حكاية دير مار مينا بـ مريوط.. اكتشافه ورفعه من التراث المهدد بالخطر

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن منطقة أبو مينا تقع بصحراء مريوط 56 كيلو متر غرب الإسكندرية ويقع الموقع الأثرى خلف الدير الحديث على مساحة 1000 فدان، اكتشف الموقع عام 1905 على يد العالم الألماني كاوفمان بعدها حفائر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية من 1925 إلى 1929 وحفائر المتحف القبطي بالقاهرة 1951 – 1952، ومنذ عام 1961 تسلمه المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في حفائر مستمرة برئاسة الدكتور بيتر جروثمان.
وأسفرت التنقيبات عن كشف مدينة كاملة كان يطلق عليها "المدينة الرخامية" لكثرة الرخام بها بالإضافة إلى مجموعة من الكنائس منها أكبر بازيليكا فى مصر ومنازل وحمامات ومركز حج وقرية سكنية ودور ضيافة وبيمارستان وتعنى "مستشفى"، وبقايا أوانى فخارية تعرف بقنانى القديس مينا.
جانب من المنطقة
وأضاف الدكتور ريحان أن الموقع سجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956 وسجل تراث عالمى باليونسكو عام 1979 للمعيار الرابع باعتباره مجمع معمارى يرجع إلى العصر المسيحى المبكر بنمط مميز لهذه الفترة الكنائس والبيوت والشوارع والدير وأدرج على قائمة التراث العالمى المعرض للخطر عام 2001 نتيجة المياه الجوفية والأملاح التى هددت آثار المنطقة لرفع أي موقع من قائمة التراث المهدد بالخطر يتطلب من الدولة اتخاذ إجراءات فعلية لتقليل التهديدات وتقديم تقرير شامل للجنة التراث العالمي يتضمن خطة الحماية والإدارة وتحسين حالة الموقع.
ونوه الدكتور ريحان إلى قيام وزارة السياحة والآثار بوضع خطة إنقاذ المنطقة الأثرية وإعداد مشروع لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالتنسيق مع وزارتى الرى والزراعة وإدارة دير مارمينا والمحليات وتمت إزالة كافة التعديات على المنطقة وتشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمي عام 2018 برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الوطنية والاستراتيجية وذلك بقرار من رئيس الجمهورية.
بدأ تنفيذ المشروع عام 2019 بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار بتكلفة 60 مليون جنيه تضمن تنفيذ 12 بئرًا حول منطقة قبر القديس مينا بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 مترًا وتنفيذ 57 بئرًا حول الموقع الأثري ككل ومد خطوط طرد المياه للمنطقة بطول حوالي 6150 مترًا طوليًا وربط شبكة الآبار المستحدثة وكافة الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، قامت وزارة الرى والموارد المائية بأعمال تطهير المصارف المتواجدة داخل المنطقة الأثرية والمصارف العمومية حول المنطقة، وقامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بأعمال تحويل نظام الري للأراضي الزراعية حول المنطقة الأثرية إلى الري بالتنقيط بدلًا من نظام الري بالغمر وقامت منطقة آثار الإسكندرية بتجارب على نجاح المشروع حتى تأكد عدم وجود أي تجمعات مياه بالمنطقة الأثرية بالكامل بما فيها قبر القديس مينا وقد اختفى أثر المياه الجوفية من الموقع بالكامل.
مار مينا
وتابع الدكتور ريحان أنه بعد آخر زيارة للموقع الشهر الماضى شملت السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية والدكتورة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة تم تقديم تقرير شامل للجنة التراث العالمي يتضمن خطة الحماية والإدارة وتحسين حالة الموقع واعتمدت لجنة التراث العالمي باليونسكو رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر فى اجتماع الدورة الـ 47 فى باريس بعد استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025 والذي أشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع أبو مينا الأثري من أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية والذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة.
منطقة مار مينا الأثرية
وتم وضع خطة لترميم الدير والترويج له عالميًا طبقًا لما أعلنه السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار تشمل ترميم العناصر المعمارية الأثرية وتطوير بعض الخدمات السياحية بالموقع لضمان استدامة مكوناته الأثرية للأجيال القادمة بما يتفق مع المعايير الدولية في مجال الحفظ والترميم وتوظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق حالة من التفاعل المستمر والفعّال مع الجمهور المحلي والدولي وإعداد برامج تدريبية متخصصة للمرشدين السياحيين لتعريفهم بالعناصر المعمارية والتاريخية الفريدة للدير واختيار عناصر مدرّبة من داخل الدير للمشاركة في شرح الموقع للسائحين الذين لا يصحبهم مرشدون سياحيون وعمل الدراسات اللازمة لإعداد مخطط تسويقي متكامل للترويج للموقع يشمل استخدام الوسائط الرقمية والمنصات التفاعلية بالإضافة إلى تخصيص مساحات ضمن الأجنحة السياحية المصرية المشاركة في المعارض والمحافل الدولية للتعريف بدير أبو مينا على غرار ما تم سابقًا مع المتحف المصري الكبير ومواقع أخرى بارزة.

Trending Plus