الأعلى منذ عقد.. 1260 حالة قتل على يد الشرطة الأمريكية فى 2024

سجَّلت الولايات المتحدة العام الماضى 1260 حالة قتل على يد قوات الشرطة، وهو أعلى مستوى منذ بدء تسجيل هذه البيانات قبل عقد من الزمن، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، والمفاجأة أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو تزايد عمليات القتل في المناطق الريفية على يد أقسام الشرطة في المقاطعات.
وكشف تقرير "وول ستريت جورنال" أن أقسام الشرطة في المقاطعات، التي تشرف عادة على المناطق الريفية، شاركت في نحو ثلث عمليات القتل على يد الشرطة في 2024، رغم أنها تشكِّل ربع قوات إنفاذ القانون على مستوى الولايات المتحدة، وفقًا لمنظمة "رسم خرائط عنف الشرطة" غير الربحية.
وارتفعت عمليات القتل على يد الشرطة في المقاطعات بنسبة 43% منذ 2013، بينما ارتفعت هذه النسبة بـ3% فقط لأقسام الشرطة في المدن والبلدات.
هذا التباين الواضح يظهر كيف أن المناطق الريفية باتت أكثر عنفًا من المدن في التعامل مع المواطنين.
تشير الإحصائيات إلى أن نحو 14% من عمليات القتل على يد الشرطة في المقاطعات العام الماضي نشأت من نداءات أزمات الصحة النفسية، مثل الرجال المسلحين الذين يفكرون في الانتحار ويوجهون الأسلحة نحو النواب.
كما شملت 28% جرائم عنيفة مثل السطو وإطلاق النار والطعن، وحمل ما يقرب من ثلاثة أرباع القتلى أسلحة نارية أو سكاكين أو أسلحة أخرى، بحسب البيانات المجمعة من منظمات مراقبة عنف الشرطة.
تشير هذه الأرقام إلى فجوة متزايدة بين إنفاذ القانون في المناطق الحضرية والريفية منذ مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس عام 2020.
واجهت أقسام الشرطة في المدن الكبرى ضغوطًا للتراجع عن الممارسات العدوانية واعتماد تغييرات لتقليل عمليات إطلاق النار، أما الشرطة في المقاطعات، فتمسكت بنهج قاسٍ في إنفاذ القانون والنظام، يحظى بدعم ناخبيهم.
يقول تشاد بيانكو، الضابط المأمور الجمهوري لمقاطعة ريفرسايد في جنوب كاليفورنيا: "الشرطة في المقاطعات عادة ما تكون أكثر استباقية، ما يجعل نوابي أكثر ميلًا لاستخدام العنف للتغلب على العنف".
تواجه أقسام الشرطة في المقاطعات الريفية تحديات كبيرة في الإعداد والتدريب مقارنة بنظرائها في المدن الكبرى.
تتطلب أقسام الشرطة في المقاطعات متوسط 38 ساعة تدريب سنوي أثناء الخدمة، مقابل 46 ساعة تتطلبها شرطة المدن، وفقًا لأحدث البيانات الفيدرالية.
كما أنها أقل احتمالاً لوجود ضباط متخصصين في الصحة النفسية والتدخل في الأزمات.
وتعوق الرواتب المنخفضة قدرة الشرطة في المقاطعات على جذب المرشحين ذوي الخبرة والمؤهلات، ما يدفع بعض الأقسام لتوظيف ضباط لديهم تاريخ إشكالي، كما حدث في مقاطعة أشتابولا بولاية أوهايو التي وظفت ضابطًا يُلقب بـ"الضابط بـ9 ملايين دولار" بسبب التسويات المالية الكبيرة لدعاوى قضائية ضده.
تشهد المناطق الريفية الأمريكية تحولًا جذريًا في طبيعة التحديات الأمنية، ففي مقاطعة هوت سبرينجز بولاية وايومنج، حيث يفوق عدد الأبقار البشر، كان نواب الشرطة يُستدعون تقليديًا لإزالة الماشية من الطرق السريعة.
لكن في السنوات الأخيرة، أصبحوا أيضًا مستجيبين في الخطوط الأمامية للصحة النفسية في الأرياف الأمريكية، التي تواجه نقصًا حادًا في العاملين في مجال الصحة النفسية وزيادة كبيرة في معدلات الانتحار.

Trending Plus