أجواء من البهجة ترسمها قصور ثقافة الأقصر عبر مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها".. لقاءات تثقيفية حول كيفية الحفاظ على التراث الثقافى فى الصعيد.. وورش فنية وحكى لدعم الأطفال وتعريفهم بقيمة الموروثات الثقافية.. صور

جانب من الأنشطة الثقافية فى قصر ثقافة حاجر العديسات

الأقصر – أحمد مرعى

الأحد، 13 يوليو 2025 02:00 ص

أجواء من البهجة والفرحة رسمتها قصور ثقافة الأقصر على وجوه الأطفال والدعم الثقافى للكبار فى الإجازة الصيفية عبر سلسلة من الفعاليات والورش المتنوعة، حيث نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من الفعاليات الثقافية والفنية، بمدينة الطود، بمحافظة الأقصر، ضمن برنامج "سهرة فى دوار العمدة"، وفى إطار مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" التى أطلقتها وزارة الثقافة، بهدف إبراز ملامح الهوية الثقافية المصرية.

وفى هذا الصدد انطلقت بمحافظة الأقصر أولى فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" التى أطلقتها وزارة الثقافة، وذلك فى إطار محور شهر يوليو من المبادرة تحت شعار "تراثك ميراثك"، بهدف إبراز ملامح الهوية الثقافية المصرية من خلال أنشطة فنية وتراثية متنوعة.

وشهد قصر ثقافة حاجر العديسات افتتاح الفعاليات بلقاء أدبى بعنوان "التراث ميراث فكرى وثقافى ينتقل عبر العصور"، تحدث خلاله وليد الضوى، مدرس اللغة العربية بمدرسة حاجر العديسات وعضو نادى أدب الطود، عن مفهوم التراث وأبعاده الفكرية والثقافية، مؤكدا أنه يشمل العادات والتقاليد والفنون والعلوم التى تنتقل من جيل إلى آخر، وأوضح "الضوي" أن للتراث دورا كبيرا فى تعزيز الهوية الثقافية لدى الأفراد والمجتمعات، كما يعد وسيلة للحفاظ على التاريخ والذاكرة الجمعية، بالإضافة إلى إمكانياته فى تنشيط السياحة ودعم الاقتصاد المحلى.

واستعرض المحاضر أيضا مكونات التراث، مشيرا إلى أن التراث المادى يشمل الآثار، والمبانى التاريخية، والتحف الفنية، بينما يتضمن التراث غير المادى العادات والتقاليد، والحكايات، والأساطير، والفنون الشعبية، وتطرق اللقاء إلى تحديات الحفاظ على التراث، ومن أبرزها: التدهور أو التدمير بفعل العوامل الطبيعية أو البشرية، فقدان الذاكرة بسبب غياب التوثيق، إلى جانب التأثيرات الخارجية الناتجة عن التحديث السريع والتكنولوجيا، وأكد الضوى فى ختام حديثه على أهمية التوثيق العلمى للتراث، وضرورة حمايته، بالإضافة إلى نشر ثقافة الوعى بأهميته من خلال التعليم والتربية، لضمان استمراريته كجزء من هوية الوطن وذاكرته الثقافية.

وجاء اللقاء ضمن أنشطة إقليم جنوب الصعيد الثقافى بإدارة محمود عبد الوهاب، ونفذ من خلال فرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبى. وقد تضمنت الفعاليات عددا من الورش الفنية والتراثية، منها: ورشة فنون تشكيلية نفذتها الفنانة شرين محمد خير، أخصائى الفنون التشكيلية بالقصر، ورشة حكى تراثى تناولت أشهر الأمثال الشعبية المتداولة ومناسباتها، وورشة أشغال يدوية هدفت إلى تدريب الأطفال على إنتاج مشغولات تراثية باستخدام خامات البيئة المحلية.

كما تضمنت الفعاليات محاضرة بعنوان "كيفية الحفاظ على التراث الثقافي"، استهلها محمد الطيرى، كبير معلمى اللغة العربية بالتربية والتعليم، حديثه بتعريف التراث موضحا أنه كل ما تتوارثه الأجيال من عادات وتقاليد ومعارف ومهارات، بالإضافة إلى الممتلكات المادية من آثار ومبان تاريخية تشكل هوية المجتمع وتعبر عن تاريخه، كما تناول تفصيليا سبل الحفاظ على التراث، ومنها تعليم النشء الحرف اليدوية، حماية المواقع التراثية وتعزيز الوعى حول أهميتها، توظيف التكنولوجيا الحديثة، الاحتفاء بالمناسبات الوطنية، وتنظيم لقاءات للتعريف بالعادات والتقاليد.

وتواصلت الفعاليات المنفذة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، مع ورشة فنية للأطفال تدريب الفنانة شيرين محمد، وورشة حكى قدمت خلالها ثناء محمود أخصائى المكتبة العامة، أمثال شعبية تراثية، بجانب فقرة إلقاء قصائد شعرية للشاعر وليد الضوى.

وشهدت الفعاليات فقرة إنشاد دينى لفرقة قصر ثقافة حاجر العديسات، تلاها فقرة عروض فنية لعدد من الأطفال الموهوبين، واختتم اليوم بتكريم مصطفى عبد الله، عمدة مدينة الطود، بمنحه درع الهيئة وشهادة تقدير، وكذلك رئيس المجلس المحلى، وأبناء القرية المتميزين، وحضر الفعاليات الدكتور بدوى مبروك، مدير عام الإدارة العامة لثقافة القرية، عبد الحليم سعيد، مدير عام المراجعة والحوكمة، والعديد من مسئولى الثقافة والتنفيذيين، وأهالى القرية.

وجاءت الفعاليات ضمن أنشطة الإدارة العامة لثقافة القرية، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافى بإدارة محمود عبد الوهاب، وفرع ثقافة الأقصر، برئاسة حسين النوبى، ونفذت من خلال قصر ثقافة حاجر العديسات.