جهود أمنية متطورة بالطريق الإقليمى.. ضبط آلاف المخالفات باستخدام أجهزة ذكية.. خبراء أمنيون لـ"اليوم السابع": التكنولوجيا والتوعية سر نجاح حملات المرور.. ويؤكدون: ضبط 40 سائقا من متعاطى المخدرات و22 محكوما عليهم

واصلت الأجهزة الأمنية حملاتها المكثفة على الطريق الدائرى الإقليمى وباقى الطرق الحيوية فى أنحاء الجمهورية، هذه الحملات تأتى فى ظل استراتيجية أمنية متكاملة تستهدف ضبط المخالفات المرورية التى تسبب فى كثير من الأحيان حوادث مأساوية تؤدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، بالإضافة إلى إرباك حركة المرور وزيادة معدلات الحوادث على الطرق.
خلال 24 ساعة فقط، تمكنت الحملات المرورية على الطريق الدائرى الإقليمى من ضبط أكثر من ألف ومئة مخالفة متنوعة، تشمل مخالفات السير عكس الاتجاه، وتحميل الركاب بطريقة غير قانونية، بالإضافة إلى مخالفات شروط التراخيص التى تمثل خطراً على السلامة العامة.
وأكدت الوزارة ضبط 389 سائقًا تم فحصهم تعاطيًا للمواد المخدرة، حيث ثبت إيجابية 40 حالة منهم، ما يعكس جدية الأجهزة الأمنية فى استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات للكشف عن هذه الظاهرة التى تؤثر على سلامة الطرق.
علاوة على ذلك، تمكنت الحملة من ضبط 22 محكومًا عليهم فى قضايا جنائية مختلفة، وتم التحفظ على 6 مركبات لارتكابها مخالفات مرورية جسيمة.
لم تقتصر الحملات على الطريق الدائرى الإقليمى فقط، بل شملت كافة الطرق والمحاور على مستوى الجمهورية، حيث سجلت وزارة الداخلية خلال نفس الفترة ضبط أكثر من مئة وعشرين ألف مخالفة مرورية متنوعة.
تضمنت هذه المخالفات السير بدون تراخيص، تجاوز السرعات المقررة، الوقوف العشوائى فى غير الأماكن المخصصة، استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، ومخالفات شروط التراخيص، والتى تشكل جميعها خطراً كبيراً على مستخدمى الطريق.
كما تم فحص أكثر من ثلاثة آلاف سائق تعاطوا المواد المخدرة، حيث ثبت إيجابية 483 حالة منهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.
يُشير خبراء فى مجال الأمن المرورى إلى أن حملات وزارة الداخلية تُعد نموذجًا متطورًا وفعالًا فى مجال ضبط المرور على الطرق، لا سيما مع الاعتماد على تقنيات حديثة فى الرصد والكشف، مثل أجهزة الفحص السريع لتعاطى المخدرات، والكاميرات الذكية التى ترصد مخالفات السرعة والسير عكس الاتجاه بشكل مباشر.
هؤلاء الخبراء يؤكدون أن الجمع بين التواجد الأمنى المكثف والتكنولوجيا الحديثة يُسهم بشكل كبير فى تقليل الحوادث المرورية، ويعزز من استجابة الجهات المعنية فى التعامل مع المخالفات.
اللواء خالد الشاذلى الخبير الأمنى، يقول فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أن "التطور الكبير فى أدوات المراقبة الإلكترونية مثل الرادارات الحديثة والكاميرات ذات الذكاء الاصطناعى جعل الأجهزة الأمنية أكثر قدرة على كشف المخالفات فور حدوثها، وبالتالى سرعة التدخل.
كما أن استخدام أجهزة الكشف عن تعاطى المخدرات على الطرق يعد خطوة مهمة لوقف حالة الخطر التى تشكلها هذه المواد على سلوك السائقين".
ويضيف نادر أن "التحدى الأكبر هو توعية السائقين بخطورة المخالفات والالتزام بقوانين المرور، لأن الحملات الأمنية رغم أهميتها، إلا أنها وحدها لا تكفى دون وعى مجتمعى حقيقي".
كما يشير اللواء خالد يحيى الخبير الأمنى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": إلى أن "النجاح الحقيقى فى ضبط المرور يكمن فى التنسيق بين الشرطة والإدارات المختلفة، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مع تعزيز الحملات المرورية المكثفة، وهذا ما تنتهجه وزارة الداخلية بشكل واضح على الطرق الرئيسية خاصة الطريق الدائرى الإقليمى الذى يشهد حركة مرور كثيفة يوميًا".
ويوضح أن "التحفظ على المركبات المخالفة وإيقاع العقوبات الصارمة يمثلان رادعًا مهمًا لغير الملتزمين، إضافة إلى الإجراءات القانونية التى تطبق بحق السائقين المتعاطين للمواد المخدرة، حيث تُشكل هذه الحالات خطرًا كبيرًا على الجميع".
وفى السياق ذاته، أكد خبراء أمنيون أن وزارة الداخلية تولى أهمية قصوى لتحديث وتطوير منظومة المرور فى مصر، عبر إدخال تقنيات متقدمة تشمل تركيب كاميرات مراقبة ذكية فى المناطق الحيوية، وأجهزة رصد السرعات الإلكترونية، ونظام إلكترونى موحد لتسجيل المخالفات وربطها بقواعد بيانات متكاملة، مما يسهل عملية ضبط المخالفات وتوثيقها بشكل فورى.
ويُضاف إلى ذلك حملات التوعية التى تنظمها الوزارة بين الفينة والأخرى لتوجيه السائقين والتأكيد على أهمية الالتزام بقوانين السير للحفاظ على أرواحهم وأرواح الآخرين.
هذه الجهود تأتى فى وقت حساس، خاصة مع تزايد أعداد المركبات على الطرق ووقوع بعض الحوادث المرورية التى يسببها السائقون المخالفون أو المتعاطون للمخدرات. فالتصدى لمثل هذه الظواهر لا يقتصر على ضبط المخالفين فقط، بل يمتد إلى العمل على الحد من أسباب الخطر، من خلال تقديم برامج تدريب وتأهيل للسائقين، وتنفيذ حملات توعية مستمرة بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المدنى.
وفى النهاية، تتجلى رؤية وزارة الداخلية فى حماية أمن وسلامة المواطنين عبر منظومة متكاملة ترتكز على القانون، والحديث التقنى، والتوعية المجتمعية، ليكون الطريق مكانًا آمنًا للجميع.
الحملات المتواصلة التى تنفذها الوزارة تثبت يومًا بعد يوم أن الأمن المرورى هو أولوية قصوى، وأن مصر قادرة على مواجهة تحديات السلامة على الطرق من خلال خطط واضحة وجهود حثيثة تدعمها التكنولوجيا والوعى المجتمعى.

Trending Plus