كيف يزيد الوزن الزائد من خطر الإصابة بسرطان الثدى؟

يربط معظم الناس ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بأمراض نمط الحياة، مثل أمراض القلب والسكر، لكن الأدلة العلمية المتزايدة تُظهر الآن أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وخاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وفقا لدراسة كبيرة مدعومة من منظمة الصحة العالمية ونشرت في مجلة CANCER، فإن زيادة الوزن أو السمنة تزيد بشكل كبير من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي - خاصة إذا كانت تعاني بالفعل من أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث قام الباحثون بتحليل السجلات الصحية لأكثر من 168 ألف امرأة من قاعدتي بيانات كبيرتين: الدراسة الاستقصائية الأوروبية المستقبلية للسرطان والتغذية (EPIC) والبنك الحيوي البريطاني، وكانت جميع النساء خاليات من السرطان وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني عند بدء الدراسة.
وبعد متابعة متوسطة لمدة 11 عامًا، أصيبت 6793 امرأة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، وظهر نمط واضح: كل زيادة بمقدار 5 نقاط في مؤشر كتلة الجسم ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 31% لدى النساء اللاتي أصبن لاحقًا بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبزيادة خطر الإصابة بنسبة 13% لدى غير المصابات بأمراض القلب، وتظهر هذه النتائج أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يزيد بشكل كبير من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، ويزداد الخطر سوءًا عندما تكون مشكلات القلب موجودة أيضًا.
الوزن الزائد المصحوب بأمراض القلب يزيد من خطر الإصابة بالسرطان
وجدت الدراسة أن النساء ذوات الوزن الزائد (مؤشر كتلة الجسم > 25) والمصابات بأمراض القلب يواجهن مخاطر أعلى بكثير من النساء غير المصابات بهذه الأمراض، وتحديدًا، سُجِّلت 153 حالة إصابة إضافية بسرطان الثدي لكل 100,000 امرأة سنويًا بين النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهذا يعني أن الوزن الزائد وأمراض القلب تعملان معًا كمضاعف لخطر الإصابة بالسرطان، مما يضع النساء في فئة أكثر عرضة للخطر.
لماذا يزيد الوزن الزائد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
تؤثر السمنة على جميع أجهزة الجسم الحيوية تقريبًا، ووفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، فإن زيادة الدهون في الجسم تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وخاصةً بعد انقطاع الطمث، وارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، حيث تنتج الأنسجة الدهنية هرمون الاستروجين، والذي يمكن أن يغذي سرطانات الثدي الحساسة للهرمون.
ارتفاع مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) يمكن لهذه الهرمونات أن تُسرع نمو الخلايا غير الطبيعية.
الالتهاب المزمن
تؤدي زيادة الوزن إلى التهاب منخفض الدرجة وطويل الأمد في الجسم، وهو عامل خطر معروف للإصابة بالسرطان.
انخفاض موت الخلايا، قد يساعد اختلال التوازن الهرموني المرتبط بالدهون الخلايا غير الطبيعية على العيش لفترة أطول مما ينبغي، وتنشط هذه العمليات بشكل خاص لدى النساء بعد انقطاع الطمث، مما يجعل ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عامل خطر خطير للإصابة بسرطان الثدي في هذه المجموعة.
الوزن الزائد مرتبط بأنواع متعددة من السرطان وليس سرطان الثدي
وتدعم هذه الدراسة ما وجده كثيرون غيرهم، فالوزن الزائد لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي فحسب، بل إنه مرتبط بما لا يقل عن 12 نوعًا آخر من السرطان، بما في ذلك سرطان الرحم، وسرطان الكبد، وسرطان الكلى، وسرطان البنكرياس، وسرطان القولون والمستقيم، وقد وجدت دراسة منفصلة نُشرت في مجلة Nature Communications، أن النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بأورام الثدى أكبر حجمًا وأكثر تقدمًا، وخاصةً في حالات السرطانات إيجابية مستقبلات الهرمونات، وهذا لا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان فحسب، بل يؤخر أيضًا اكتشافه ويفاقم نتائجه
يجب على النساء بعد انقطاع الطمث مراقبة مؤشر كتلة الجسم لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، والحفاظ على وزن صحي للجسم من خلال القيام بالنشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن، والخضوع لفحوصات صحة القلب بحثًا عن مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، والتحدث إلى الطبيب حول إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بشكل متكرر إذا كان لديهم عوامل خطر إضافية، حيث تشير هذه الدراسة إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وخاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث المصابات بأمراض القلب، فلا يقتصر تأثير الوزن الزائد على زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي فحسب، بل قد يُصعّب أيضًا اكتشاف الأورام وعلاجها.
مع ارتفاع معدلات السمنة عالميًا، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى رفع مستوى الوعي، وتشجيع أنماط الحياة الصحية، وضمان حصول النساء على فحوصات سرطان الثدي القائمة على المخاطر، والقيام بخطوات بسيطة، مثل التحكم في الوزن، والفحص المبكر، وتغيير نمط الحياة، كما يمكن أن تُسهم بشكل كبير في حماية النساء من أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.

Trending Plus