الجوع والحرب ضد أطفال السودان.. اليونيسف تحذر من الوضع المقلق لسوء التغذية الحاد: وصل لنسبة مذهلة 683% في ولاية الجزيرة و 174% في ولاية الخرطوم.. ومسؤول أممي يؤكد: الأرقام مرتفعة بشكل خطير

يواجه أطفال السودان حربا ضارية وسوء تغذية حاد مما يهدد حياة مئات الالاف منهم كل لحظة وسط حصار يحرمهم من وصول المساعدات لعدم تأمين الوصول إلى المحتاجين للغذاء والأدوية المنقذة للحياة حيث اشتد الصراع في شمال دارفور - وخاصة حول الفاشر ومخيم زمزم، وحوصرت أحياء بأكملها وقُصفت المستشفيات وأُغلقت الطرق، فيما تواجه قوافل المساعدات أعمال نهب وهجمات، وأصبح الوصول الإنساني الآن شبه معدوم.
ووفق الأمم المتحدة أن سوء التغذية الحاد الوخيم، المعروف أيضا بالهزال الشديد، هو أشد أشكال سوء التغذية فتكا، حيث إن الأطفال المصابين به معرضون بشدة لمضاعفات تهدد حياتهم، ويعانون من معدل وفيات مرتفع إذا لم يتلقوا رعاية كافية أو مناسبة.
من جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف وفق بيانات حديثه من ارتفاع كبير في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولايات دارفور الخمس بنسبة 46% خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.
ووفقا لأحدث المسوحات تم إدخال أكثر من 40 ألف طفل لتلقي العلاج في شمال دارفور وحدها، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي
وحذرت اليونيسف بأن الوضع مقلق بالقدر نفسه في أجزاء أخرى من البلاد. فقد ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة تزيد عن 70% في شمال كردفان، وبنسبة 174% في ولاية الخرطوم، وبنسبة مذهلة بلغت 683% في ولاية الجزيرة.
وقالت يونيسف مع دخول السودان الآن ذروة موسم الجفاف، يتزايد خطر وفيات الأطفال الجماعية بسرعة في المناطق التي تقترب بالفعل من عتبات المجاعة مؤكدة إن تفشي الكوليرا وحالات الحصبة وانهيار الخدمات الصحية كلها عوامل تزيد من تفاقم الأزمة، مما يعرض الأطفال الضعفاء لخطر أكبر.
وذكرت منظمة اليونيسف أنها تمكنت من إيصال دفعة من الإمدادات إلى الفاشر في وقت مبكر من هذا العام، لكن انعدام الأمن حال دون إرسال المزيد. وحذرت المنظمة من أن إمدادات الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام في الفاشر قد استنفدت الآن، وأن المرافق الصحية في زمزم ومحيطها قد أغلقت أبوابها. وقالت إن نقص المياه وسوء الصرف الصحي يفاقمان خطر انتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض الفتاكة.
ولفتت المنظمة الأممية أنه نتيجة لهذا الوضع، فرّ ما يقرب من 400 ألف شخص من مخيم زمزم، وسار الكثيرون مسافة 70 كيلومترا على الأقدام للوصول إلى منطقة طويلة.
وقالت اليونيسف إنها تبذل قصارى جهدها مع الشركاء لإنقاذ الأرواح من علاج الجرحى والمصابين بسوء التغذية، إلى حفر الآبار وتوزيع الغذاء إلا أن العنف لا يزال يُولّد احتياجات جديدة تفوق قدرة المنظمة على الوفاء بها.
ومن جانبه حذر شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان من أن الأطفال في دارفور "يعانون من الجوع بسبب النزاع، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذهم".
وأضاف المسؤول الأممي قائلا: حتى قبل أن يبلغ موسم الجفاف ذروته، فإن هذه الأرقام مرتفعة بشكل خطير، ومن المرجح أن تتفاقم دون اتخاذ إجراءات إنسانية سريعة. إنها لحظة الحقيقة؛ فحياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيختار التحرك أو تجاهل الأمر".
ومن جانبه حذرت منظمة الأمم المتحدة أنه في 9 من أصل 13 منطقة في دارفور، تجاوز معدل سوء التغذية الحاد مستويات الطوارئ التي حددتها المنظمة الامميه المعنية بالصحة

Trending Plus