باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف لإجبار الأفراد على الامتثال لأوامرها

أحمد عبد العال الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
أحمد عبد العال الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
كتب الأمير نصرى

قال أحمد عبد العال، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الرد الحقيقي على استغلال التنظيمات المتطرفة لفكرة الخوف من العذاب يبدأ من استحضار قول الله تعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء"، مشددًا على ضرورة مراعاة البُعد العلمي والنفسي عند تناول هذه القضية، خاصة أن تلك التنظيمات تستغل الخوف المفرط كأداة للتحكم والسيطرة على الأفراد، وإجبارهم على الامتثال لأوامرها دون إعمال للعقل أو أي تفكير نقدي.

وأضاف عبد العال، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذا النوع من التلاعب النفسي يُعد إساءة صريحة واستغلالًا للدين، وبهتانًا على الله وكذبًا على رسوله ﷺ، الذي وازن دائمًا بين الخوف والرجاء. واستشهد بحديث نبوي شريف، قال فيه ﷺ عندما زار شابًا يحتضر وسأله: "كيف تجدك؟"، فأجاب الشاب: "إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي". فقال النبي ﷺ: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف".

وأوضح أن الدراسات النفسية الحديثة أظهرت أن الخوف المفرط من العذاب الإلهي دون توازن بالرجاء، قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية شديدة، كالاكتئاب والقلق المزمن، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الانتحار، وهو ما يجعل من الضروري فهم الدين وفق منهج وسط متزن، لا إفراط فيه ولا تفريط. مشيرًا إلى قول الله تعالى: "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم"، وإلى حديث النبي ﷺ: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".

ووجه عبد العال حديثه إلى الشباب قائلاً: "إن الخوف من الله في الإسلام أصل لتزكية النفس، لكنه مرتبط دائمًا بالرجاء في رحمته، بحيث لا يتحول إلى يأس، ولا يتحول الرجاء إلى غفلة. فالقرآن الكريم نفسه يقول: فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين، ويؤكد أن الله سبحانه غني عن تعذيب عباده بقوله: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً".

وأكد الباحث أن الخوف وسيلة لا غاية، هدفه تهذيب النفس لا قهرها أو جلدها، وأن المتطرفين حولوه إلى سلاح يُستخدم في فرض السيطرة الدينية على الناس، بينما الإسلام الحقيقي يدعو إلى تربية إيمانية تبدأ بمحبة الله، والخوف من البُعد عنه، وليس الخوف من صور العذاب وحدها. فأساس الخوف في الإسلام هو الحب، كما قال تعالى: "والذين آمنوا أشد حبًا لله".

وأكد على أن الخوف والرجاء جناحا المؤمن، لا بد من التوازن بينهما ليستقيم حاله في الدنيا، ويصل بسلام إلى رحمة ربه في الآخرة.

https://youtu.be/6iwOTRfta8M?si=j0LIGCkXlbGtJXTN


 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القانون ينظم ضوابط فحص الطلبات بعد غلق باب الترشح بانتخابات الشيوخ

مدحت عبد الهادى صخرة دفاع الزمالك السابق يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"51"

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية


قضية دهب الحمار على مسرح نهاد صبيحة.. 16 و17 يوليو

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025


بالأسماء والرموز.. قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ بجميع محافظات مصر

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور

خامنئى: استهداف قاعدة العديد الأمريكية ليس حادثة صغيرة بل كبيرة يمكن تكرارها

الأسترالي علي رضا فغاني حكما لنهائي كأس العالم للأندية

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة شمال سيناء

الخارجية الفرنسية: نجدد رفضنا القاطع لأى تهجير قسرى لسكان غزة

"أوديشن" مسابقة ملكة جمال مصر 2025.. أغلبية المتسابقات من طالبات الطب (صور)

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

مادويكي على أعتاب أرسنال مقابل 50 مليون إسترليني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى