يسري جبر: التصوف الحقيقي روح الدين.. وما يحدث في بعض الموالد لا يمثل التصوف

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، في ردّه على سؤال ورد إليه حول من يقولون إن التصوف ليس من الدين: إن الأمر يتوقف على ما يُقصد بكلمة "التصوف"، فإن كان المقصود هو الممارسات الخاطئة التي تقع في بعض الموالد من مخالفات للشرع، كالاختلاط المرفوض، ورفع الأصوات، والتدافع المؤذي، والتدخين، والسهر على اللهو والغفلة عن الصلاة، فإن هذا ليس من الدين في شيء، ومن يقول إن هذا التصوف باطل، فهو معه الحق، لأنه تصوف مشوّه لا علاقة له بالإسلام.
وأكد الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن التصوف الحقيقي هو مراقبة النفس في السر والعلن، على طاعة الله، ووفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن، وإذا كان التصوف بهذا المعنى، فهو أصل الدين بل هو روح الدين، مشيرًا إلى أن التصوف الحق يُثمر أخلاقًا عظيمة، من بينها:
أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وأن تشفق على الناس وتلتمس لهم الأعذار وتسعى في خدمتهم وتحرص على الرزق الحلال وتُكثر من ذكر الله وتحب الصالحين وتتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وتتشبّه بأخلاقه.
وأوضح أن التصوف بهذا المفهوم هو مقام الإحسان الذي ورد في حديث سيدنا جبريل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهذا هو لبّ التصوف ومعناه الجوهري: مراقبة لله في كل لحظة، ومجاهدة للنفس على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وشدّد الدكتور يسري جبر على أن ما يحدث في بعض الموالد من رقص وطبول وزمر واختلاط وصياح ورفع أصوات، وما يصدر عن بعض الجهّال من سلوكيات مرفوضة، كل ذلك لا يمت للتصوف بصلة، بل هو تشويه لطريق عظيم يقوم على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، في كل الأنفاس واللحظات.

Trending Plus