ذكرى رحيله الـ10.. هل كان الفنان عمر الشريف يكره شقيقته؟

الفنان عمر الشريف
الفنان عمر الشريف
أحمد منصور

لورانس العرب ودونجوان السينما المصرية والعالمية، الذى ترك عبر أعماله الفنية بصمة واضحة فى عالم الفن والإبداع، إنه الفنان الكبير عمر الشريف، الذى تمر ذكرى رحيله اليوم، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 10 يوليو من عام 2015، بعد أن ترك عبر إبداعاته تراثا فنيا متميزا، ومع ذكراه نعيد صدى حكاياته فى الطفولة مع شقيقته، فماذا قال عن تلك الفترة، وهل ما فعلته أخته جعله يكرهها؟.

ويقول الفنان عمر الشريف طفولتي كانت محمية، كان هناك حاجز أمانٍ يحيط بها، ويصُد عنها كل الضربات، أو كان هناك غطاءٌ يدرأ عن سمائها كل عاصفة. الصدمات القادمة من الخارج كانت تتلاشى، تخف حدَّتها، كالأمواج على صخور الشاطئ؛ لأن أسرتي كانت دائمًا في يقظة من أمرها، لامتصاص كل صدمة قبل أن تطالني أو تصل إليَّ، حسب كتاب وجوه عمر الشريف للناقد الفني محمود قاسم.

ويضيف عمر الشريف كنتُ في السادسة عندما وفدَت على بيتنا زائرةٌ جديدة، وأطالت الإقامة، كنتُ في تلك السن المبكرة، عندما وُلدَت أختي. وقد جاءت إلى الدنيا ضعيفة، هزيلة، إلى درجة أن الأسرة كانت تعتقد في البداية، أنه لن تُكتب لها حياة. ومن هنا أحاطها والدي بكل ما ملك من حنان. وكان طبيعيًّا أن يُفسِدها التدليل مع الأيام، وأن تتحول إلى إنسانةٍ صعبة، لا تُطاق أحيانًا. ورغم كل هذا كان والدي يتصدى لأى إنسانٍ يحاول ردَّها، أو ردعها. وكانت أختي من الذكاء، بحيث اتخذَت من حب أبي دريئةً تصُد بها كل ما لا يطيب لها، وأحيانًا درعًا تحمي به نفسها، مما قد تتوهَّم أنه خطر، وهو محاولتها فرض نزواتها عليَّ. كنتُ أدير مفتاح الراديو لأستمع إلى موسيقى أفضِّلها، فتُسارِع إلى إسكاته. هذا مثالٌ بسيط لمضايقاتها المتتالية لي، التي لم تكن لتتوقف لحظة.

ولم تعُد الحياة تُقاس بيننا بالأيام، وإنما هي غدت سلسلةَ معاركَ صغيرة، متتالية.

كنتُ الأقرب إلى أمي، في حين كوَّنَت هي جبهةً مع أبي.

وأبي كاثوليكي، متمسك بأحكام دينه؛ لذا أصبَحَت أختي إنسانةً متعصبة للغاية. ترى في أغلب الأفعال العادية "خطايا مميتة".

وهي انطلاقًا من هنا كانت تدين جميع تصرفاتي، سواء في البيت، أو في خارجه، وعندما غيَّرتُ ديني، بسبب الزواج، كان الأمر في نظرها كارثة، وأية كارثة.

وأنا بطبعي، ومنذ نشأتي الأولى، غير متمسك بالمعتقدات الدينية؛ لذا جاءت معارضة أختي لتُقوِّي في أعماقي — من باب صدها أو مقاومة ميولها العدائية — البُعد عن الروحانيات، ولكن اليوم غير الأمس، أنا اليوم أحب أختي، أحبها جدًّا، أحبها لأنها شقيقتي؛ فالروابط الأسرية لها أهميتها وقيمتها عندي. ثم نحن اليوم على وفاق، لم يعُد لصدامات الأمس ولا خلافاته أي وجود.

وأذكر ليلةً من الليالي العديدة البعيدة، خرجتُ فيها للسهر كعادتي في فندق سميراميس، وهو فندق من الفنادق القاهرية الفاخرة، لا يبعُد كثيرًا عن منزل الأسرة، وفي الثالثة صباحًا، وقد كاد المحل أن يغلق أبوابه، تقدم إليَّ الساقي بورقة الحساب، واكتشفتُ ساعتها أني لم أكن أحمل نقودًا على الإطلاق.

هل معك مبلغٌ ما؟ وردَّ الصديق الذي وجَّهتُ إليه السؤال: أبدًا.

وأنت؟ ردَّ الصديق التالي: لا.

ورحتُ أسأل الرفاق الواحد بعد الآخر، لأسمع الجواب ذاته؛ فقد كنا جميعًا مُفلسِين. ويبدو أن كلًّا منهم كان يعتمد على الآخرين، أو لعلهم جميعًا كانوا يعتمدون عليَّ.

وخطَرَت لي فكرة، فقلتُ للجميع: انتظروني هنا، لن أغيب أكثر من دقائق.

كان من غير المعقول طبعًا أن أوقظ أبي، أو أمي، في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل لأطلب مبلغًا من المال، ولكني كنتُ أعرف جيدًا أن أختي، بحرص النحلة العاملة، تدَّخر مبلغًا من المال، تضعُه بداخل وعاءٍ خزفي، على هيئة حبَّة كمثرى، وتخبِّئة في مكانٍ أمين.

وكانت الفكرة في البداية، أن أوقظها من النوم لأسألها قرضًا، ولكني ردَدْتُ الفكرة؛ لأني كنتُ أعلم تمام العلم أنها، بدافع العناد ليس إلا، لن تستجيب لرجائي أبدًا.

لذا ما إن وصلتُ إلى البيت، حتى خلعتُ حذائي، وتسلَّلتُ بخطًى لا تُسمع إلى غرفتها، وأمكنني، بعد قليل، أن أهتدي إلى المكان الذي تخفي فيه كنزها الثمين. وحطَّمتُ حبة الكمثرى الخزفية خارج الغرفة، واستوليتُ على كل ما بداخلها من قطعٍ نقدية، وأوراقٍ مالية، ثم عدتُ إلى الأصدقاء لأطلب لهم كئوسًا جديدة، وأدفع للساقي بسخاء.

وصحوتُ في اليوم التالي مبكرًا، أنا الذي لم أكن أويتُ إلا منذ ساعاتٍ قليلة، على صُراخ أختي العالي؛ فقد اكتشفَت السرقة، وانحصر اتهامها في شخصي، غير الكريم!

وعذَرتُها لتصرُّفها، ولكني لُمْتها فقط لأنها لم تحاول التفاهم معي بهدوء، قبل أن تثير الفضيحة وسط العائلة. كان في نيتي أن أرُدَّ لها ما أخذتُ وأكثر، وقد فعل هذا والدي فعلًا سترًا لفعلة ابنه النكراء. وقد ظلِلتُ لسنينَ طويلة، آخذ على أختي عدم تعاونها معي، وربما أيضًا عدم تستُّرها عليَّ!

ليست خلافاتي مع أختي وحدها هي التي كانت تُبعدني عن محيط الأسرة، وإنما هناك ظروفٌ أخرى، منها ثقافتي الإنجليزية، وحبي للمسرح، وعمي الفرنسي، وأصدقائي الكثيرون، الذين غالبًا ما كنتُ أقضي في بيوتهم عطلات نهاية الأسبوع. كنا شلةً من الصبية تنمو معًا، وتكبر معًا. أما البنات فلم يكن لهن، وفقًا لتقاليد الشرق، أي وجود إلى جانبنا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

30 مليار دولار و4 شركات كبرى.. أوروبا تكثف دعمها لأوكرانيا بخارطة إعادة التسلح.. اتفاقيات استراتيجية لدعم التكنولوجيا بكييف.. صفقة تاريخية بين الدنمارك وأوكرانيا بـ67 مليون يورو.. وطائرات مسيرة برعاية فرنسية

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع سيدة فى منطقة أبو النمرس

مواعيد مباريات اليوم السبت 12 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة


موعد انطلاق فترة إعداد الأهلي للموسم الجديد

تفاصيل إحالة متهم بالاتجار فى مخدر الإستروكس بالجيزة للمحاكمة الجنائية

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

إبراهيم عبد الجواد: الأهلى استقر على بيع عبد القادر لسيراميكا بـ20 مليون جنيه

فحوصات طبية للاعبى الزمالك غدا.. وراحة من التدريبات الأحد


ليفربول يفتح باب الرحيل أمام كوناتي وريال مدريد يترقب

مصادر طبية فلسطينية: 58 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم

إعلام إسرائيلي: مقتل 10 جنود في قطاع غزة منذ مطلع يوليو الجارى

منتخب شابات الطائرة يهزم جمهورية الدومنيكان ببطولة العالم تحت 19 سنة

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة سوهاج

خبير أمنى يكشف أسباب تجدد حريق سنترال رمسيس

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

كريم محمود عبد العزيز ملكا لمملكة الحرير في الحلقة الأخيرة

رابطة الأندية تستعرض "أشهر الأشقاء" فى الدوري المصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى