أزياء مصر نسيج وهوية.. الجلباب الصعيدى رمز للأصالة والكرامة فى سوهاج

من أشهر قصات 13 الجلباب قصة السكة الحديد والعباسى والزرافة ونص كلفة وسن الفار
سعر متر القماش الواحد يصل إلى 1200 جنيه والتكلفه قد تصل ل3000
المحافظات المصرية غنية بالموروثات الثقافية المتعددة، ولكل محافظة لون من التراث الذى يميزه، والأزياء أشهر ما تميز المحافظات وخاصة محافظات الصعيد، وتأتى محافظة سوهاج فى مقدمة تلك المحافظات التى لها طابع متميز من خلال موروث مهم يعود إلى مئات السنين وهو الجلباب.
ويعد الجلباب الصعيدى جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتراث الشعبى فى صعيد مصر فهو ليس مجرد لباس تقليدى، بل يحمل بين طياته دلالات اجتماعية وثقافية تعكس طبيعة الحياة فى تلك المنطقة. ويمثل الجلباب الصعيدى رمزًا للبساطة والكرامة، وقد ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع الصعيدى على مر العصور من خلال هذا التحقيق، سنتناول تاريخ الجلباب الصعيدى، خصائصه، أنواعه، وأثره فى المجتمع الصعيدى.
الجلباب الصعيدى له جذور تاريخية تمتد لعدة قرون ورغم تطور الأزياء على مر العصور، إلا أن الجلباب الصعيدى حافظ على شكله التقليدى ويعود استخدام الجلباب إلى العصور الإسلامية فى مصر، وكان فى البداية لباسًا يتسم بالبساطة والعملية، حيث صُمم ليواكب ظروف الحياة الريفية البسيطة مع مرور الزمن، وأصبح الجلباب جزءًا من هوية أهل الصعيد الذين عُرفوا بتمسكهم بالعادات والتقاليد وكان الجلباب فى البداية يُصنع من الأقمشة الطبيعية مثل القطن، مما يجعله مناسبًا للحرارة المرتفعة فى صعيد مصر.
ومن هنا وتحديدا من محافظة سوهاج ومن داخل مركز جهينة أشهر مركز بالصعيد فى صناعة الجلباب يتحدث عم وحيد فلفل أقدم ترزى للجلباب الذى ورث الصنعه عن والده ووالده ورثها عن جده وهكذا، والذى يؤكد ل «اليوم السابع » أن الجلباب الصعيدى يتميز بعدد من الخصائص التى تجعله فريدًا فى تصميمه، وأول ما يميز الجلباب هو قصته الفضفاضة والطويلة التى تغطى الجسم بشكل كامل، ويتميز بالكلفه التى تزين الصدر والأكمام والجلباب من الأسفل، وتتراوح ألوان الجلباب بين الأبيض التقليدى، والألوان الأخرى مثل الأزرق والرمادى والأسود، والمقلم وغيرها التى يستخدمها البعض فى المناسبات الخاصة، والآن دخل عليه المقلم والكروهات وغيرها من الأنواع والجلباب، ويعرف بتكلفته فسعر المتر الواحد قد يصل إلى 1200 جنيه، والرجل الصعيد يأخد من 3 إلى 3.5 متر للجلباب الواحد، وبهذا يكون سعر القماش فقط 4200 جنيه، وهو أغلى من البدلة والكلفه وهى التى تزين الجلباب لها سعر آخر. وعن أنواع القصات فيقول عم وحيد فلفل، إن هناك القصة العباسى، وقصة سن الفار، وقصة 2 قيطان، وقصة 3 قيطان وهى جلباب صيفى، وقصة الزرافة الضفيرة، وقصة السكة الحديد، وقصة الضفيرة، ونص كلفة، وكلفه كاملة، وهى قصات متعددة، ولكل قصه طريقة معينة تختلف عن الأخرى وهذا ما يتميز به الجلباب الصعيد.
وحتى تكتمل الوجاهة يلزم الجلباب قفطان، والقفطان هو زى صعيدى آخر يلبس أسفل الجلباب من أجل ضبط الإيقاع وخروجه على أكمل وجه وأبهى صورة كما تتم مشاهدته فى مسلسلات التليفزيون، وهناك أيضا السديرى، وهو مصنوع من القماش ويتم ارتداؤه أسفل الجلباب ويتم تزيينه بشكل مختلف، وكلما ارتفعت الكلفه فى التفصيل وارتفع سعر القماش المستخدم فهذا يدل على مكانة وثراء صاحب الجلباب.
ويتنوع الجلباب الصعيدى وفقًا للمناسبة أو الغرض من ارتدائه، فهناك جلباب يُرتدى فى الحياة اليومية ويتميز بالبساطة والراحة، حيث يفضله الفلاحون والعمال فى حقولهم وأعمالهم اليومية، هذا النوع من الجلباب لا يحتوى على أى تفاصيل أو زخارف ويُصنع من خامات رخيصة لتناسب ظروف العمل.
أما النوع الثانى فهو الجلباب المناسب للمناسبات الدينية أو الاجتماعية، مثل الأعياد أو الأعراس فى هذه المناسبات، ويمكن أن يتضمن الجلباب بعض الزخارف البسيطة، وقد يتم استخدام خامات أفخم كذلك، ويوجد الجلباب الرمضانى الذى يتم ارتداؤه فى شهر رمضان، والذى يتميز بتصميم بسيط ولكنه يحتوى على تفاصيل خفيفة لتناسب هذه المناسبة الدينية الخاصة.
وفى النهاية يمثل الجلباب تعبيرا عن الانتماء الاجتماعى والقبلى، ويعد جزءًا من التراث والعادات المتوارثة عبر الأجيال، ويعتبر الرجل الصعيدى أن ارتداء الجلباب يعكس احترامه لنفسه واهتمامه بتقاليده. كما أن الجلباب جزء من الهوية الثقافية التى يتم الحفاظ عليها من جيل إلى جيل، فعندما تجلس فى المجلس داخل الدوار الصعيد تجد القاضى والمستشار والضابط والدكتور والمهندس وأستاذ الجامعة ورجل الأعمال الكل يرتدى الجلباب الصعيد ولا تكاد تفرق بين أحد منهم بسبب الزى الصعيدى الذى يميزهم حيث يعتبر الجلباب أيضًا رمزًا للضيافة والكرم فى المجتمع الصعيدى، حيث يعتز الرجال بارتدائه فى مناسبات الضيافة، مثل استقبال الضيوف فى المناسبات الاجتماعية والدينية.
وختاما الجلباب الصعيدى هو أكثر من مجرد زى تقليدي، إنه جزء من الهوية الثقافية للمجتمع الصعيدى من خلال تصميمه البسيط وألوانه المتنوعة، يعكس الجلباب الصعيدى تاريخًا طويلً من العادات والتقاليد التى تمسك بها الصعايدة على مر العصور.ورغم التغيرات التى طرأت على المجتمع فى العصر الحديث، يبقى الجلباب الصعيدى رمزًا للأصالة والكرامة فى المجتمع المصرى.

التفصيله العباسى

السديرى جزء من الوجاهه

تحديد الكمية المطلوبة

قصة الزرافه

قصة السكه الحديد


Trending Plus