نائب محافظ سوهاج في حوار لـ"اليوم السابع": لأول مرة الاستعانة بالذكاء الاصطناعى للتسهيل على المواطنين.. وعدد الزائرين للمقاصد السياحية تضاعف 5 مرات.. و"حياة كريمة" رسمت البسمة على وجوه المصريين

نائب محافظ سوهاج يتحدث لليوم السابع

حوار : محمود عبد الراضي ـ عمرو خلف

السبت، 12 يوليو 2025 09:00 م

فى مكتب يعج بالحركة، ووجوه تأتى من كل قرية ومركز بسوهاج، جلسنا إلى الدكتور محمد عبد الهادى، نائب محافظ سوهاج، الذى لا يفصل بين المهام الرسمية والواجب الإنسانى، ولا يعرف للساعة توقيتًا محددًا حين يتعلق الأمر بخدمة الناس.

هو أحد أبناء المحافظة، ابن مركز دار السلام، بدأ مشواره من قلب المستشفيات، وتدرج فى المناصب التنفيذية حتى أصبح نائبًا للمحافظ، يحمل فى جعبته رؤية واضحة، وإرادة حقيقية للنهوض بسوهاج، كما يحمل على كتفه هموم أهلها.

يبدأ الدكتور عبد الهادى حديثه بجملة بسيطة لكنها معبرة: "أنا ابن سوهاج وأحمل فى قلبى حب هذه الأرض ومسؤولية خدمتها"، لم تكن هذه مجرد عبارة افتتاحية، بل مفتاح لفهم مسيرته التى بدأت بالحصول على بكالوريوس الصيدلة، ثم ماجستير فى إدارة المستشفيات، ثم ماجستير فى إدارة الأعمال، عمل مديرًا لمستشفى دار السلام المركزى، ثم مديرًا للإدارة الصحية، ثم تنقل بين ملفات إدارية وتنفيذية متنوعة، من بينها إدارة قطاع مكتب المحافظ، والإشراف على نظم المعلومات، ورئاسة لجنة المشروعات المتعثرة، وإدارة وحدة "حياة كريمة"، ووحدة التنفيذ التابعة للبنك الدولى والمشاركة فى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، فضلًا عن عمله فى ملفات الثقافة والتعاون الدولى. وقد توّج مسيرته بعدة جوائز كان أبرزها جائزة التميز الحكومى كأفضل قائد فريق عمل على مستوى الجمهورية عام 2024.

فى بداية حواره لليوم السابع، قدم نائب محافظ سوهاج الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على الانجازات غير المسبوقة، مشيدا بتمكينه للشباب ودعمه لهم باستمرار.

عند الحديث عن الاستثمار، لم يتردد الدكتور عبد الهادى فى التأكيد على أن هذا الملف يحتل المرتبة الأولى فى أجندة المحافظة، لأنه مفتاح حقيقى للتنمية الشاملة.

قال: "لن تنهض المحافظة تنمويًا إلا بحل مشكلات المستثمرين وتشجيع رؤوس الأموال الجادة"، وذكر أن سوهاج نجحت مؤخرًا فى حل مشاكل تعثر بعض المصانع، كما تم توقيع عقود استغلال أراضٍ تجمع القطاع الخاص مع مستثمرين من الصين، وطرح فرص استثمارية كبيرة هناك أيضًا توجه حقيقى نحو تنشيط السياحة الدينية والفندقية، ما يفتح آفاقًا واسعة لجذب المستثمرين من الداخل والخارج.

وعن الشباب، بدا الحماس واضحًا فى نبرة صوته، قائلاً إنهم يمثلون طاقة الحاضر وأمل المستقبل، وإنه من غير المنطقى الحديث عن تنمية مستدامة دون تمكين حقيقى للشباب. أشار إلى إطلاق مبادرة "بأيدينا نجمل شوارعنا"، التى ساهمت فى تجميل خمس مربعات سكنية، إلى جانب منصة إلكترونية تفاعلية تضم 15 ألف شاب وفتاة، وتسهيل فرص التوظيف والتدريب من خلال ملتقى توظيف وفر 4000 فرصة عمل حقيقية.

ملف السياحة، حسب وصفه، لم يعد مجرد كلام عن الآثار، بل خطة واضحة بدأت تؤتى ثمارها، تعمل المحافظة على تطوير منطقتى أبيدوس وأخميم، ورفع كفاءة الطرق المؤدية إليهما، إلى جانب الترويج للخريطة السياحية بالتعاون مع أكثر من 100 شركة سياحية. والنتيجة أن عدد الزائرين للمحافظة تضاعف خمس مرات خلال فترة قصيرة، ويتم حاليًا التنسيق لزيادة هذه الاعداد

وعن التحول الرقمى، أوضح الدكتور عبد الهادى أن خدمة المواطن أصبحت محورًا رئيسيًا، وقد تم تفعيل العديد من خدمات المراكز التكنولوجية، مع تطوير منظومة التراخيص وتقنين الأراضى.

وفى سابقة من نوعها، تم إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعى لأول مرة داخل مكتب نائب المحافظ، لتسريع إجراءات التعامل مع المواطنين والمستثمرين، وهناك خطة لتوسيع التجربة على مستوى الديوان العام.

وتم الانتهاء من تخصيص الأراضى اللازمة لمشروعات المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة"، التى تمثل تحولًا كبيرًا فى حياة آلاف الأسر الريفية. وأُعلن مؤخرًا عن استكمال التمويل المتبقى ضمن مشروع التنمية المحلية بصعيد مصر، ما يؤكد ثقة الدولة والشركاء الدوليين فى نجاح نموذج التنمية داخل المحافظة.

ورغم كل الملفات الرسمية، لم يغفل نائب المحافظ جانبًا إنسانيًا حساسًا، وهو ملف الخصومات الثأرية، قال بفخر: "نجحت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع لجان المصالحات فى إنهاء سبع خصومات ثأرية بين عائلات فى مراكز مختلفة،، وكان آخرها صلح فى قرية عرابة ابوالدهب مركز سوهاج".

وأضاف: "أدعو الله أن أعلن قريبًا أن سوهاج خالية من الثأر، وأن نغلق هذا الملف المؤلم إلى الأبد". وحين سألناه عن حياته خلف الكواليس، أجاب بابتسامة صادقة: "أعمل فى اليوم أكثر من 12 ساعة، وأحيانًا أواصل الليل بالنهار، زوجتى تتحمل عبء الأسرة بالكامل، وهى أستاذة بكلية الطب جامعة سوهاج، ولدى طفلتان: تاليا (٩ سنوات) وهانيا (٥ سنوات)، أوجه لها كل الشكر، فهى الجندى المجهول فى هذه الرحلة".

وفى ختام الحوار، قال نائب المحافظ: "طموحى بسيط.. أن أكون على قدر المسؤولية، وأن أترك بصمة حقيقية فى كل قرية ونجع، سوهاج أرض طيبة، تستحق أن تكون فى صدارة المشهد التنموى بمصر، أعطتنى هذه الأرض الكثير، وحان الوقت لأرد لها الجميل".