كتاب جيل القلق يكشف كيف تحولت الطفولة إلى أزمة فى عصر الهواتف الذكية؟

فى زمن باتت فيه الطفولة تختصر فى شاشة مضيئة، يطلق عالم النفس الاجتماعى الأمريكى البارز جوناثان هايدت تحذيرا مدويا فى كتابه الجديد "The Anxious Generation"، مؤكدا أن جيلا كاملا من الأطفال والمراهقين يواجه أزمة نفسية غير مسبوقة، سببها الرئيسى الهواتف الذكية.
الكتاب الذى تصدّر قوائم الأكثر مبيعًا فى نيويورك تايمز، لا يكتفى بتشخيص الواقع، بل يفضح ما يسميه "إعادة التوصيل الكبرى للطفولة" تحول جذرى فى نمط حياة الأطفال بين عامى 2010 و2015، حيث استبدلت ساحات اللعب بصفحات الإنستجرام، والعلاقات الواقعية بالإعجابات الرقمية.

كتاب جيل القلق
طفولة تحت الحصار الرقمى
يركز هايدت على الارتفاع الحاد فى معدلات الاكتئاب، القلق، إيذاء النفس، والانتحار بين المراهقين، خاصة الفتيات، منذ بداية العقد الماضى، ويعزو ذلك إلى التحول من "الطفولة القائمة على اللعب" إلى "الطفولة القائمة على الهاتف"، حيث باتت الشاشات تهيمن على وقت الأطفال، وتحرمهم من التفاعل الاجتماعى الحقيقى.
ويقول المؤلف عبر كتابه: "لقد سمحنا للتكنولوجيا بإعادة تشكيل الطفولة دون أن نضع أى قواعد أو حدود"، محذرًا من أن هذا الجيل يدفع ثمنًا نفسيًا باهظًا".
ويعرض كتاب "جيل القلق"، أكثر من 12 آلية نفسية تؤثر سلبًا على الأطفال والمراهقين، من أبرزها..
- اضطرابات النوم بسبب الاستخدام الليلي للشاشات
- الإدمان على المحتوى السريع والمحفز
- المقارنة الاجتماعية المستمرة عبر وسائل التواصل
- العزلة الاجتماعية وفقدان المهارات التفاعلية
- القلق الناتج عن التقييم اللحظي من الآخرين
وأكد الكاتب أن الظاهرة لا تقتصر على الولايات المتحدة، بل تمتد إلى كندا، بريطانيا، أستراليا، وغيرها من الدول التي شهدت نفس الارتفاع في المؤشرات النفسية السلبية، ما يؤكد أن الأزمة ذات طابع عالمي.
في ختام الكتاب يدعو هايدت إلى تحرك جماعي لإنقاذ الطفولة، ويقترح..
- حظر الهواتف الذكية للأطفال دون سن 16
- منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 13
- إعادة إحياء ثقافة اللعب الحر وغير الموجه
- فرض رقابة وتشريعات صارمة على شركات التكنولوجيا
منذ صدوره أثار "The Anxious Generation" نقاشًا واسعًا بين التربويين، الأطباء، والآباء، فبينما يرى البعض أن هايدت يبالغ في تصوير التكنولوجيا كعدو، يعتبره آخرون مرجعًا ضروريًا لفهم ما يحدث خلف الشاشات، وجرس إنذار لا يمكن تجاهله.

Trending Plus