نقاد ومؤرخون فى "الست والوطن": أم كلثوم كانت الصوت الذى رافق وجدان الأمة

سلّط الفيلم الوثائقي "الست والوطن"، المذاع على قناة الوثائقية، الضوء على الدور الوطني الفريد لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي لم تكن مجرد مطربة، بل صوتًا مرافقًا لذاكرة الوطن، من ثورة 1919 وحتى نصر أكتوبر 1973.
وأكد المشاركون في الفيلم من نقاد وصحفيين وأكاديميين ومؤرخين، أن أم كلثوم لم تكن بعيدة عن الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر والعالم العربي، بل كانت حاضرة بقوة في كل لحظة مفصلية، عبر صوتها ومواقفها وأغنياتها التي وثّقت وعبّرت عن الوجدان الجمعي للأمة.
قال الكاتب السياسي عبدالله السناويأشار إلى أن أم كلثوم خرجت من قلب الريف المصري، لكن بموهبة استثنائية، ووجدت طريقها وسط النخبة الثقافية والفنية في القاهرة، في ظل المد الوطني الذي صاحب ثورة 1919، قائلًا: "لمع نجمها في لحظة كان الوطن يبحث فيها عن ذاته، وكانت أغانيها صوتًا موازيًا لحركة الوعي الشعبي".
رأى الكاتب السياسي عبدالله السناوي أن أم كلثوم لم تكن فقط مطربة شعبية، بل كانت "مشروعًا وطنيًا" في حد ذاته، واستخدمت الأغنية كسلاح ناعم للمقاومة والتعبئة، مشيرًا إلى جولاتها في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، التي عبّرت فيها عن البعد القومي والفني في آنٍ واحد.
وأكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر د. محمد عفيفي أن أم كلثوم أصبحت رمزًا وطنيًا بامتياز، وكانت أغنياتها بمثابة "وثائق سياسية" تعبّر عن التحولات الكبرى في التاريخ المصري، لافتًا إلى أغنيتها في رثاء سعد زغلول، التي تم نسيانها فنيًا لكنها بقيت حية في الذاكرة الوطنية.
ورأت المطربة وباحثة الدراسات الثقافية د. فيروز كراوية أن أم كلثوم شكّلت "صيغة وجدانية لهوية مصرية"، لأن صوتها كان قادرًا على ترجمة أحاسيس الناس في لحظات النصر والانكسار، موضحة أن النجاح الذي حققته لم يكن فنيًا فقط، بل امتد إلى بناء صورة رمزية عن المرأة المصرية القوية والمؤثرة.
أما الموسيقار الكبير مجدي الحسيني، فأشاد بقدرة أم كلثوم على التفاعل مع مشاعر الجماهير في حفلاتها، معتبرًا أن ما ميّزها فنيًا لم يكن الصوت وحده، بل القدرة على توحيد الإحساس العام داخل القاعة وخارجها، في الوطن العربي بأسره.
شارك في الفيلم عدد من المفكرين والنقاد العرب، بينهم الروائي العراقي نعمان منذر، والموسيقار العراقي يوسف عباس، والكاتب السوداني خالد طه، والمخرجة التونسية جيهان إسماعيل، الذين أجمعوا على أن أم كلثوم لم تكن فقط رمزًا مصريًا، بل "صوتًا عربيًا موحدًا" ترك أثرًا عابرًا للحدود والسياسات.
الفيلم من إخراج إسلام قاسم، إعداد نسمة تليمة، وكتابة التعليق الصوتي محمد الزلباني، ومن إنتاج قناة الوثائقية التابعة للشركة المتحدة، تحت إشراف شريف سعيد.

Trending Plus