نزار الأكحل يكتب من واشنطن: عاصفة باريسية تضرب ريال مدريد في نيويورك

ماذا حدث للفريق الإسباني في سماء نيويورك وعلى أرضها؟!

كان يمكن للمباراة أن تكون عنوان أفضل نهائي ممكن للنسخة الأولى من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأميركية.  بين باريس سان جيرمان بطل النسخة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا وريال مدريد بطل النسخة التي سبقتها.

كان الموعد على ملعب ميتلايف نيوجيرسي نيويورك , لقاء العمالقة لمن يريد عناوين هوليودية كبيرة، الريال تعطلت طائرته قبل يوم في النزول في مطار نيووارك المحاذي لأشهر مدينة أميركية بسبب العواصف التي تضرب المنطقة هذه الأيام، طائرة الميرنجي حطت بعد أكثر من ساعتين من اللف والدوران في سماء المدينة وكأنها تمهد لحالة الدوران التي سيعيشها الفريق في نصف النهائي.

ملعب ممتلئ عن آخره بحضور جياني اينفانتينو رئيس الفيفا وكبار نجوم اللعبة روبيرتو كارلوس , رونالدو الظاهرة، فيجو، ماكيليلي وغيرهم.

لم يمهل الفريق الباريسي خصمه طويلا منذ الدقائق الأولى كاد أن يسجل لولا أن حارس مرماه تيبو كورتوا كان فقط يؤجل المصير، هدفان بسرعة برق الليلة التي سبقت عبر فابيان رويز وديمبيلي، لم يعد هناك شىء ينتظره الجميع، حسمت المباراة بسرعة وأكدها رويز الذي تم اختياره رجل المباراة بهدف ثالث من الدقيقة الرابعة والعشرين.

بات الأمر استعراضا أمام الجماهير التي كانت أغلبها يتحلى باللون الأبيض , ألوان ريال مدريد وربما بالمناسبة كانت راية الاستسلام للفريق الملكي , فريق كان منهكا دون مخالب رغم وجود مبابي وفينيسيوس جونيور وغونزالو غارسيا الهداف الجديد.

ريال مدريد لم يقدم شيئا خلال هذا الشوط الأول ولا أيضا الذي تلاه حتى أن المحللين والملاحظين قالوا إن مدربه الجديد تشابي آلونسو أخطأ في اختيار التكتيك الأمثل وفي تعويض أفضل مدافعيه هويسين الغائب بسبب الإيقاف كما أن غياب الإنكليزي أليكسندر ارنولد كان مؤثرا في الخط الخلفي للفريق.

في المقابل عرف باريس أنه بلغ الدور النهائي وأنه أكد سطور على كافة الأندية الأوروبية هذا الموسم بمختلف دورياتها الكبرى وهو الفائز هذا الموسم على السيتي وليفربول وارسنال وتوتنهام والبايرن والانتر وغيرها , لويس انريكي أو لوتشو كما يلقب , صنع ماكينة وليس فريقا , لا يتوقف ,كامل المواصفات من دوناروما الحارس المتألق الذي أوصله لنيل دوري الأبطال ثم بلوغ نهائي كأس العالم , إلى دفاع قوي حصين متين يقوده ماركينوس والمفاجأة الأكوادورية باتشو رغم غيابه بسبب الإيقاف عن مواجهة الريال , مع أفضل ظهيرين حاليا في العالم أشرف حكيمي على اليمين ونونو مينديش على الشمال.

الأمر لا يتوقف على هذا فقط , ثلاثي في وسط ميدان من أعلى طراز , هم الأفضل حاليا فابيان رويز و جواو نيفيس وأخيرا المايسترو فيتينيا , لاعب لو كان الاعتراف حقيقيا من المحللين والمتابعين لكان هو من ينال الكرة الذهبية بموسم يفوق الخيال.

في الهجوم لوتشو أعاد الروح للاعب قيل أنه زجاجي , الفرنسي عصمان ديمبيلي المرشح الأبرز لإحراز الكرة الذهبية مع محارب جورجي فنان هو كافاراتسكيليا ثم مع لاعب موهوب , نعم هذا هو اسمه لو تمت ترجمته من الفرنسية إلى اللغة العربية , دوي تعني الموهوب.

هذه هي التشكيلة التي تتصدر حاليا عرش العالم , عملت إدارة باريس على تجميعها قطعة قطعة لترصع بها تاج الكرة العالمية.

أربعة أهداف دون رد لباريس مع كثير من الرحمة تجاه ريال مدريد، باريس سان جيرمان اليوم أكمل إخراس من قال إن الانتر تخاذل أو كان لعبه في نهائي دوري الأبطال فضيحة , اليوم في ملعب ميتلايف , باريس سان جيرمان أسكت جميع من لازال يبحث عن أعذار للمنافسين , لم يبقى فقط سوى تشيلسي , في نهائي يوم الأحد أمام أنظار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيحضر المباراة , سيكتمل ختام  النسخة الأولى من كأس العالم , باريس سان جيرمان آلة حرب رهيبة , والزر النووي في يد مدربه لويس إنريكي , متى سيضغط هذا ما لا نعلمه , لكن آثار الضربة قد تشاهد في تشيلسي.