الوسطاء يكثفون جهودهم لإنجاز صفقة حماس وإسرائيل.. رفض فلسطينى للخرائط العسكرية الخاصة بانسحاب الاحتلال من مناطق بغزة.. الخارجية الفلسطينية تحذر من مغبة إقدام الحكومة الإسرائيلية على تهجير الفلسطينيين بالقوة

يكثف الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة من جهودهم لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل مع تعثر الجولات الأخيرة في العملية التفاوضية، وذلك بسبب رفض إسرائيل لمطالب حماس بالانسحاب من قطاع وتمسكها بالسيطرة على 40% من مساحة القطاع، بالإضافة لمطالبة الحركة بضمانات تدفع الحكومة الإسرائيلية للقبول بالتفاوض من اليوم الأول للهدنة على وقف كامل لإطلاق النار.
ورفضت حركة حماس الخرائط العسكرية التي قدمتها إسرائيل والتي تحدد مناطق الانسحاب من غزة نتيجة تغول الاحتلال على عدة مناطق وابتلاع غالبية مدن شمال غزة خاصة بيت لاهيا وبيت حانون والسيطرة على بلدة خزاعة بالكامل، وقبلت الفصائل الفلسطينية بإعادة انتشار الاحتلال الإسرائيلي على طول حدود غزة بعمق 1 كم.
ورغم الصعوبات وتشدد الوفد الإسرائيلي إلا أن رئيس وزراء الاحتلال يسعى لإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس في ظل الضغوطات التي تمارسها عائلات الأسرى الإسرائيليين وتوجه الشارع الإسرائيلي الداعم لإنجاز صفقة جزئية لتبادل الأسرى.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، شريكيه في الائتلاف الحكومي، زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، وزعيم حزب عوتسما يهوديت ايتمار بن غفير، إلى اجتماع طارئ عقد في مكتبه في القدس.
جاء الاجتماع في محاولة من نتنياهو لاحتواء معارضة الوزيرين المتشددين للصفقة، التي تشمل أيضا وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة، ولمنع أزمة ائتلافية قد تهدد بقاء حكومته.
ورجحت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن يقدم وزير الأمن القومي بن غفير استقالته من الحكومة إذا جرى توقيع الاتفاق مع حماس، موضحة أن المفاوضات الجارية في قطر تسببت في أزمة داخل الائتلاف الحاكم، في ظل معارضة بن غفير وسموتريتش لأي اتفاق يعتبرانه "تنازلا" لحماس.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أفادت بأن بن غفير حاول تنسيق الموقف مع سموتريتش، داعيًا إياه إلى معارضة الصفقة، لكن مقربين من وزير المالية نفوا وجود أي اتصال مباشر بينهما.
في غزة، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 58,026 شهيدًا و138,520 إصابة؛ أما منذ استئناف الحرب في 18 مارس 2025، فقد بلغت الحصيلة 7,450 شهيدًا و26,479 إصابة حتى اليوم الأحد، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
وفي ما يتعلق بضحايا انتظار المساعدات أو البحث عنها، أفادت الصحة الفلسطينية في غزة بأن المستشفيات استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 28 شهيدًا وأكثر من 180 مصابًا ضمن هذه الفئة، لترتفع حصيلة "شهداء لقمة العيش" إلى 833 شهيدًا و5,432 إصابة منذ بدء العدوان.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة لليوم الـ646 على التوالي، وسط غارات جوية ومدفعية كثيفة طاولت مناطق متفرقة من القطاع، وأسفرت عن دمار واسع في الأحياء السكنية، في ظل تصاعد العمليات الميدانية وتفاقم الوضع الإنساني.
في رام الله، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية مجازر الاحتلال الجماعية، الذي يواصل ارتكابها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، والتي كان آخرها استهداف مواطنين عند نقطة تجمع للمياه في المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع، بما يؤدي باستمرار إلى ارتفاع أعداد الشهداء من المدنيين واستكمال تدمير ما تبقى من القطاع.
وحذرت الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها، الأحد، من مغبة اقدام الاحتلال على تهجير أبناء الشعب الفلسطيني بالقوة تحت شعار ما أسماه بالمدينة الإنسانية في رفح، التي لا تمت للإنسانية بصلة، وواجهت انتقادات عديدة من المجتمع الدولي وكذلك أوساط إسرائيلية، وسط امعان الاحتلال في تعميق النزوح المستمر واستخدام التجويع والتعطيش كسلاح في حربه على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن الوقف الفوري لعدوان الاحتلال هو المسار الصحيح والأكثر إنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين وإدخال المساعدات بشكل مستدام وبالكميات الكافية، والانتهاء من الترتيبات اللازمة للبدء بإغاثة أبناء شعبنا المكلومين وإعادة الإعمار.

Trending Plus