أشهر مهرب.. حكاية قيام بابلوا نيرودا بتهريب ماركيز من المكسيك

تمر اليوم، الذكرى الـ121 على ميلاد الشاعر التشيلي الكبير بابلوا نيرودا، إذ ولد في يوم 12 يوليو 1904، وهو أحد أفضل شعراء القرن العشرين فى جميع لغات العالم، وأحد أهم كتاب تاريخ الأدب التشيلي، ولُقب بشاعر أمريكا اللاتينية في القرن العشرين.

وارتبط نيرودا الأديب الكولومبي الشهير ماركيز بعلاقة صداقة قوية، وكان لكل منهما رأي في إبداع الآخر، فنيرودا يري في ماركيز روائي لن يتكرر أبدا، والأخير رأي في شاعر تشيلي الأبرز، أنه الأفضل بين كل شعراء القرن العشرين. 

ووفقا للكاتبة اللبنانية أصالى لمع، فأن ماركيز الذى رأي في نيرودا شاعره الأفضل على الإطلاق خلال القرن العشرين، كان قد أكد له أنهما يستطعان أن يصلا إلى عقد اتفاقية سِلميّة، بمعنى أن يصبح الشعراء أكثر 'سرديّة'، وأن نصبح - نحنُ الكُتّاب - أكثر 'شاعريّة'، في إشارة ربما إلى انفتاح السرديات الأدبية على بعضها، فنجد شعراء يكتبون صورا روائية في صيغة شاعرية، وروائيين لديهم لغة شاعرية بليغة قادرة على التجسيد وحمل الكثير من القيم الجمالية معا.

وكتب الناقد نضال القاسم، فى إحدى مقالاته المنشورة بعنوان "شجاعة شاعر" وصف فيها الشاعر التشيلى الشهير والذي نأي بنفسه عن الارتباطات الجمالية المحددة، قد التزم الفكر الماركسي، أو الشيوعي، كمناضل وكحزبي حتى آخر أيامه بـ"أشهر مهرب فى القرن العشرين"، إذ قام بإخراج الروائى الشهير جابرييل جارسيا ماركيز من المكسيك، والقصة جرت عندما قام السفير التشيلى "ريكاردو نفتالى" فى باريس والمعروف بـ نيرودا، بمخاطرة جريئة بكل معنى الكلمة حيث قام بإعطاء جواز سفره الدبلوماسى لماركيز، ليخرج من المكسيك أمام أعين الشرطة بكل حفاوة.

والقصة وراء تهريب نيرودا لماركيز، كانت فى الخمسينيات من القرن الماضى، حين عين سفيراً لبلاده فى المكسيك وكانت السلطات المكسيكية قد أعلنت حالة الطوارئ وراحت تلاحق الروائى الكولومبى جابريل ماركيز بناء على طلب سلطات بلده (كولومبيا) كجزء من حملة إرهاب ضد كتاب اليسار فى القارة الأمريكية الجنوبية، وحين ضاقت بجابريل الأرض لجأ إلى السفارة التشيلية وكان اقتراح نيرودا أن يسافر جابريل ماركيز بجواز سفر السفير إلى باريس!

وبالفعل تمت فصول هذه القصة بسهولة بالغة وكان ماركيز فى المطار يعامل من قبل السلطات ويحتفى به حسب التقاليد الدبلوماسية، وما من أحد يشك أن هذا السفير هو ذلك الروائى الهارب الذى تبحث عنه الشرطة المكسيكية فى كل مكان.