تجربة وهتعدى ولا اكتئاب محتاج علاج؟.. كيف تفرّق بين الحزن والاكتئاب

يمر كل إنسان بأوقات يشعر فيها بالحزن والرغبة في الانعزال، وهو أمر طبيعي ناتج عن مواقف حياتية مؤلمة مثل الفقد أو الفشل، لكن عندما تطول مدة الحزن، وتبدأ في التأثير على نمط الحياة اليومي، تظهر تساؤلات من نوع: هل ما أشعر به مجرد حزن عابر؟ أم أن الأمر تطور إلى اكتئاب يحتاج إلى تدخل علاجي؟

بحسب موقع Times Now، هناك فرق جوهري بين الحزن والاكتئاب، رغم تشابه بعض الأعراض.

الحزن.. طقس عاطفي مؤقت
 

الحزن شعور إنساني طبيعي، له سبب واضح، وتطور، ونهاية، يشبه حالة طقس عابرة تمطر فيها العيون، وتغيم فيها المشاعر، لكن الشمس تعود لتشرق من جديد. الحزن يأتي كرد فعل لخسارة أو خيبة أمل، ويخف تدريجيًا مع مرور الوقت والدعم النفسي.

الاكتئاب.. اختلال في المناخ النفسي

أما الاكتئاب، فهو حالة أعمق وأعقد. لا يقتصر على الحزن فقط، بل يمتد ليؤثر على الشهية، والنوم، والطاقة، والتركيز، وحتى تقدير الذات.
يدوم الاكتئاب لفترة لا تقل عن أسبوعين، وقد يظهر دون سبب واضح، ويستمر رغم كل المحاولات للتغلب عليه.

أعراض الاكتئاب قد تشمل فقدان المتعة في الأنشطة المعتادة، والتعب المستمر، وآلام جسدية مزمنة، وتغيرات في الوزن، وقد يتجلى في صورة "خدر عاطفي" أو فقدان الشعور كليًا.

الاكتئاب الصامت

هناك نوع من الاكتئاب يُطلق عليه "الاكتئاب عالي الأداء"، وهو أكثر خفاءً، حيث يبدو صاحبه ناجحًا ومستقرًا من الخارج، بينما يُعاني داخليًا من إرهاق نفسي عميق وفقدان للمعنى.

متى تطلب المساعدة؟

إذا شعرت أن الحزن أصبح حالتك الدائمة، وأنك تدور في دائرة مغلقة من المشاعر السلبية دون تحسّن، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث إلى مختص نفسي.
ابدأ بالاعتراف بمشاعرك، اكتبها في مفكرة، تحدث مع شخص تثق به، ولا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة. الذهاب إلى طبيب نفسي لا يعني الضعف، بل هو خطوة ناضجة نحو الشفاء.

الحزن له قصة وبداية ونهاية. أما الاكتئاب، فقد يبدأ دون دعوة ويستمر دون نهاية واضحة لا تتجاهل الإشارات، صحتك النفسية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية.