رصاصة في القلب.. وحكم بالإعدام يعيد قصة الشهيد نبيل فراج إلى الحياة

في صباح مختلف من سبتمبر 2013، وقف اللواء نبيل فراج على مشارف كرداسة، لا كضابط أمن، بل كمواطن يحمل على كتفه ثقل وطن، لم تكن خطوته إلى الأمام مجرد تنفيذ لخطة أمنية، بل كانت اختصارًا لمعنى الشجاعة في زمن الفوضى.
لم يكن يدري أن رصاصات الغدر ستختاره، وأن لحظة تطهير الأرض من الإرهاب ستكون موعده مع الشهادة.
ومع ذلك، لم يتراجع، تقدّم بصدره قبل درعه، وبإنسانيته قبل رتبته، فكان أول من ارتقى في اقتحام كرداسة، حين زرعت الجماعة الإرهابية رصاصها في قلبه، ليسقط شهيدًا وطنيًا، ويعلو اسمه في سجل الخالدين.
وبعد سنوات من الوجع والصبر، عادت العدالة لتأخذ مجراها، فقد قضت محكمة جنايات مستأنف بدر، اليوم، بالإعدام شنقًا لأحد المتهمين بقتل الشهيد اللواء نبيل فراج، بالمشاركة مع آخرين في الجريمة، حكم حمل في طياته إنصافًا لدماء طاهرة سالت من أجل الوطن.
الشهيد الذي ودّع الحياة في لحظة وطنية نادرة، لم يكن ضابطًا تقليديًا، كان من طراز نادر يرى أن الكرامة في الميدان لا تُشترى بالرتب، بل تُصنع بالمواقف.
لم يتحدث كثيرًا، لكنه قال كلمته الأخيرة بالفعل، حين قرر أن يكون أول الداخلين إلى معركة الشرف.
نبيل فراج لم يكن ضحية، بل كان بطلًا اختار طريقه عن قناعة، رأى أن الأرض لا تُطهّر إلا بمن يحملون النور في عتمة الرصاص، وأن مصر تستحق التضحية مهما بلغ الثمن.
الحكم الصادر اليوم لا يعيد الشهيد، لكنه يعيد الاعتبار لتاريخه، ولقيمة الدم الذي رُوي به تراب كرداسة.
في زمن تطغى فيه الضوضاء، يبقى صوت الشهداء هو الأصدق، ونبيل فراج صوته لا يُنسى.

Trending Plus