أزياء مصر نسيج وهوية.. أزياء أهل سيناء تراث تتوارثه الأجيال

تراث تتوارثه الأجيال أزياء وتحافظ على تفاصيله ليناسب كل عصر.. الجلباب زى الرجال يكتمل بارتداء الغترة والعقال والشماغ

العباءة الرجالية للمناسبات الخاصة والفروة للحماية من البرد..الأثواب المطرزة تتزين بها النساء.. والعباءة السوداء فرضت وجودها من التقليد إلى الموضة العصرية

الأزياء التقليدية لأهل سيناء أكثر من مجرد ملابس، فهى تعبر عن تاريخ طويل من الأصالة والانتماء، وبينما تتأثر هذه الأزياء بمتغيرات العصر، إلا أنها تستمر فى الصمود بفضل جهود الأفراد والمجتمع للحفاظ على هذا الإرث، وتمثل أزياء أهل سيناء رمزاً حياً لثقافة عريقة وهوية متجذرة، تروى قصصاً عن الماضى وتؤكد على أهمية التراث فى مواجهة التغيرات.

ويحافظ أهل شمال وجنوب سيناء على أزيائهم التقليدية التى تعكس هويتهم الثقافية وتراثهم العريق، ويفتخرون بارتدائها فى حياتهم اليومية وفى المناسبات الرسمية، وتعبر هذه الأزياء عن بيئة الصحراء التى يعيشون فيها ومراحل انتقال مناطقهم من صحراء إلى مناطق زراعية ومناطق عمران، وتتميز بتنوعها الذى يظهر جلياً فى التفاصيل بين القبائل المختلفة، مما يضفى عليها خصوصية متفردة.

ويعد الجلباب أو «الثوب » المكون الأساسى لملابس الرجال فى سيناء، حيث يتميز بألوانه وتصميماته التى تناسب طبيعة الحياة البدوية من حيث الحركة والسير لمسافات والجلوس على الأرض وافتراش التراب. ويفُضل الرجال ارتداء الجلابيب البيضاء المصنوعة من القطن خلال الصيف لمقاومة حرارة الجو، بينما تتنوع الألوان الداكنة فى الشتاء لتوفير الدفء، وبتصميمات متنوعة حول الرقبة والأكمام، تضيف لمسة من الجمال تجعل كل قطعة مميزة، كما أن غطاء
الرأس جزء أساسى من زى الرجال، ويعكس الهوية الثقافية.

فى شمال سيناء يشيع استخدام الغترة البيضاء المثبتة بالعقال الأسود، خاصة فى المناطق الساحلية، أما فى وسط وجنوب سيناء، فإن الشماغ المزخرف بالألوان التقليدية كالأحمر والأبيض أو الأسود والأبيض يهيمن على المشهد، حيث يلف الشباب الشماغ حول رؤوسهم بشكل غير رسمى، بينما يفُضل كبار السن ارتداء العقال فى المناسبات الرسمية.

ويرتدى الرجال السراويل الفضفاضة التى توفر لهم الراحة أثناء التنقل فى الصحراء، مع الأحذية الخفيفة أو «الشبشب » الذى يصُنع إما يدوياً أو من إنتاج المصانع التى تتنوع منتجاتها المحلية والمستوردة، وكل يختار ما يناسبه بأسلوب يعكس طبيعة كل شخص واستخدامه للحذاء، فهناك من يسير به لمسافات بعيدة، وآخرون يحتاجون حذاء لأعمال الزراعة
والعمل، والبعض للمناسبات الرسمية.

بالإضافة إلى الجلباب، يرتدى الرجال فى سيناء العباءة كجزء من زيهم التقليدي، خصوصاً فى المناسبات الخاصة، وتتميز العباءة بتصميماتها الفضفاضة والبسيطة، وتصُنع عادة من الأقمشة القطنية أو الصوفية الخفيفة، و يتنوع لون العباءة بين الأسود والبنى والألوان الأخرى المحايدة التى تعكس طابعا بسيطا. أما فى المناسبات الرسمية أو الاحتفالات الكبرى، فيتم تزيين العباءة بتطريزات دقيقة أو تطعيمها بخيوط معدنية، مما يمنحها مظهراً أنيقاً يبرز مكانة الشخص. عادة ما يرتدى الرجال العباءة مع الغترة والعقال أو الشماغ حسب المكان والمناسبة، مما يضيف لمسة من الفخامة والاحترام للتقاليد.

فى فصل الشتاء، تبرز الفروه الشتوية كجزء أساسى من زى الرجال فى سيناء، حيث تعُد من الملابس التقليدية التى توفر الدفء وتحميهم من برودة الطقس، وتصُنع الفروة من فراء الحيوانات مثل الأغنام والماعز أو الصوف الصناعى، وتتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة. فى بعض الأحيان، يزُين الفرو بتطريزات بسيطة أو حواف مصنوعة من جلد الحيوانات، مما يضيف لمسة من الجمال والتميزّ. ويرتدى الرجال الفروه فى الأوقات الباردة أو أثناء التنقل فى المناطق الجبلية التى تزداد فيها درجات الحرارة انخفاضاً، ويعتبرها البعض من رموز الفخر والانتماء للتراث البدوى، كما تسُتخدم الفروه الشتوية فى المناسبات الخاصة كجزء من الزى التقليدى، حيث تضفى عليها طابعاً خاصاً من الأناقة والاحترام للمناسبات الاجتماعية.

ولطالما ارتدت النساء السيناويات أثواباً طويلة مطرزة يدوياً، بألوان وزخارف تعكس انتماءهن القبلى، تختلف تصاميم هذه الأثواب بين قبيلة وأخرى، حيث تحمل كل قطعة رموزاً تعبر عن طبيعة البيئة والمناسبات الخاصة، ورغم أن هذه الأزياء لم تعد شائعة فى الحياة اليومية، إلا أنها لا تزال ترُتدى فى الأعراس والمهرجانات كنوع من إحياء التراث.

وكانت البراقع والقنعة جزءاً لا غنى عنه من أزياء السيدات فى سيناء. البراقع، المصنوعة من قماش مزين بعملات معدنية أو ذهبية، كانت تعُبر عن الوضع الاجتماعى للمرأة. أما القنعة، فهى غطاء رأس أبيض للنساء المتزوجات وأسود للفتيات، ورغم تراجع استخدام هذه القطع، إلا أنها لا تزال حاضرة فى المناسبات التراثية.

فى العقود الأخيرة، أصبحت العباءة السوداء الفضفاضة الزى السائد بين النساء، بفضل بساطتها وملاءمتها للتقاليد، وتحرص بعض النساء على إضافة تطريزات مستوحاة من الأثواب التقليدية، مما يعكس ارتباطهن بتراثهن.

وللحفاظ على الأزياء التراثية، انتشرت فى أسواق سيناء محلات ومنافذ توفر الملابس التقليدية، بعضها يحُاك يدوياً على أيدى حرفيين محليين، والبعض الآخر يسُتورد من الخارج، خاصة من دول الخليج والأردن. كما بدأ الحرفيون فى تطوير مشغولات تطريزية تسُتخدم كمنتجات يدوية مثل الحقائب والأوشحة، ما ساهم فى تنشيط الاقتصاد المحلى.

وتحظى الأزياء التقليدية بأهمية خاصة فى المناسبات الرسمية. يرتدى الرجال الجلابيب البيضاء مع الغترة والعقال، بينما تعود النساء إلى الأثواب المطرزة والبراقع، كوسيلة للتعبير عن الفخر بالهوية الثقافية، كما تعُرض هذه الأزياء فى المهرجانات التراثية التى تنُظم فى سيناء، مما يعكس تنوع الثقافات والقبائل.

اعتزاز بالزى السيناوى

الاجيال تتمسك بهويتها

الهجانة

طفلة بالزى البدوى

غطاء الراس فن فوق الراس