الدكتورة ماريان جرجس تكتب: فيها حاجة حلوة!

أثار حريق سنترال رمسيس الكثير من الأسئلة الشائكة كما أثار في نفوسنا مخاوف من نوع جديد ؛ تلك اللعنة المرتبطة بالتكنولوجيا، التي من المفترض أنها تذيب المسافات وتجعل المستحيل ممكنًا في أقل من الثانية ، ولكن إذا حدث أي عوار أو عطل ، أصُيبت الدولة بشلل وصمت رقمي رهيب و بالطبع ؛ لا يمكن أن نتخلف عن التحول الرقمي والاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا في المصالح الحكومية والميكنة ، لذا عندما حدث حريق سنترال رمسيس الهائل حدثت معه استفاقة من نوع جديد .
ولكن المشهد المصري دائمًا مختلف ! فبغض النظر إن كان هذا الحادث ناتج عن إهمال أو قضاء وقدر أو حتي مدٌبر من أيادٍ آثمة كما قال البعض ، وعلى الرغم من توقف كثير من الخدمات ولكن الدولة لم تصاب بشلل مطلق ! وأتوقع أنه في بلد أخر كان سيؤدي هذا الحادث إلى شلل حاد واحتقان كبير في المجتمع ، ولكن على العكس وكعادة المصريين على السوشيال ميديا ، تناولوا الحدث بكمية كبيرة من البوستات الكوميدية أو ال "كوميكس" ، كما ظهرت الشهامة المصرية في مساعدة الجميع لبعضهم البعض ، ومساعدة ممن ليس لديهم نقود كاش ، ولا أتصور أن تحدث مثل هذه المشاهد في أي دولة سوي مصر .
أمّا عن الجانب الفني ، فحدث ولا حرج عن أبطال فرق الإطفاء الذين باتوا يعملون ليلا نهارًا من أجل إنهاء الأزمة و تطوع المهندسين المتخصصين في الاتصالات وطلاب كلية هندسة ومنهم من مكث تحت الأرض ساعات عديدة ، مما أفصح عن حقيقة هامة وهي أهمية أن يكون لدينا كوادر شابة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو الأمر الذي كان يؤكد عليه السيد الرئيس ويحث الشباب على التخصص في هذا المجال من البرمجيات وتكنولوجيا الاتصالات وبالفعل أصاب القول، وهو يؤكد ويصر على ضرورة وجود شباب وكوادر مدربة في هذا المجال .
كما أتذكر عندما قال الرئيس منذ سنوات و تحدث عن " عقل مصر الاليكتروني " المدفون على عمق 14 متر ، وهو عقل جامع يضم كل قواعد البيانات للمؤسسات الحكومية الهامة والخوادم الاليكترونية لتأمين مصر رقميًا.
ولذا أرى في قيادة مصر؛ الرؤية المستنيرة والقدرة على احتواء الأزمات وأرى في شعبها الشهامة وخفة الروح والظل، أرى شعبًا صلبًا يستطيع العمل والعيش تحت ظروف صعبة يتحملها مع القيادة وهو ذات التناغم الموجود على تلك الأرض منذ عهود.
أرى أنُاسًا على هيئة أفكار نبيلة ، ذو أخلاق فرسان ، وحكمة الكهول ، أصحاب مشاعر شديدة الرقي ، فهذه الأمة قُدر لها أن تكون الأزمات والأوقات الصعبة هي سر نجاحها وسبب انتصارها وهذا الوطن قُدر له البقاء ، فكل التحية والتقدير لتلك القيادة ولذلك الشعب الأصيل

Trending Plus