محمد عبده فى ذكرى رحيله.. إمام المجددين فى الفقه الإسلامى

تحل، اليوم، ذكرى رحيل الإمام محمد عبده، وهو فقيه ومجدد إسلامى مصرى، يعد أحد رموز التجديد فى الفقه الإسلامى، ومن دعاة النهضة والإصلاح فى العالم العربى والإسلامى، التقى بأستاذه جمال الدين الأفغانى ووضعا معا أسس الإصلاح الدينى فى العالم الإسلامى كله، وكل ما كان يشغلهما من خلال دعوتهما للإصلاح هو يقظة العالم الإسلامى على مواجهة الغرب الذى يرغب فى الاستيلاء على مصادر الثروات الطبيعية والبشرية فى ديار الإسلام الممزقة التى يحكمها الجهل.
نشأ محمد عبده فى قرية (محلة نصر) إحدى قرى مديرية البحيرة بالريف المصرى، وكان أبوه صاحب مكانة ملحوظة فى القرية، وبعد إتمامه للقرآن الكريم أرسله والده إلى طنطا لاستكمال تعليمه، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب التدريس القديم، ولكن أبيه أصر على تعليمه مما أدى به إلى هروبه إلى خاله الذى أثر كثيرا فى حياته، فزرع الزهد والتقوى فى قلب محمد عبده وحبب إليه دراسة الدين.
لقب الإمام محمد عبده بـ"زعيم الإصلاح الفكرى والدينى"، وفسر الإمام القرآن بمنهج عقلى حديث لم يسبق فى الشرق، واتخذ أسلوبا يتسم بالبساطة، وميسراً للأمور حتى أن المسيحيين فى بيروت كانوا يحضرون دروسه داخل المسجد.
وكان "عبده" ينتمى لتيار حركة الإصلاح والمحافظين، والذين يرون أن الإصلاح يكون من خلال نشر التعليم بين أفراد الشعب، والتدرج فى الحكم النيابى، وكان الزعيم الراحل سعد زغلول أيضًا من مؤيدى هذا التيار، وهو عكس التيار الذى يدعو للحرية الشخصية والسياسية مثل المنهج الذى تتبعه الدول الأوروبية.
واتخذ الإمام مذهبا فى الإصلاح على ثلاثة محاور هى "الإصلاح الدينى، إصلاح اللغة العربية، الإصلاح السياسى"، وكان إماما واعيا مطلعا حر الفكر، واسع الأفق، كان له أصدقاء عديدون، شرقيون وغربيون، وكان بينه وبين بعضهم مراسلات مثل جوستاف لوبون، هربرت سبنسر، تولستوى، هانوتو ، بلنت.. وغيرهم.
وللإمام محمد عبده عدد من المؤلفات فى الإصلاح الدينى تتمثل فى رسالة التوحيد، الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغانى، بالإضافة إلى عدد من أعماله وهى تحديث الأزهر الشريف، وإصلاح المحاكم الشرعية، وتفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر، ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنيّة.

Trending Plus