محمود الأبيدى: الشماتة من أبواب الكبر والغِلظة وقد يرحمه الله ويبتليك

حذّر الشيخ محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، من تفشّي مشاعر الشماتة في المجتمع، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الإسلام يرفض هذه السلوكيات لما فيها من كبر وقسوة وبعد عن رحمة الله.
وقال الشيخ الأبيدي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "هل شعرت يومًا بالراحة حين رأيت من أخطأ في حقك يقع في مأزق؟ هل ابتسمت سرًّا وشعرت أن العدالة تحققت؟ توقّف لحظة، واسأل نفسك: هل هذا الشعور يُرضي الله؟".
وأضاف: "الشماتة ليست فقط سوء أدب، بل هي من أبواب الكبر والغِلظة، وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم صراحة بقوله: (لا تُظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)، اليوم هو في كرب، وغدًا قد تكون أنت الحلقة التالية".
وأوضح أن انتشار الشماتة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح مقلقًا، حيث يتم تداول المصائب والأزمات والتعليق عليها بسخرية أو تشفٍّ، مشيرًا إلى أن هذا مناقض لأبسط قيم الإسلام التي تقوم على الرحمة، والتواضع، والتماس الأعذار.
ودعا إلى إحياء خلق الرحمة في القلوب، والابتعاد عن التشفّي في الناس، حتى ولو كانوا أعداء، قائلاً: "المسلم الحقيقي لا يفرح بكارثة تصيب أحدًا، بل يدعو له بالهداية واللطف، حتى لو أساء إليه، هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم".
وتابع: "نحتاج أن نراجع أنفسنا، وأن نُطهّر قلوبنا من الشماتة، قبل أن يشمت بنا الزمان. دعونا نعيد إحياء القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام، وعلى رأسها خلق الرحمة، لأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر".

Trending Plus