تحولات ترامب الجمركية تُربك الأسواق والدول.. سياسة مضطربة ونفوذ يتجاوز الاقتصاد

أربك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العالم مجددًا بسياسات جمركية متقلبة، وتهديدات جديدة بفرض تعريفات مرتفعة على حلفاء وشركاء تجاريين للولايات المتحدة؛ في خطوة تعكس استخدامه للرسوم كأداة ضغط سياسي واقتصادي خارجي.
وفي غضون أسبوع، ضاعف ترامب من حروبه التجارية، مهددًا بفرض ضرائب على السلع الكندية، ورفع الرسوم الجمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك بنسبة 30%، إلى جانب فرض تعريفات بنسبة 50% على البرازيل في خطوة بدت عقابية لدعمها محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو، أحد أبرز حلفاء ترامب، وفقا لوكالة "الأسوشيتد برس".
ونقلت الوكالة عن الخبيرة ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد جمعية آسيا، تحركات ترامب بأنها تعكس "تصاعدًا في عدم القدرة على التنبؤ والتناقض في نهجه"؛ فالشركاء التجاريون، كما تقول، "لا يعلمون أين يقفون معه من يوم لآخر".
وفي خطوة مفاجئة، أعلن ترامب رفع التعريفات الجمركية على واردات كندية، رغم محاولات أوتاوا التوصل لاتفاق تجاري، وتقديمها تنازلات كإلغاء ضريبة الخدمات الرقمية التي استهدفت شركات التكنولوجيا الأمريكية.
لكن أكثر ما أثار القلق هو لجوء ترامب لاستخدام الرسوم كأداة للضغط السياسي، كما رأى البروفيسور إسوار براساد من جامعة كورنيل، الذي اعتبر أن ترامب "يتجاوز حدود التجارة للتأثير في الشؤون الداخلية للدول".
ورغم قناعة ترامب بفعالية الرسوم الجمركية، فإن حصيلتها العملية حتى الآن محدودة؛ إذ لم تُفضِ إلى "90 صفقة في 90 يومًا" كما وعد، وتمخضت فقط عن اتفاقين مع بريطانيا وفيتنام.
ومع اقتراب الأول من أغسطس، تواجه 23 دولة تهديدات مباشرة برسوم تصل إلى 50%، في ظل ضغوط أمريكية لفتح الأسواق، إلا أن خبراء يرون أن العقبات السياسية الداخلية لتلك الدول قد تُعيق أي اتفاقات سريعة.
مع ذلك، لا تزال أمريكا تحتفظ بنفوذ اقتصادي هائل يجعلها شريكا لا يمكن تجاهله، في وقت يستمر فيه ترامب في استخدام التجارة كسلاح استراتيجي.
وبدأت الدول تبحث عن بدائل للاعتماد الاقتصادي على الولايات المتحدة، وتتفاوض كندا على اتفاقية تجارية مع دول جنوب شرق آسيا، بعضها يقترب أيضًا من الصين.
وتأمل الحكومات الأجنبية ببساطة في الصمود أمام ترامب، الذي أبدى استعدادًا لإعلان النصر بعد توقيع اتفاقيات "إطارية" مثل تلك التي وقعتها مع الصين، والتي تُؤجل حسم القضايا الأصعب للمفاوضات المستقبلية.
وقال ويليام راينش، المسئول التجاري الأمريكي السابق الذي يعمل حاليًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "بالنسبة لترامب، الضغط أهم من العصير". "المهم بالنسبة له هو الفوز - الظهور العلني والواضح للفوز. وما يفوز به أقل أهمية. وأضاف "لذا، فإن الحيلة بالنسبة لهذه الدول هي: كيف ندعه يفوز بطريقة تسمح لنا بتقديم أقل التنازلات ضررًا؟".

Trending Plus