كيف تحولت غزة إلى نقطة ارتكاز في لعبة الهيمنة العالمية؟

رغم أعمال الإبادة الجماعية المستمرة من قبل الاحتلال فى قطاع غزة، والتصريحات المتفائلة من قبل إدارة الرئيس ترامب بشأن عقد هدنة ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، لا زالت الرؤية الأمريكية لما يسمى "ريفييرا الشرق الأوسط" قائمة، رغم أنها غير منطقية وغير قابلة للتطبيق، ما يعنى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لا زال لا يدركان واقع غزة الحقيقي، ربما نتيجة التضليل الإسرائيلي، أو بسبب طريقة تفكير ترامب التي لا تزال تجارية.
لذا، ندق ناقوس الخطر، لأن - ببساطة - ما يحدث في غزة وما يُحاك ضد القطاع والضفة، يضع التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة أمام احتمالات وجود تصوّرات أو مخطّطات "غير مُعلنة" لإعادة تشكيل الإقليم سياسياً وأمنياً واقتصادياً، أبرزها أن يُعاد طرح دور جديد لقطاع غزّة في المُستقبل، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، في حال تغيّرت المعادلات الميدانية والسياسية القائمة.
وعلينا، أن لا نتغافل ونحن نتحدث عن ما يحدث في غزة، ومستقبل القطاع، أنه في ظل الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، تحولت غزة إلى نقطة ارتكاز في لعبة الهيمنة العالمية على الطاقة والنفوذ الاستراتيجي، لكن مع التعقيدات السياسية والميدانية، يبقى تنفيذ هذا المشروع مرهونًا بتغيرات إقليمية ودولية قد تجعل تحقيقه أكثر صعوبة مما تتوقع واشنطن، ونموذجا الدور المثير للجدل لمعهد توني بلير بشأن إعداد خطط إعادة إعمار ما بعد الحرب في قطاع غزة، من بينها تصورات لتحويل القطاع إلى منطقة سياحية وتجارية فاخرة تحت اسم «ريفييرا غزة»، على غرار ما ورد في فيديو ترويجي سابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وختاما، كل ما سبق يؤكد أن ما يحدث تنفيذ فعلى لمخططات تهجير الفلسطينيين من غزة، ضمن ما يُعرف بريفيرا الشرق الأوسط، من ناحية، ومن جهة أخرى تحقيقا لرغبة البيت الأبيض فى فرض معادلات جديدة تحافظ على الهيمنة.

Trending Plus