيان إن 1.014.748 شخصًا جرى تهجيرهم من محلية الفاشر، بما يمثل أكثر من 10% من إجمالي النازحين داخليًا في السودان، وأشارت إلى أن أعداد الذين فرّوا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم وصلت إلى 718.998 شخصًا، بما يعادل 155.602 أسرة.
وكشفت عن نزوح 99% من سكان مخيم زمزم الواقع على بُعد 12 كيلو مترًا جنوب غرب الفاشر، بعدد أفراد بلغ 498.955 شخصًا، منهم 436.685 فردًا فرّوا إلى 26 موقعًا في أربع ولايات.
وتحدثت المنظمة عن أن 75% من نازحي مخيم زمزم انتقلوا إلى طويلة، فيما فرّ 10% إلى الفاشر، بينما لجأ البقية إلى تشاد.
ولجأ 1.1 مليون سوداني إلى تشاد منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، يمثّلون 27% من إجمالي عدد الذين عبروا الحدود هربًا من الحرب والعنف.
وقالت منظمة الهجرة إنها وثّقت 117 حادثًا تسبب أو حفّز على النزوح في شمال دارفور منذ اندلاع النزاع، منها 85% تتعلق بهجمات أو اشتباكات مسلّحة، فيما البقية ناتجة عن مخاطر طبيعية مثل الفيضانات والحرائق.
وقدّرت المنظمة وجود 1.974.958 نازحًا في شمال دارفور، بما يمثّل 20% من إجمالي النازحين داخليًا، حيث يقيم 46% في مراكز إيواء، و29% مع عائلات مضيفة، والبقية في المدارس والمرافق العامة والملاجئ المؤقتة والمساكن المستأجرة.
وتوقّعت استمرار موجات النزوح بسبب الاشتباكات، خاصة من الفاشر إلى طويلة ومليط وكتم، كما رجّحت استمرار الحركة عبر الحدود إلى تشاد، خاصة مع النزوح المتكرر للأسر.

Trending Plus