من مدريد لبرلين.. غزة فى قلب المهرجانات الأوروبية.. هتافات "فلسطين حرة وأوقفوا الإبادة الجماعية" خلال مهرجان الثيران بإسبانيا.. اسم القطاع يزين مهرجان جلاستونبري ببريطانيا.. و"الموت لإسرائيل" على جدار بألمانيا

برزت "غزة" كعنوان رئيسي في العديد من المهرجانات الأوروبية خلال صيف 2025، حيث عبّر المشاركون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وسط تصاعد الغضب الشعبي تجاه الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع. لم تقتصر هذه الرسائل على رفع الأعلام أو اللافتات، بل تحولت بعض الفعاليات الثقافية الكبرى إلى منصات لهتافات سياسية صريحة، أثارت الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية.
مهرجان سان فيرمين في إسبانيا.. تضامن صريح مع فلسطين
انطلق مهرجان سان فيرمين التقليدي في مدينة بامبلونا الإسبانية هذا العام بطابع سياسي واضح، حيث وجهت منصة "يالا نافاروا من أجل فلسطين" رسالة تضامن قوية مع غزة. وخلال فعالية "تشوبينازو" الشهيرة، ردد آلاف المشاركين هتافات مثل "عاشت فلسطين حرة" و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، في كسر غير معتاد للتقاليد المعتادة للمهرجان.
رغم الحظر المفروض على الشعارات السياسية في مثل هذه المناسبات، هتف عدد من النواب المحليين من شرفة البلدية بعبارات تضامنية، وسط حضور جماهيري تجاوز 14 ألف شخص. وقد أكد رئيس بلدية بامبلونا، خوسيبا أسيرون، أن هذه المبادرة تعكس التزام المدينة بحقوق الإنسان، وإيصال "رسالة تضامن وعقلانية وإنسانية إلى العالم".
دورتموند الألمانية.. شعارات تصعيدية تثير القلق
في ألمانيا، تصاعدت مشاعر الغضب أيضًا، خصوصًا في مدينة دورتموند، حيث انتشرت شعارات مناهضة لإسرائيل على جدران عدد من الأحياء، منها ما كتب بشكل بارز: "الموت لجيش إسرائيل". وانتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار نقاشًا عامًا واسعًا حول حدود حرية التعبير وخطاب الكراهية.
وفي كلمة خلال أحد التجمعات، اتهم ناشط سياسي بارز، يُدعى فيلان، كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة"، قبل أن يُشعل الجدل أكثر بإطلاقه هتافات: "الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، التي رددها الحضور، ما أثار انتقادات سياسية وإعلامية واسعة.
بريطانيا.. مهرجان جلاستونبري يتحول إلى منبر سياسي
لم تكن بريطانيا بمعزل عن هذا التوتر، إذ شهد مهرجان جلاستونبري 2025، أحد أبرز الفعاليات الموسيقية في المملكة المتحدة، لحظات غير مسبوقة عندما تحولت بعض عروضه الغنائية إلى ساحة تضامن سياسي مع فلسطين. فرقتا الراب "بوب فايلان" و"نيكاب" استخدمتا عروضهما لإطلاق هتافات مثل: "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين"، ما أدى إلى موجة انتقادات حادة من سياسيين بريطانيين وإعلاميين، اتهموا المنظمين بـ"تسييس المهرجان" و"نشر رسائل مثيرة للانقسام".
موجة تضامن مقابل جدل سياسي
تأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه المظاهرات الداعمة لغزة في عدد من العواصم الأوروبية، وسط تشديد أمني لاحتواء أي أعمال قد تخرج عن السيطرة. ويعكس هذا الزخم التضامني تنامي الغضب الشعبي من استمرار الحرب، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حادة حول الحدود الفاصلة بين التعبير السياسي والتطرف، خاصة في فضاءات عامة يفترض أن تكون ثقافية أو احتفالية.

Trending Plus