أزياء مصر نسيج وهوية.. الحاج مصطفى 60 سنة خبرة في تصنيع الجلابية المصرية

لو بتدور على لبس مصري أصلي.. قوم نادي على الصعيدي والسيناوي وروح على كرداسة
خبرة في تصنيع الجلابية المصرية بأنواعها
على أطراف مدينة الجيزة، تقع كرداسة، التي تعد واحدة من أهم حواضر التراث المصري في صناعة الملابس التقليدية. كونها قريبة من الأهرامات ونزلة السمان كانت قبلة السائح العاشق للملابس التراثية والصناعة اليدوية المصرية المميزة، ويقول «مصطفى رضوان» السبعيني الذي يعد أحد أقدم صناع وتجار الملابس التراثية بحي كرداسة، حيث عمل في هذا الشارع منذ أن كان فتى صغير لا يتجاوز العشرة أعوام، يعشق الملابس التراثية على اختلاف أنماطها: إن الملابس التراثية لها بهجة وصنعة أصيلة، أول ما بدأت في كرداسة اشتغلت صبي عند صاحب محل بجمع له قطع الملابس من الفتيات والسيدات قاصدات حي كرداسة لبيعها على اختلاف أنماطها «صعيدي، سيناوي، فلاحي» تقريبا لم يكن المصريون وقتها يعرفون كرداسة فقط السواح هم زوار المكان، والأجانب يعرفون جيدا قيمة الصناعة اليدوي، السائح وهو بيتفرج على القطعة لو معجبتوش بيطبقها ويحطها على الرف بكل حرص، عارف أنها أخدت من جهد وروح صانعها”.
يضيف الحاج « رضوان « كبرت في هذا الشارع ولم يعد هناك سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة الذي يهتم ببيع الملابس التراثية ذات الصنعة الأصيلة، الكل بقى يركب الشرايط الجاهزة التي تشبه التطريز اليدوي، ولكن التطريز اليدوي السيناوي لا يزال يأتي من «بئر العبد»العبايات والشيلان مصنوعة بكل حب بالخيوط الملونة وغرزة الكنفاه الدقيقة التي تشتهر بصناعتها الفتيات هناك، أما أقمشة «التلي” أفضل من يتقنها أهل سوهاج، تأتي من أخميم سر صنعتها عندهم وبس، صعب حد تاني يعملها زيهم. كلنا بنشوفها مجرد نقوش حلوة مغزولة بخيوط الفضة على القماش، بس مش كتير يعرفوا إن النقوش دي لها معاني زي اللي منقوشة على جدران المعابد الفرعونية. بياخدوا من المناسبات الحلوة النقوش زي العروسة، وفتافيت السكر، والحصان، وإيدك في إيد أخوك، وأنوار الفرح وكل ست وهيا بتطرز بترسم لوحة ممكن فك رموزها وقراءتها”.
يتابع الحاج «رضوان»: « كرداسة اشتهرت بالعبايات والملابس التراثية، لأنها كانت مصدر دخل كثير من العائلات المهتمة بالتصنيع والبيع ولكن المهنة بدأت تنقرض، وقليل اللي بيورث المهنة من أهله، حتى تصنيع الغزل والنسيج على «النول» مهدد بالزوال. اللي بيموت ماحدش بيشتغل بعده، والجيل الجديد شايف إن التعب المبذول غير مجزي، والست اللي بتطرز العباية في شهر وشهرين بيكون العائد المادي لها غير كافي للتعب وثمن الخيوط”.
يتدخل في الحديث « محمد السمان» أحد العاملين في شارع كرداسة فيقول لـ»اليوم السابع» إن كل الشارع به محلات لبيع العباية والجلابية ويضيف «بنحاول نحافظ على الهوية المصرية، بناخد من الجلابية الفلاحي إنها واسعة ومريحة، وبناخد من العباية السيناوي النقوش الحلوة بس بقى صعب تكون تطريز يدوى، الصين علملتها شريط بيتلزق ولذلك بيكون السعر أقل بقليل، وكمان واخدين موديلات القفطان والملس الحشمة والفخامة، لأن صعب واحدة تلبس جلابية أو ملس بالشكل التقليدي في حياتها العادية، بس الآن حي كرداسة أصبح مزارا للمصريين في المناسبات، فرمضان له عباية للعزومات والمصيف له جلاليب بتتلبس على البحر والمصايف” .
ويختم «محمد السمان» حديثه قائلا أبويا كان شغال هنا وأنا من بعده، والملابس التراثية بتتنقل من جيل إلى جيل في كرداسة، بتتصنع وتتصمم على حسب احتياجات الزبون، وهذه الفترة الزبون احتياجاته موديل جديد وأخد لمسة تراثية والسعر يكون على قد الإيد، والشاطر فى كرداسة اللى يعمل تصميم مختلف علشان يشد الزبون يعنى لازم يدور فى التراث القديم ويلقط من القديم اللى ينفع يبقى جديد وموضة ودا محتاج بحث وتدقيق طول الوقت.




Trending Plus